25-05-2012, 12:47 PM
|
#13
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 26107
|
تاريخ التسجيل : 10 2008
|
أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
|
المشاركات :
9,896 [
+
] |
التقييم : 183
|
|
لوني المفضل : Cornflowerblue
|
|
الحديقة التاسعة
حديقة الدعوة والتعليم
فما أجملها والله من حديقة ، متنوعة الثمار ، فاتنة الأزهار ، لا يمل زائرها ، ولا ينضب معينها ، ظلالها ليس له حد ، وينابيعها لا تحصي لها عد ، الفالح من أعمل فيها قلبه ولسانه وفكره ، كالنحلة لا تعرف الكلل ولا الملل ، تنقل الرحيق ، وتنتج العسل ، فالعامل فيها مأجور ، والحاصد فيها منتفع ومسرور .
كن داعيًا بكلمة طيبة ؛ فالكلمة الطيبة صدقة ، كن داعيًا بابتسامتك ؛ فابتسامتك في وجه أخيك صدقة ، كن داعيًا بخلقك ؛ فإنك لن تسع الناس بأموالك ، ولكن تسعهم بخلقك .
بلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو آية يا أخي ، حبب إلى أحبابك سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ، زيّن في قلوبهم طاعة ربهم ، ادعهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وابتعد عن الغلظة والجفوة ، { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } 159 آل عمران
احتسب عفوك عمن أخطأ عليك دعوةً له ، واقصد بعونك لأخيك العاصي هدايته على يديك ، أنر عينيك بنور الشفقة على كل من ابتعد عن طريق الهداية حتى يسطع ذلك النور على من تحب هدايته .
كن داعيًا ـ أيها الحبيب ـ بشريط تهديه لجارك ، وكتاب ترسله لصديقك ، ودعوة صادقة لأخيك في الإسلام أن يمن الله عليه بالهداية .
كن داعيًا بكل قدراتك وأفكارك ، كن مباركًا في كل أرض تنزل بها ، لا تتوهم لنفسك العراقيل ، ولا تضخم الأعمال ، ابدأ دعوتك باستشارة أهل العلم والدعوة والدراية ، لتكن دعوتك على نور وبصيرة .
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } .
وما عليك إلا البلاغ : { وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } (17) يس ، والله يتولى هداية القلوب وفتح أقفالها لمن يشاء من عباده ، { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } 23 الزمر.
اسعد حينما ترى دعوتك قد آتت أكلها ، وأينعت ثمارها ، واجعل كل فلاح تصل إليه ، طريقًا إلى نجاحٍ آخر ينتظرك ، ويتطلع إلى خطواتك .
فكم سعد النبي صلى الله عليه وسلم بهداية قومه ، لا .. بل سعد النبي صلى الله عليه وسلم من هداية غلام يهودي مريض ، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ : لَهُ أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ ) رواه البخاري .
واسمع العبارات النبوية المضيئة وهي تنطلق من أكرم داعية إلى الله متوجهًا بها إلى أحد دعاته المخلصين ، وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم خيبر : ( ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ) رواه البخاري .
ولا تحسِب لنفسك كم من الأجر الذي سينالك بالدعوة إليه ، أو تعليم شيء من شرعه ، فكلُّ مَنْ عملَ بدعوتك أو طبّق شيئًا من علمك فلك مثل أجره ، لا ينقص من أجورهم شيئًا ، والله ذو الفضل العظيم .
وابدأ بنفسك ، ثم بأهلك وذريتك ، ثم بالأقرب فالأقرب ، لعل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في جهدك ، ويتقبل منك معروفك ، إنه جواد كريم .
واستمع إلى مشهد من مشاهد المعروف في الدعوة إلى الله ، يحدثنا به صاحبُ الشأن عن نفسه، وهو الإيطالي البرتو أوبتشيني ، فقال : (( الحمد لله الذي هداني إلى دينه الحق ، بعد أن كنت ملحدًا عربيدًا يعبد ذاته وغرائزه ، طغت المادة على حياتي ، كرهت كل الأديان السماوية ، وفي مقدمتها الإسلام ، الذي يمثل في تراثنا أسوأ صورة لدينٍ في التاريخ ، فالمسلمون في تصوراتنا الذهنية السائدة يعبدون أصنامًا ، ويرفضون معايشة الواقع ، و يلجأون إلى الغيبيات يلتمسون منها حل مشكلاتهم ، جبابرة دمويون ، عدوانيون يرفضون التعايش السلمي مع الآخرين ، نشأت وسط هذا المناخ المعبأ ضد الإسلام ، لكنّ الله كتب لي الهداية على يد شاب مسلم مهاجر إلى إيطاليا لكسب عيشه ، تعرفت به بدون إرادة ، في إحدى الليالي كنت أسهر في أحد البارات حتى الساعات الأولى من الصباح فرجعت من الحانة وأنا فاقد الوعي تمامًا من أثر المسكر ، وكنت أسير في الشارع ولا أدري شيئًا ، صدمتني سيارة مسرعة ، فوقعت على الأرض مخضّبًا في دمائي ، وكانت المفاجأة أن هذا الشاب المسلم هو الذي قام بإسعافي ، وإبلاغ الشرطة عن السيارة ، وتولى العناية بي حتى شفيت ، ولم أصدق أن من فعل ذلك معي هو مسلم ، تقربت منه ، وطلبت منه أن يشرح لي مبادئ دينه ، وما يأمر به وما ينهى عنه ، وموقف الإسلام من الأديان الأخرى ، تعرفت على الإسلام ، وعايشته ، من خلال سلوكيات هذا الشاب ، وأيقنت في النهاية أنني كنت أهيم على وجهي في الضلال ، وأن الإسلام هو دين الحق ، وصدق الله العظيم إذ يقول : } ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه { ، فأسلمت )) .
وكن عاملاً بالعلم فيما استطعته *** ليُهدَى بك المرءُ الذي بك يقتدي
حريصًا على نفع الورى وهداهُمُ *** تنل كلَّ خيرٍ في نعيمٍ مؤبّدِ
|
|
|