عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-2003, 07:36 AM   #5
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أخي الفاضل دوت كوم ، شكراً لتعقيبك الذي سعدتُ كثيراً به ، حفظك الله و أسعد أيامك بالخير و الإيمان .



اقتباس:
اقتباس من الكاتب mirror
إنّ بداخلك رجلان ، أحدهما من ترغب حقاً أن تكونه ، من تتطلع لأن تكونه ، و الثاني من وصلتَ اليه اليوم ، راجع معاملتك لكل منهما ، أيهما تصادقه أكثر ؟ أيهما تطيل الحديث معه أكثر ؟ أيهما تلبي متطلباته أكثر خصوصاً عندما تكون وحدك ؟ إنه من سيرافقك رغماً عنك عندما تكون بين الناس ..
أشعر أن هذا الكلام بحاجة لتعديل ، من تصاحبه يصاحبك لا شك لكن لو كانت هذه الصحبة على حسابِ آخر فستكون صنعتَ لنفسك عدواً يكرهك بقدر ما يحبك الأول ، الجزء من ذاتك الذي ترفض الاعتراف به سيخطط لانتقام شنيع يفتك بك و سيتربص بك دائماً يتحين ساعة الانقضاض . لذا يجب في البداية أن تقبل بوجود هذا الشخص الآخر مهما بلغت بشاعته ، أن تقبل به يعني أن تصدق حقيقة وجوده ، أن تحاول فهمه ، أن تحتويه ، فحتى لو أردتَ معاقبته لن تعاقبه أبداً حتى تقر بحقيقة وجوده ، أحياناً تضللنا نفسنا عندما تحاربنا كي لا نقر بحقيقة وجود جوانب مظلمة منا ، و هذا سيعرقلنا و سيحجب عنا صوت الحقيقة أو صوتَ الوعي بداخلنا .

-------------

أعرض هنا مقتطف من كتاب : من يشد خيوطك
تأليف : لويس بروتو
ترجمة بتصرف : الدكتور عبد اللطيف الخياط
دار الهدى للنشر و التوزيع
الطبعة الثانية
1423هـ - 2002م



قبول الذات صــ 180 - 181

كلما نجحنا في السماح لأنفسنا أن نتخلص من التلبس بنوع معين من الوجود ، نكون قد نجحنا في تقليل معاناة الطاقة المقابلة لذلك النوع من الوجود التي تكافح لتحصل على الاعتراف بها لمصلحة توازن النفس و صحتها . و كلما اعترف المرء بوجود تلك الطاقات " الظل " في نفسه ، قل شعوره بالصدمة لوجودها و قل إصداره الأحكام ضدها . و بدلاً من أن نشمئز من شخصيات كاليبان و مستر هايد * داخلنا لأننا نجدها بشعة ، يظهر عندنا حب الاستطلاع لفهمها ، و نريد أن نعلم كيف وصلت إلى حالة " الوحوش المشوهة " ، و ما هو بالضبط الذي يمد غضبها الهائج بالوقود . فبدلاً من أن نشوه هذه الطاقات و نحولها إلى أوضاع سلبية أو حتى شيطانية عن طريق الكبت – كما أشرطنا أن نفعل بأنانيتنا و غضبنا و غيرتنا و اعتزازنا إلخ – أو نشعر بالذنب و نواجه رد المجتمع حين نرتجمها إلى سلوك ، بدلاً من كل ذلك نحاول أن نفهم ما الذي يشغّل كل تلك الطاقات .
و حينما نتقبل الشخصية الجزئية المنبوذة على أنها جزء منا ، و ترحب بها " الذات الواعية " ضمن العائلة كما رحب الوالد بالابن المسرف ( في قصة الانجيل ) فإن الكابوس ينتهي . و لا شك أن الشخصيات الجزئية الأخرى التي هي أقرب إلى الذات العليا سوف يكون لها آراء مختلفة و سوف تغمغم باعتراضاتها كما فعل إخوة الابن المسرف ، و لكن من حقهم أن ينطقوا باعتراضاتهم أيضاً ، لأنّ صدر الأب يجب أن يسعهم جميعاً . و لكن الشيء الذي لن يبقى له مكان بعد أن تتقبل الذات الوضع الذي وصفناه هو كراهية الذات و تحطيم الذات التي تجعل جانب الظل أكثر ظلاماً حينما تتلبس أكثر من اللزوم بالجانب المضيء . إن الجانب المضيء الذي نتلبس به ( أي الذي نعتبره هو كل شخصيتنا ) يكون في أكثر الأحيان ليس النور الحقيقي ، و لكنه الذات العليا ، إنها تتقمص أحياناً بشكل " الذات الواعية " مما يخفي حقيقة أن خيوطها هي بكل بساطة موزعة على " الضابط " و " الناقد " .
ـــــــــــــــ
*كاليبان شخصية في مسرحية شكسبير " العاصفة " ، مشوه الخلقة ، يعامله بروسبيرو الساحر باحتقار و إذلال . و مستر هايد هو شخصية تظهر في رواية " الدكتور جيكيل و المستر هايد " لستيفنسون نشرت عام 1886 م . و الدكتور جيكيل يتحول إلى مستر هايد بفعل شراب سري . و بينما الدكتور جيكيل هو شخصية مستقيمة فالمستر هايد منحرف ، و حينما يقترف المستر هايد أخيراً جريمة قتل ، ينهي حياته بالانتحار .

انتهى .




----------------
ممتع هذا الكتاب إنه يصور الطاقات أو النفوس الجزئية بداخلك التي يكون مجموعها شخصيتك بأنها شخصيات تتصرف و كأنّ كلاً منها شخص منفرد بذاته له فلسفته الخاصة في الحياة ، بينما يكون دورك كدور الممثل الذي يتقمص دور إحداها ، و يوضح لك الكتاب أهمية أن تظل واعياً مدركاً لأدائك الدور حتى تملك زمام أمرك . قد يكون من الصعب أن نصدق أن نفسنا تتحايل علينا بخبث أحياناً و تضللنا فنسقط تحت رحمة إحدى الشخصيات أو الطاقات بداخلنا التي تتضخم في النمو فتهيمن و تسيطر علينا . التوازن مطلوب و هو فن مفتاحه الصدق مع النفس بعد توفيق العلي القدير .


 
التعديل الأخير تم بواسطة mirror ; 29-08-2003 الساعة 08:01 AM

رد مع اقتباس