عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-2003, 09:30 AM   #3
أبو مروان
................


الصورة الرمزية أبو مروان
أبو مروان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 328
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 28-09-2010 (01:57 AM)
 المشاركات : 3,903 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله
والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد ..
الشكر والتقدير للأستاذة القديرة أماني الحربي على طرحها لهذا الأمر الذي يهم شريحة كبيرة من مجتمعنا ..
لاشك أن السؤال كبير جدا ، والأجابة عليه أكبر مما نتوقع ..
ولأننا في أدارة رعاية الأحداث نواجه مثل هذه الأمور بشكلٍ مستمر ..
ليسمح لي الأخوة والأخوات بالتطرق لهذا الأمر بشكلٍ واقعي لايشوبه المجاملة أو الجدال ..
من هي الفتاة اللقيطة ؟
اللقيطة هو ثمرة زواج عجزت الأم عن إثبات صحته وخشي الطرفان من التهمة لعدم توفر بعض شروط العقد الصحيح، وهو ما يعرف في الفقه الإسلامي بالنكاح الفاسد، وهذا النوع من النكاح يجيء في صور عدة كعدم رضا ولي أمر الفتاة، أو إتمامه دون وجود شاهدين، أو بصورة مخالفة للنظم المعمول بها في المنطقة التي يقيمون بها وبدون مستند يثبت ذلك، أو غيرها من صور العقد أو النكاح الفاسد، ولا شك أن كل تلك الصور ينتج عنها طفل بريء( ذكرا كان أو أنثى) ويكون هو الضحية في ذات الوقت. فعندما نتكلم عن الفتاة نقول عنها :هي فتاة محرومة ، لم تجد أسرة ترعاها كبقية أقرانها من الفتيات ..
وجدت نفسها في دار الحضانة أو في إحدى الدور الأيوائية المنتشرة في المملكة ..
كان أسمها الرباعي النكرة يدل على جهل هويتها فهي قد تكون :
هيفاء محمد خالد عمر
أو
ندى عبدالعزيز سعد محمد
أو
فتون عبدالمحسن محمود أحمد

إن مسألة أن يعيش الإنسان دون ان يجد أباً يحنو عليه أو أماً تعطف عليه، وتسقيه مع لبنها الحنان والأمان لهو غاية الحرمان، وعلماء النفس يقررون أن الحاجة إلى العطف والحنان تعادل حاجة الانسان الى الطعام والشراب، صحيح أن الإنسان اذا لم يأكل أو يشرب يموت، لكن الذي لا تلبى حاجاته العاطفية، يموت وهو مع الأحياء، بل انه يموت كل يوم وكل ساعة.
فمابالكم إذا وجدت هذه الفتاة أنها أبنة غير شرعية أو من اليتيمات ؟
يستدرجنا الحديث تترا ألى بداية التعليم والتربية وزرع الثقة بالنفس ثم الأعتماد الذاتي ، ثم ألى مواجهة الحقيقة المرة للوضع الحقيقي للفتاة أو للشاب ..
ثم أذا وصلنا ألى مرحلة الزواج فهنا سيظهر لنا نقاط عديدة منها :
1) طبيعة الأسرة الحاضنة ومدى قبولها للشاب المتقدم .
2) موافقة أدارة رعاية الأحداث على قبول هذا الشاب من حيث :
أ) العمر
ب) الوظيفة ومقدار الراتب ، وشرطية أن يكون سعودي الجنسية .
ج) خلوه من الأمراض المعدية .
د) تزكيته من أمام الجامع ومن بعض أهل الحارة التي يسكن أليها
( ولايشترط عليه أستقلالية المنزل أو رفاهية المعيشة ولكت يكتفى بالستر والتمتع بالسمعة الجيدة)
3) مباركة هذا الزواج
هناك جانب مهم نشرحه للأخوة من الرجال عند أقدامهم للزواج من هذه الفئة وهي :
المؤسسة الأجتماعية التي عاشت فيها هذه الفتاة تقضي للفتاة احتياجاتها الضرورية فقط فإن ذلك يحرمها (غالبا)من اكتساب الخبرات الحياتية والاعتماد على نفسها ..
بمعنى آخر ينبغي على الرجل المتقدم للزواج أن يعلم أن غالبية( وليس الجميع يلحظ ذلك جيدا) الفتيات خاصة ممن يعشن داخل هذه المؤسسات لايتمتعن بالخبرات المنزلية كالطبخ والخياطة عكس ممن عشن عند الأسر الحاضنة وهن كثيرات والحمد لله..

نرجع لموضوع الزواج مرة أخرى ..
قد أبوح بسرٍّ لايعلمه كثير من زملاء المهنة داخل المنتدى أنه :
لم تسجل نسب نجاح ملحوظة في زواج الفتاة والشاب من نفس هذه الفئة ، ولكن كان العكس أن الزيجات التي تحصل من خارج المؤسسات أو الأسر الحاضنة في أوضاع مختلفة تكون نسبتها أعلى من الأولى ..
أسباب الفشل كثيرة منها :

* كلا الطرفين يعرفون ظروفهما جيدا ..
* قد يكون الشاب اليتيم عديم خبرة بالحياة ( وهذا هو الغالب) بالتالي يفشل في أحتواء المشاكل اليومية التي تعتري بيته ..
* فقدان التوازن العاطفي لدى الشاب والفتاة نتيجة عيشهما في حرمان يؤدي ذلك لفشل ذريع عند حصول أول مشكلة ..
أما سؤال الأستاذة الكريمة أماني الحربي عن مدى قبول الرجل معلوم الهوية من الزواج من فتاة مجهولة الهوية ..
أرى أن أجابات الأخوة ستتفاوت من رأي لآخر وما أظن أن هناك رجلا سيوافق من حيث المبدأ ( طبعا هذا رأيي من خلال خبرتي في هذا المجال) على الزواج من هذه الفتاة لأنه سيواجه ضغوطا أجتماعية ومعارضات أسرية على أعلى المستويات ..
وأذا سلمنا جدلا أنه سيعارض آراء الجميع ويوافق فأنه سينتابه إحساس غير سار يرتبط بإحساس المرء بخطر لا يلحظه الآخرون ويخشى أن يكون هو ذاك المرء !!!
ولكن من سيوافق سيكون أحد 3 حالات ..
1) رجلا ضاقت به الدنيا ولم يجد له فتاة تناسب أمكاناته المادية المتواضعة وغالبا مايكون هذا الرجل غريبا على هذه المنطقة التي يسكن بها حاليا ..
2) رجلا يسمع أن هذه الفئة لاتتطلب منه جهدا ماليا أو تبعات أجتماعية كبيرة ويسهل عليه تسريحها (طلاقها) وقتما شاء ..
3) رجلا عاش علاقة عاطفية مع فتاة يتيمة وقبِلَ أن يتنازل عن جميع ماذكرت آنفا أخلاصا لهذا الحب (المزيف) وغالبا ماينتهي هذا الزواج بالفشل الذريع ..!!
----------

تفسيرات خاطئة :

* يظن كثيرا من الرجال ممن يقدم على الزواج من أحدى هذه الفتيات أن هذا الأمر سهلا للغاية ورخيص الثمن ويسهل الفكاك منها كما سهل الزواج بها ، وهذا الأمر وبلاشك خطير جدا والمسؤولين(وفقهم الله) في الوزارة لم يفت عليهم هذا الأمر بل جعلوا له ظوابط وشروط للقبول منه ماذكرته في بداية كلماتي، ومنه ماهو خاص وسري لايظهر ألا في وقت الجدية بالأمر ..!!
-------------
ماهي نظرة المجتمع ؟
تذكر الأستاذة الفاضلة الاخصائية الاجتماعية بإحدى الدور الأيوائية الاستاذة "موضي العمري" التي تحدثت عن ظلم المجتمع لمن يسكن الدور قائلة:
"يرى البعض ذوو النظرة الضيقة والدونية لنزلاء الخيريات، بأن تربيتهم سيئة وأن هناك سلوكا منحرفا يسود في صفوف النزلاء وهذه نظرة غير صحيحة وذلك لأن الانحراف يسود المجتمع بصفة عامة، كما نجد كذلك المنحرف في دور الرعاية هي مسألة تشمل المجتمع بصفة عامة وان المسؤول عن عدم تربية هؤلاء النزلاء هو المجتمع الذي حرمهم من العيش الكريم، وكذا الجهات المسؤولة التي لا تقوم بدورها كما يجب من حيث الرعاية المادية والمعنوية والملاحظ أن هؤلاء النزلاء يعانون معاناة شديدة تتجلى في النظرة السلبية للمجتمع لهم. لذا نتمنى أن نغير نظرتنا غير الشرعية للنزلاء".

----------
أهمية هذه الفئة عند الدولة :

يهتم ولاة الأمر بهذه الفئة الغالية على الجميع ، ولا أحد منهم ينكر أن اللقيط إنسان لم يقم باختيار قدره، بل هي إرادة الله عز وجل التي جعلته مجهول الهوية ونظرت الدولة لهذه الفئة فصرفت عليهم الأموال الطائلة لمزجهم بالمجتمع وأمكانية عدم شعورهم بحقيقة أوضاعهم ، وخصصت لكل فرد منهم ( ذكرا كان أو أنثى) أسهما وأراضي وأمنّت لهم الوظائف المناسبة وسهلت لهم الدراسة والعيش في كنف أسر حاضنة ترعى شؤونهم وتسها أمور حياتهم ..
----------
خلاصة الرد :
هناك حالات كثيرة من الفتيات لدى الوزارة وصلوا ألى مراتب عليا من العلم والدين والخلق ، وكذلك من الرجال شقوا طريقهم وحمدوا الله عزوجل على هذا الأبتلاء وساروا على الدرب وتفهموا ظروفهم وقبلوا بالواقع وتزوجوا وأصبحوا آباءا وأجداد ولهم أحفاد ولله الحمد ..
---------
ختاما :
أجد نفسي أطلت كثيرا في هذا الموضوع وأحسب أنني خرجت كثيرا عن صلب السؤال ولكن أجد لزاما عليّ أن أتكلم عن أبناء لنا وبنات لهم من الحب والتقدير لدينا مثل مالآبناءنا وبناتنا الذين من أصلابنا ، ودائما ما أكرر على بعض الزملاء هذه العبارة :
((يوجد من هو ابن اصل وفصل وعائلة وقبيلة ومع ذلك حاقد وحاسد وفاشل في المجتمع ، ويوجد مجهول(يتيم) مخلص مثابر متدين وهو عند الله خير ..))
----------
وللجميع الشكر

أبو مروان


 

رد مع اقتباس