عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-2012, 04:29 PM   #24
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 12-12-2024 (10:00 AM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue





تصرفات الإتحاديين ودعاة الحركة الطورانية , ومحاولة المس بالعقيدة الإسلامية وبشخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم . مثل إلغاء حتمية الصلاة في المدارس الدينية وسياسة التتريك ومحاربة اللغة العربية التي بها نزل القرآن الكريم أشرف الكتب وبها تكلم أفضل الرسل محمد صلى الله عليه ولا ريب أنها مقدسة عند المسلمين لأن الله ارتضاها لهذا الدين وارتضى أن يكون محمدا من العرب الهاشميين ، قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله- في «اقتضاء الصراط المستقيم » ( 1: 419 ): فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة: اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، عبرانيهم وسريانيهم، روميهم وفرسيهم وغيرهم. وذكر الإمام الكرماني - صاحب الإمام أحمد بن حنبل - رحمهم الله جميعاً - في وصفه للسنة : هذا مذهب أئمة العلم، وأصحاب الأثر، وأهل السنة المعروفين بها، المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها. فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة، زائل عن منهج السنة، وسبيل الحق. وهو مذهب أحمد، وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا، وأخذنا عنهم العلم، وكان من قولهم: إن الإيمان قول وعمل ونية. وساق كلامًا طويلاً.. إلى أن قال: ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها، ونحبهم لحديث رسول الله، ( حبُّ العرب إيمان، وبغضهم نفاق). ثم قال في صفحة - 431: فإن الله تعالى خص العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها، ثم خصَّ قريشًا على سائر العرب بما جعل فيهم من خلافة النبوة، وغير ذلك من الخصائص.وجمهور العلماء على أن جنس العرب خير من غيرهم، كما أن جنس قريش خير من غيرهم، وجنس بني هاشم خير من غيرهم. وقد ثبت في الصحيح عنه، أنه قال: ( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا).
لذا كان المحرك الذي أيقظ شرفاء الأمة الإسلامية وأعلى صوتهم في اليوم (9 شعبان 1334هـ = 10 يونيو 1916م) بقيادة الشريف الحسين بن علي المنقذ الأعظم وقائد أول ثورة عربية كبرى في مطلع القرن العشرين التي استهدفت تحرير الأرض والإنسان وتأسيس الدولة العربية الواحدة المستقلة. وقد أطلق بنفسه في ذلك اليوم أول رصاصة على قلعة الأتراك في مكة؛ إيذانًا بإعلان الثورة، وعزز حركته بمنشور أذاعه اتهم فيه الاتحاديين في تركيا بالخروج على الشريعة الإسلامية.وحين كانت الظروف مواتية لاعلان الثورة العربية الكبرى خاصة بعد نجاح الامير فيصل في مسعاه مع الاحرار العرب في دمشق وغيرها ،فجر الشريف الحسين طيب الله ثراه رصاصة الثورة العربية الكبرى يوم العاشر من حزيران من عام 1916 معلنا بدء العمليات العسكرية بقيادة أنجاله الامراء علي وعبدالله وفيصل وزيد التي تقدمت وهي تحقق الانتصارات التي توجت بتأسيس الدولة العربية الاولى في سوريا ومن ثم العراق ومن ثم كانت الدولة الاردنية.
ولد الشريف الحسين بن علي في استانبول عام 1852 م اثناء وجود والده هناك وتلقى علومه الاولى فيها ليعود الى مكة وينشأ فيها على العروبة وقيم الاسلام فتبرز مواهبه وتوجهاته التي تدعو الى التخلص من الحكم الاجنبي وتحقيق الاستقلال العربي فكان أن نفي النفي الاول عام 1893 الى استانبول ليمكث فيها حتى عام 1908 فيعود أميرا على مكة يدير شؤون البلاد بعدالة وحكمة:وهو يتطلع الى الاستقلال العربي التام الذي كان يعمل من أجله.
والحسين بن علي طيب الله ثراه كان ثابتا عند مواقفه حازما خاصة حين الحديث عن فلسطين والقدس وقد رفض كل المعاهدات والاتفاقيات التي لاتنص صراحة على عروبة فلسطين والقدس .
وكان الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه قدم تبرعا سخيا لاعمار المسجد الاقصى عام 1924 جاوز الثلاثين الف ليرة ذهبية والذي جاء في فترة دقيقة حين كانت جدران المسجد الاقصى وسقوفه تتعرض للتلف، ويستذكر اهل فلسطين والمجلس الاسلامي الاعلى في القدس هذا التبرع والاعمار خاصة بعد حدوث الزلزال المدمر عام 1927 والذي لولا لطف الله اولا والاعمار الهاشمي وترميم الاقصى لحدث مالا تحمد عقباه.
وتعرض الشريف الحسين بن علي للنفي من جديد عام 1926 ونقل الى قبرص ليقيم فيها ولكنه عاش فترة حياته هناك ملكا قائدا لا ينقطع عن التواصل مع أعيان الامة يزورونه ويستذكرون مجده وهو يواصل خدمته للامة وقد كان على علاقة وثيقة مع المجتمع المحلي وقد تبرع الشريف الحسين في قبرص لاعمار الكنيسة الارمنية فيها.
الشريف الحسين بن علي الذي أراده العرب قاطبة قائدا لثورتهم حمل مشعل الحرية وناضل بصدق واخلاص لا يبتغي غير مرضاة الله سبحانه وتعالى.
نستذكر سيرته العطرة التي تشكل تاريخا مجيدا ناصعا وصفحة عز في تاريخ الاشراف العرب وقادتها المخلصين توفاه الله في مثل هذا اليوم من عام 1931 في عمان في قصر رغدان، ويأبى أعيان القدس الا ان يكون سكين الاقصى التي أحبها وتبرع لاعمارها وأخلص لقضيتها فينقل الملك الثائر يوم الرابع من حزيران الى القدس ليوارى الثرى في المسجد الاقصى وكأننا مع جلالته رحمه الله نردد قوله المشهور الذي افصح به حين نفيه الثاني:


مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها



وقد رثاه الشاعر العربي الكبير امير الشعراء احمد شوقي بقصيدة طويلة مطلعها:

لك في الارض والسماء مأتم ُ

قام بها أبو الملائك هاشـم ًُ
عبرات الكتاب فيها جوار
وعيون الحديث فيها سواجم ُ
قعد الان للعزاء وقامت
باكيات على الحسين الفواطم ُ








 
التعديل الأخير تم بواسطة الحوراني ; 26-04-2012 الساعة 04:31 PM

رد مع اقتباس