فقد اقتضت حكمة الله -جلّ وعلا- أن يبتلي عباده بالسّراء والضّراء والشّدة والرّخاء،
وفي الفتن تطيش العقول وتضطرب المواقف وتكثر البلبلة، وللثّبات على الحق -زمن الفتن- أسباب لعل فيما يلي عونآ على تحصيلها:
1- قال -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشّورى: 30]؛ فلا يُخاف علينا أكثر من ذنوبنا، إذًا فلنبادر بالتّوبة.
2- قال -تعالى-: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطّلاق: 3]؛
فالتّوكل على الله أعظم سبب لأن يكفي العبد ما أهمّه من أمور دينه ودنياه.
جاء في [نزهة الفضلاء]: قال أبو تراب: "سمعت حاتمًا يقول: لي أربع نسوة وتسعة أولاد، ما طمع شيطان أن يوسوس لي في أرزاقهم".
3- قال -تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]؛
فالتّوحيد سبب الأمن كما أن الشّرك سبب الخوف مهما توافرت للعبد أسباب الاطمئنان، قال -تعالى-: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} [آل عمران: 151].