إنــــــــــــها توقيـــــــــــــع عن الله .... !!!!!
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
أما بعد :
يعجب الانسان في بعض الاحيان من بعض المستخفين بالدين
و امور الدين و خصوصا الامور المتعلقة بالفتوى ؛ فهؤلاء أوجه لهم
ما تيسر من الكلام الذي حاولت ان يكون له أثر و وقع في النفس .
قيل في الفتيا : إنها توقيع عن الله تعالى ...
و لعظم المسئولية تهيب أكابر العلماء العاملين وأفاضل السالفين و الخالفين
من الإقدام عليها ( الفتوى ) خشية التفريط و الإفراط أو الغلط ، فكان يقول : لا أدري ، أو يؤخر الجواب إلى حين يدري ، أو يحول إلى غيره فيما يعتقد أنه أعلم و أورع .
روي عن أبي بكر الأثرم قال : سمعت أحمد بن حنبل يستفتى ، فيكثر أن يقول : لا أدري ، و ذلك من أعرف الأقاويل فيه .
و عن الهيثم بن جميل قال : شهدت مالك بن أنس سئل عن ثمان و أربعين مسألة ، فقال في اثنتين و ثلاثين منها : لا أدري .
و عن الإمام مالك أنه سئل في مسأله فقال : لا أدري ، فقيل له : إنها خفيفة سهلة ، فغضب و قال : ليس في العلم شيء خفيف ، أما سمعت قوله جل ثناؤه :
(( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) ..- الزمل -.
و قال الحافظ ابن الصلاح : بلغنا عمن سمع سحنون بن سعيد يزري على من يعجل الفتوى ، و يذكر النهي عن ذلك عن المتقدمين من معلميه ، وقال : إني لأسأل عن المسألة فأعرفها و أعرف في أي كتاب هي ، و في أي ورقة ، و في أي صفحة ، و على كم بنيت من السطور ، فما يمنعني من الجواب فيها إلا كراهة الجرأة بعدي على الفتوى . ( انتهى ) فهو لا يكتفي في الورع بعدم التعجل في الفتوى ، بل يريد أن يكون قدوة لغيره فيرشد إلى التريث و التأني و عدم الإقدام بدون روية و تفكير ، و هذا غاية الورع و التقوى .
و كان السلف من الصحابة و التابعين يكرهون التسرع في الفتوى و يود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره ، فإذا رأى أنها قد تعينت عليه بذل اجتهاده في معرفة حكمها من الكتاب و السنه أو قول الخلفاء الراشدين ثم أفتى . انتهى (( عن كتاب الاجوبة المرضية ))
المتأمل لهذه الكلمات يدرك عظم أمرها على العلماء ، فما بالها على ( ألف ، باء ) المبتدء أو على من هو بعيد تمام البعد عن أمور الدين ( اقصد هنا التفقه في الدين )
أسأل الله العظيم ان يهدينا و اياكم الى ما يحب و يرضى
و الحمد لله و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين
لكم تحياتي
اخوكم
الهاشمي
|