عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-2012, 09:13 AM   #2
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue



واسمع إلى قصة وقفتها وعايشتها بنفسي ،

هذه قصة لزميل لي ، والله كان هذا الزميل لا يصلي إلا إذا كان معي خجلاً مني لا خجلاً من ربه سبحانه ، وإذا كان في البيت فعلى كيفه متى ما قام صلى ، وإذا كان مشغول لا يصلي ، حياته كانت نوم في النهار وسهر في الليل على الأفلام والحرام ، في أحد الأيام ، كان سهران على مطربته المفضلة التي كان يدمن سماعها قبل أن ينام ، فإذا بصوت يملأ المكان ، إذ به صوت الآذان ، يقول : والله للتو مغمض عيوني ، حسيت والله كأن الآذان ساعة ، يقول انفلت لساني مني فقلت : ما هو وقته هذا الإزعاج ، يقول : يا ليته لم ينفلت مني ، لأني دفعت ثمن تلك الكلمات ، والله كان ثمنها غالٍ جدا ، يقول : شعرت بعدها بطنين خفيف في أذني لم أعبه به ، ثم نمت ، ولا صليت ، نمت ، لكن الذي يسمع السر وأخفى و سمعني لا ينام سبحانه ، ( أم يحسبون أن لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ) استيقظت كعادتي نزلتُ إلى أهلي ، أنظر إليهم يتكلمون ، لكن والله ما أسمع ما يقولون ، فقلت لهم مازحاً : وش فيكم أنتم تقولون سر !! ، ارفعوا أصواتكم ، يقول مازحاً لا زلت أعبث ، لم أستوعب بعد أن الأمر قد قضي في السماء ، بأن يسلب ذلك الضعيف السمع ، وأني لن أسمع كلمة بعد ذلك الآذان ، فو الله أيقنت بعدها أن الله أكبر ، ...

جاءني هذا الزميل ، بشكل مختلف ، وهو قد انقطع عني ، جاء بشكل مختلف تماما ومعه أوراق ، استغربت يطلع لي الأوراق وشكله متغير ، أخرج لي التقرير الذي قد ثبت فيه أنه قد فقد حاسة السمع تماماً وأنه ليس فيه أي أمل لسماعه مرة أخرى ، إلا أن يشاء الله ، وتجرى له عملية زراعة قوقعة في الأذن ، اليمنى فقط وهذه العملية تكلف مئة ألف ريال ، حكى لي عن معاناته خلال سنتين ، يقول : والله كل أصدقائي تركوني ، وقد كنت أخطط وأسافر معهم ، وأقضي وقتي كله معهم ، تركوني كلهم ، ولا عاد منهم أحد يزورني صرت ما أطلع من البيت ، يقول غصب علي ما هو كيفي ، شعرت وقتها بضيق لا يعلمه إلا الله تعالى ، وحزن شديد ، حتى والله فكرت أن أنتحر ، قد لا تصدقني لكن أقسم بالله لقد تمنيت أني مولود أصم ، على الأقل يكون عندي أصدقاء يفهموني بالإشارة وأفهمهم بالإشارة ، صرت جالس أقرأ قرآن و أبكتني آية ( يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) فأصبح هذا حالي ، صرت أدع الله وأنا واقف ، وقبل أن أنام ، يا رب يا رب ، يقول : عندي مشكلة الحين ، أبسألك !! في الصلاة ، متى أقول آمين !!، يقول كنت ألصق مرفقي بمرفق الذي بجانبي حتى إذا قام أعلم أنه قال ، الله أكبر ، بدأت أحس يقيناً أن الله تعالى عظيم ، وأنه سمعني يوم لم يسمعني أحد ، بحمد الله جلّ وعلا ، بعد هذه المعاناة ، زرعت له قوقعه في مستشفى التخصصي بالرياض , وبحمد الله نجحت العملية ...
أخي ، وأخيتي ،،،

متى نعرف ونحس بنعم الله جلّ وعلا علينا ، هذا فقد حاسة واحدة فقط ، ولم يطق حياته بدونها ، ( إن الإنسان خلق هلوعا ، إذا مسه الشر جزوعا ، وإذا مسه الخير منوعا ) هذا استدركه الله برحمته وعرفه قدره ، فأسأل الله أن يتوب علينا وعليه وأن يقبله من التائبين ،،،

ولكن ماذا عن أولئك المساكين ، الذين يعصون الله بالليل والنهار ، ولا يخافون موتاً بغتة ، أو مرضاً فجأة ، ( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ، أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ، أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ، اخواني ، تعالوا وانظروا لذلك الأعمى حينما جاء والحديث في صحيح مسلم ، وفيما معناه ،

جاء ذلك الأعمى يجر الخطى إلى محمد عليه الصلاة والسلام ، ووالله ما جاء ، إلا لأنه عنده أمر مهم جدا ، جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال : يا رسول الله ، ليس لي قائد يقودني ، فهل لي من رخصة أصلي في البيت ، هو ما قال ذلك عبثا ، قد يكون لدغ ، تعثر ، سقط ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أرحم الخلق بالخلق ، نعم ) عندك رخصة ، ما قال أصلي الساعة سبع مع الدوام ، قال أصلي أول ما يؤذن لكن في البيت ، مالذي جعل محمد عليه الصلاة والسلام يوم أن استدار ذلك الأعمى رضي الله تعالى عنه ، يناديه ، هل تسمع النداء ـ تسمعه يقول الله أكبر حي على الفلاح ، ذلك الأعمى لا يكذب هو يريد الجنة ، قال نعم يا رسول الله قال : ( فأجب لا أجد لك رخصة ) هل تظن أن ابن أم مكتوم قال : طيب يا رسول الله ، دبروا لنا أحد يودينا ، ولا جلس يجادل ، لا والله ، لأنه يريد وهو خارج أن يأخذ معه سهم إلى الجنة ، سبحان الله ، وترى الناس هنا ، آخر شيء يفكرون فيه الصلاة ، ،،

هل تذكرون ما يحصل أيام الاختبارات ، كم أم كانت توقظ ابنها الساعة وحدة ونصف في الليل ، ما هو عشان يتهجد ، تقومه عشان يذاكر ، تصلح له الشاي ، تدعي له يا وليدي ، ذاكر وانتبه ، تخيل ، في يوم من الأيام، إن هذا الإبن قام الصباح وناظر الساعة وإلا الساعة ثمانية وربع ، مالذي سوف يحصل ، أول مرة في حياته ، مالذي سوف يحصل في البيت ، تجد ذلك الأب قد عاد من الدوام وجلس يصرخ ويسب في هذا وذاك ويسب في زوجته كيف ما قومتوه ، والأم تمسك شعرها وتصرخ ، سبحان الله ، يا جماعة هذا أول مرة يتأخر ، ليش زعلانين ، ليش هذا يسب ويقول هذا مجنون ضيع مستقبله ، هذا وهذا ، فيه ما ليس فيه ، مسكين أول مرة ، مركب الساعة ، لكن ما قام، قال : لا ما يعذر ،، سبحان الله ، ما يعذر ، لأنه فاته الاختبار مرة ، وتلقى هذا الولد المسكين له شهرين ثلاثة أو سنة ما صلى الفجر في جماعة طول ها الفترة ، وما أحد يدري ، وليش يرجع الأب من الدوام ، وليش الأم تصرخ ، ليش تتكلم الناس والجيران وتقول الابن فاتته صلاة الفجر ، ليش !! ما يستاهل ، الموضوع أقل ، تراه صلاة يا خي ، ( إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ) إذا فاه الدوام ، ترتعد فرائصه ، يقطع الإشارات ، سبحان الله ، تفوته صلاة الفجر ، وما يوم انتفض ، ( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين )


نزلت في المستشفى يوم من الأيام أريد المسجد الخارجي ، وأنا في أحد الممرات ، إذ بإمرأة ، تستنجد وإذا بيدها أوراق ، قالت لي : تكفى الله يعافيك ، شف هذا زوجي ، نظرت ، ما فيه أحد ، قالت : عند الباب الزجاجي هناك ،وإذا برجل ، شكله مقزز ، اللعاب يسل ، ولا يكاد يثبت في مكان ، يهتز ويرتعد ، ثم يضرب رأسه في الباب الزجاجي ، ثم يأخذ له ثلاث ثوني ، ثم يضرب وجهه مرة ثانية ، قالت : شف هذا زوجي له علاج الله يعافيك ، إذا ما أخذه ، تأتيه هذه الحالة ، يسيل لعابة ، ويضرب رأسه في الجدران ، تكفى والله أنا عارفه إنه ما هو وقت مواعيد لكن ، إن قدرت تجيب لنا هذا العلاج ، تسوي والله خير ، المهم ، ذهبنا للصيدلية ، ولما قضي الأمر ، أردت أن أذهب إلى المسجد ، قالت : الله يجزاك خير ، أبقولك شيء الله يحفظك ، ترى زوجي هذا كان من أقوى الرجال ، أنا ما تزوجته كذا ، وهي تبكي ، وكانت أخلاقه طيبه ، لكنه كان لا يصلي إلا على كيفه ، الصلاة على كيفه ، الفجر متى ما قام ، يوم الخميس يصليها الساعة عشر ، إحدى عشر ، متى ما بغى صلى ، خرج يوم من الأيام من الدوام ، الساعة الثانية والنصف ، جلسنا شوي ، بعدها حطينا الغداء ، وجلس يتغدى ، تقول : بعد ما خلص ، وقبل أن يغسل يديه ، راح وتركا على المركا ، قلت له : ترى أذن يا فلان ، قال إن شا الله ، أبقوم الحين ، وأنا أشيل السفرة ، قلت له يا فلان : ترى الحين بيقيم ، قال إن شا الله ، خلاص إن شا الله ، تقول فأقيمت الصلاة ، فقلت له يا فلان بتفوتك الصلاة ، فصرخ في وجهي وقال : لن أصلي ، أخذته العزة بالإثم ، انتهت الصلاة ، تقول : والله ، ما إن استقر قائما حتى خر على وجهه في ذلك الصحن وأخذ يرتعد ويزبد وأخذ يتلوى ، فوالله كان منظره لا يوصف ، حتى أني وأنا زوجته لم أستطع أن أقترب منه ، ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ) تقول : نزلت مسرعة فزعة إلى إخوانه في الدور الأرضي فهرعوا معي إلى الأعلى ، وحملوه إلى المستشفى على تلك الحالة ، ثم مكث على جهاز التنفس لمدة في تلك المستشفى وهو على ذلك الحال ثم خرج بهذا الشكل ، إذا لم يأخذ العلاج ، تصيبه هذه الحالة ، يبدأ في تلك الطفلة التي لا ذنب لها ويقطع شعرها ، ومن ذلك اليوم لا عمل ولا وظيفه ، كم أعطاه الله جلّ وعلا ، لكن ما استفاد ، بدأ يتكلم ( أيحسب ألن يقدر عليه أحد ) لكن الله جلّ وعلا علمه كيف يصلي ، وكم من الناس بيننا اسمه عبد العزيز ، وهو كافر بالعزيز جلّ وعلا ، لا يصلي ، ولا يعرف طريق للمسجد ، ما ذا يقول لله إذا كان ذلك الأعمى لم يعذر أن يصلي في بيته ، فماذا تقول ، وماذا تقولين لله جلّ وعلا ، ...

ذلك الأعمى سمع قول الله جلّ وعلا ( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) وجاء عند النبي عليه الصلاة والسلام ، كيف ، هذه الآية لا يستطيعها ، كيف يقاتل ، ما في بحياته مسك سيف ولا ركب خيل ، فيقول ، شكوتها إلى رب الرسول عليه الصلاة والسلام ، فاهتزت السموات السبع مرة أخرى ونزل جبريل فقال لمحمد قل له : ( ليس على الأعمى حرج ) تهللت أسارير وجهه ، وذهب يمضي يبحث عن تلك السهام ، يريد أن ينال جنة العظيم العلام ،...
وجاء ذلك اليوم بعد معركة بدر ، بعد أن سحق الكفار ، قيل له ، قد أنزل الله جبريل على الرسول ، فقال لمحمد صلى الله عليه وسلم قل للمقداد أن الله يحبك ، فسمع أن هناك أقوام قد خصهم الله جلّ في علاه

فبكت عيناه ، والدمع انحدر ..
سمع أن الغير نال رضا الإله
فبكت عيناه والمع انهمر
ما بكت من أجل دنيا
والذي رفع السماء تريد تقديم النحر

فسمع ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة قل لنا يا رسول الله ، أنا مستعد لهذه الصفقة ، قل لنا ماذا بعدها ، أنا أبيع نفسي ومالي ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ( يقاتلون في سبيل الله ) فانكسر ذلك الأعمى وطعنه الخبر ، كيف يقاتل ؟ كيف يقاتل يا رسول الله ؟!! واهتزت السموات ونزل جبريل من رب البريات وقال له قل له الآية التالية ( ليس على الأعمى حرج ) ثم جاء إلى زيد بن ثابت كاتب الوحي ، وهو يروي لنا هذا الحديث في البخاري ، يقول : كنت أكتب الوحي عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فغشى النبي عليه الصلاة والسلام ما يغشاه عند الوحي ، ثم وقعت فخذه على فخذي كأنها جبل كادت أن ترض فخذي ، ثم سري عنه ، قال اكتب يا زيد ، فكتبت ( لا يستوي القاعدون من المومنين والمجاهدون في سبيل الله ) قال : فإذا بالأعمى يدخل ، فسمع هذه الآيات ، فبكى وقال يا رسول الله ، لا يستوي القاعدون وأنا قاعد ، بعد هذا السعي أريد أن أكون أنا أحسنهم وخيرهم ، لا أستوي معهم !!، أنا قاعد يا رسول الله ، ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون ) وما يفعل الضرير يا رسول الله ؟؟ لو أخذت سيفا قد أضرب به مسلما فيموت ، يقول والله ما أكمل ذلك الأعمى كلامه إلا وغشى النبي صلى الله عليه وسلم ما يغشاه ثم وقعت فخذه على فخذي كأنها جبل ، فسري عنه ، قال ما كتبت يا زيد ؟ قلت : كتبت ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون ) قال : قف ، حسبك ، أكتب ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله ) سبحان الله ، قدم غير أولي الضرر على المجاهدون ،
ابن أم مكتوم لما مات الرسول صلى اله عليه وسلم ومات أبو بكر ، فجاء في عهد عمر ذلك الأعمى يمشي ، قد أخذ السهام كلها إلا ذلك السهم الذي أوجعه ، بينه وبينه قفار وجبال ، فجاء يمشي وإذا بالخيول يسمع صهيلها ، ويسمع دوي الناس وخطاهم يتراكضون من حوله ، والغبار يسفع وجهه ، فقال : ما خطبكم ، قالوا إن أمير المؤمنين يريد لقاء الفرس في القادسية ، وقال لا تدعوا رجلا عنده سلاح أو جواد أو رأي إلا انتخبتموه لي ، بدأ يراجع أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ، للشهيد عند الله ست خصال ، يغفر له مع أول قطرة دم ـ ما يعرف لون الدم لكن يريد أن يكون من أهل الشهادة ـــ ويزوج بثنتي وسبعين من الحور العين ــ وهو ما رأى نساء الدنيا لكنه على أن تلك نصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ــ وأنه يلبس تاج الوقار ــ فإذا به لم يرى تاجاً في حياته لكن أراد أن يتوج ذلك التاج فوق رأسه ــ فمضى إلى عمر ، ودخل عليه ، قال : السلام عليك يا أميرالمؤمنين ، فإذا بالكل ينصت ، يعرفون أن هذا غالي عند الله ، وأنه عوتب من أجله محمد رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ، فقال : ما خطبك ، قال سمعت أنكم تلاقون الفرس في القادسية ، قال نعم ، قال : إني خارج معكم ، ما أحد يرد ، قال إذا أردتم لقاء العدو ، فأقيموني في الصف ، وألبسوني درعي ، هو لم يشتري درعاً بعد ، لكن يريد أن يضمن مكانته ، وضع نفسه وظيفة ، ورتب الأمور قبل أن يدخل ، قال ، فألبسوني درعي وأقيموني في الصف وأعطوني الراية ، راية لا إله إلا اله ، ثم بدأ يعرض المزايا التي عنده ، قال فأعطوني راية لا إله إلا الله فإني أعمى ، وهل هذه ميزة ؟!! إي وربي عند ابن أم مكتوم ميزة ، فإني أعمى ، والأعمى لا يفر ، راية لا إله إلا الله لن تروها مولية الأدبار ، إما أن أقتل دونها ، وإما أن تنتصر وأنا في مقدمة الصف ، خرج معهم ، فألبسوه درعا ، وأقاموه في الصف ، وأعطوه راية لا إله إلا الله ، ودام ذلك القتال الذي لن تنساه الفرس ولن ينساه الإسلام ثلاث أيام ، فلما أشرقت شمس اليوم الثالث ، وشارفت على الغروب ، إذا بصفعة توجه على أهل الفرس حتى دانت أكبر دولة تحت راية لا إله إلا الله ، ونكصوا على أعقابهم ثلاثمائة ألف ، والمسلمون اثنا عشر ألف ، لكن هذا النصر له ثمن ، إي وربي غالي ، ثمنه دماء تشرفت الأراضي يوم إن ارتوت بها ، بحثوا عن ابن أم مكتوم رضي الله عنه يميناً يساراً يريدون أن يقدموه حتى يرفع الآذان فإذا بهم لا يرونه ، فتشوا عنه ، فإذا بالراية هناك ، فتسابقوا إليها فوجدوا الراية مطروحة قد انطوى عليه وانطوت عليها عنقه ، والدماء تثعب قد أثبتت في وجهه سهام ، ما رآها يوم أن وجهة إليه ، ووطئته خيل ما رآها يوم أن أقبلت عليه ، مات ، لا وربي ما مات ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند رهم يرزقون ) مات ، أصاب الهدف ( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )

أصاب الهدف ، فأي هدف من الذي أصابه أصبته أنت ؟!!


وإن كان في ذك الزمان أعمى أصاب الهدف ، ووالله لم تعقم أرحام النساء أن تلد لنا من يصيب الهدف وهو أعمى ،

هو الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز عليه رحمة الله تعالى ، أنا لن أخوض في سيرته ، لكني أقول موقفا واحد عشته بنفسي ، كنت في البحرين ، فإذا بذلك الرجل يدخل علينا ، فإذا به لا يتكلم العربية ، ويعرف به صاحب المنزل ، فإذا به رجل أمريكي ، لما سألته ، هل أنت مسلم منذ ولادتك أم أسلمت بعد ؟ قال : لا ، نحن كنا عائلة نصرانية ، نذهب إلى الكنيسة في كل يوم أحد ، كان أول من أسلم أبي ، واتخذ قرارا في البيت أن من لم يصلي معي يخرج من البيت ، والله هذا الكلام في أمريكا ، كيف لو أتى فرأى من خلقهم الله مسلمين ، يقول صرنا نصلي رغما عنا لأن ما عندنا مأوى غير هذا ، ما فيه أحد عنده دخل ، قال فصرنا نصلي رغما عنا ، حتى المسجد في صلاة الفجر والله كان بعيدا ، نذهب إليه مع والدنا ، يقول : كل البيت أسلم إلا أمي ، مع أنها كانت تذهب معنا أحياناً إلى المسجد مع أختي ، وأحياناً تصلي في البيت مع أختي ، يقول : فماتت ، بدأت أتخيل نفسي كل يوم أنها في النار ، وأنها تشوى هناك ، مهما كان هي أمي ، يقول فما ارتحت ، فسألت من هو أعلم أهل الأرض ، أريد أن أرتاح ، قيل لي : الشيخ عبد العزيز ابن باز هو أعلم أهل الأرض ، يقول : فسألتُ عنه ، قالوا في السعودية ، أين ، قالوا في الرياض ، يقول فاستحيت من ربي أن أحجز التذكرة إلى الرياض ولا أزور بيت الله جلّ وعلا ، يقول : فحجزت التذكرة من الولاية التي أنا فيها إلى مكة ، ثم أذهب بعد ما أنتهي من العمرة أذهب إلى الشيخ ، يقول فذهبت ، ولما انتهيت من عمرتي بدأت أسأل الناس ولا أكاد أجد أحد ينطق باللغة الإنجليزية ، يقول فوجدت واحد ، قلت له : أنا أريد أن تكتب لي عنوان الشيخ عبد العزيز ابن باز ، فإذا به يبتسم ويفاجئني ، يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز هناك له درس ، يقول فوالله سجدت سجود الشكر لله جلّ وعلا لم أكد أن أصدق ، فعلمت أن الله سبحانه لما رآني مؤثراً بيته أولا قصر عني المسافة ، يقول فذهبت إلى الشيخ ، فإذا به ذلك الأعمى عليه رحمة الله يجيب الناس ، والناس من حوله أفواجا يقول ، فبحثنا عن رجل يتكلم اللغة الإنجليزية حتى يترجم سؤالي ، يقول : وقفت أما الشيخ ما بيني وبينه شيء ، فقلت للمترجم ، أنا أمي ماتت ، ما قالت في حياتها لا إله إلا الله ، والبيت كله مسلم ، هي ماتت قبل أن تشهد أن لا إله إلا الله ، لكنها أحياناً تصلي ، وتذهب أحياناً مع أختي للمسجد ، يقول وددتُ أن الكلام ينتقل مني إلى ابن باز عليه رحمة الله مباشرة ، يقول والشيخ يهز رأسه ويسمع كلام المترجم ، ثم سكت وأطرق برأسه قليلا ، ثم رفع رأسه وقال : اسأله ، كانت تصلي ؟ قلت نعم ، لكنها ما قالت لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، يقول وإذا بالشيخ عبد العزيز ابن باز مطرقاً وأنا أنظر إليه ، قد يقتلني بذلك الخبر لو قال لي في النار ، سألته أهي في الجنة أم في النار ؟ فقال لي : إن شاء الله أنها من أهل الجنة ، أليست تقول في التحيات : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهي تصلي معكم في المسجد وفي البيت ، قلت : نعم ، قال : أسأل الله أن تكون قد دخلت في الإسلام ، وهي قد دخلت لأنها تشهدت ، قال ،فقلت : يعني ليس لازم أن تذهب إلى المكتب وتعلن إسلامها ؟ قال : لا ، يكفيها بينها وبين الله جلّ وعلا ، هل أجبرها أبوك ؟ قلت : لا ، أجبرنا نحن ، لكن ما أجبرها هي ، قال هي تصلي باختيارها ، ودخلت في هذا الدين باختيارها فأسأل الله أن يجمعك بها في جنات النعيم ، يقول والله ، انطرحت بين يدي الشيخ أقبله وأقبل رأسه ويديه كأنه بشرني بالجنة ، فأسأل الله أن يجمعنا بذلك العلامة وبشيخنا محمد بن عثيمين وشيخنا العلامة عبدالرحمن بن فريان أسأل الله أن يجمعنا بهم وبعلمائنا وأن يحفظ من بقي وأن يسددهم على الخير ..
ونحن الآن بين يدي شهر كريم ، شهر رمضان ، الذي فضله جلّ وعلا من بين الشهور كلها ، قال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) لعلك تخاف الله جلّ وعلا ، هو سبحانه حرم عليك الماء الحلال في النهار ، لماذا ؟ يريدك أن تستشعر وأنت تنظر إلى كوب الماء ، نقولك اشرب ، تقول ما أستطيع ، ليش ، تقول حرام ، أليس الماء حلال ، يريدك الله عز وجل أن تستشعر أن الذي خفت منه وما شربت الحلال في النهار كان أحرى وأجدر بك أن تخاف أن تأتي الحرام وهو يراك ، الرجل يأتي زوجته في غير نهار رمضان فيؤجر على ذلك ، في نهار رمضان ، لماذا حرمك الله من الحلال ، لعلكم تتقون ، لعلك تستشعر أنك يامن تركت الحلال خوفاً من الله ، ترك الحرام أجدر بك إذا أفطرت ، وبعد رمضان ، وبعد رمضان ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح 0 من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ) لأن الله ما جعلنا نصوم حتى نجوع ، هو جعلنا نصوم حتى نستشعر دورة لمدة ثلاثين يوم حتى تنتبه إلى نفسك وتراجع حسابك ، وانظر إلى حالنا وحالهم ...

وقفة .. مع تلك الحال التي والله تدمي القلب ويندى لها الجبين ،

كيف كان حالهم مع رمضان ؟؟ كانوا يدعون الله جلّ وعلى قيما وقعودا وعلى جنوبهم قبلها بستة أشهر أن يبلغهم الله رمضان ، ونحن تعد بالمسلسلات الكومدية ، هم يتحرون في العشر الأواخر ليلة القدر ، ونحن ترانا في الأسواق نساءً ورجال ، تتحرى الموضة والملابس والصور ، هم يعتكفون في المساجد على قراءة القرآن ، ونحن نعتكف في الأسواق ، فتيات وشبان ، هم يحيون النهار بالقرآن ، والليل بالقيام ، ونحن في النهار نيام وفي الليل سهر على الأفلام ، فشتان ، إي وربي شتان ، هم في المساجد هناك ينتظرون الصلاة تلو الصلاة ، ونحن في غرف النوم نجمع إذا قمنا ما فات ، هم يحمدون الله على أن أطعمهم بعد الصيام ، ونحن بعد الإفطار نحمده بالنظر إلى الحرام ،،،،
إلى كل من حرم هذا الشهر ، أبلغكم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على أولئك المساكين الذي نسأل أن لا نكون منهم حينما قال : ( رغم أنف ـ أي خاب وخسر ـ ثم رغم أنف ، ورغم أنف من دخل عليه رمضان وخرج ولم يغفر له ) فالنهار نوم ، ثم يقوم ، في الليل في الأسواق ، وهي تغري الناس ، تذهب تصلي التراويح بعباءتها الفاتنة وبالعطور ، سبحان الله ، من أمرك أن لا تذهبين إلى المسجد خير البقاع متعطرة ، كيف يأذن لك أن تذهبي إلى السوق متعطرة ، وذاك المسكين في ليالي رمضان يدور بسيارته ، هناك على الأغاني ، والآخر صائم عن الأكل والطعام وليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ، يفري في جلود الخلق ، وفي الدوام يفري في جلد هذا ، ويتكلم في عرض هذا ، ويسب هذا ، فانظر إلينا في الشوارع كيف لا نقدر هذا الشهر ، نريد أن نراجع أنفسنا ، ونراجع حسابتنا قبل أن نقول : يا رب ارجعون لعلي أعمل صالحا ، ثم لا يعبأ بك ، والله كم من في القبور من يتمنى لحظة من رمضان يسجد فيها لأنه عرف أن الله عظيم ، ومن الناس من لم يعرف بعد ....

إخوتي أسأل الله جلّ وعلا أن يقبلنا في ها الشهر الكريم وأن يجعلنا فيه من الصائمين القائمين ، ،،،
اللهم عرفنا قدرك ، اللهم عرفنا قدرك ، الله اجعلنا ممن يستفيد من هذا الشهر ومن هذه الدورة فيرجع متقيا خاشيا تائبا عائدا آيبا إليك ...
هذا والله أعلم ،، وصلى الله وسلم على نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات حمدا كثيرا طيبا مباركا





استمع للمحاضرة من هنا


 

رد مع اقتباس