عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-2003, 03:33 AM   #62
انشودة الامل
عضو نشط


الصورة الرمزية انشودة الامل
انشودة الامل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4337
 تاريخ التسجيل :  07 2003
 أخر زيارة : 03-11-2003 (11:02 PM)
 المشاركات : 107 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم

قرأت هذه فاعجيتنى
واحببت ان اشارك بها


لأصحاب الهمم الضعيفة .. تفضلوا واقرأوا ... النجاح البفاشل
النجاح الفاشل !!!!!!


رمقتها بعين ملؤها مرح..
هكذا عادتي دائماً.. لكنني صدمت بوجهها الشاحب..
رأيتها ممسكة بأطراف أحد كتبها المدرسية تذاكر وقد بلغ منها الجهد مبلغة !! .
حاولت البحث عما يضايقها لكنها بدت صامتة طوال وقتها.. تجيبني بإيماءات وإشارات باهتة.. وتتظاهر بقراءة كتابها..
تركتها في شأنها لأول مرة.. لكنها استمرت في شحوبها حتى أثارت في نفسي تساؤلات كدت أن أضيق ذرعاً من حملها.. لدرجة أني أحاول أن أفسر كل حركة وسكنة من سكناتها للبحث عن السبب المنشود !! – مع العلم أني فضولية – وبعد عناء المشاركة والدخول إلى عالمها الكئيب نطقت بعبرة تخنقها قائلة: بعد أن أشغلتك في أمري وحيرتك في نفسي.. واهتمامك اللامحدود بي.. سأفصح عما كتمته في قلبي علني أرتاح من حمله.. وأنى لي أن أرتاح منه ؟!! أكملت حديثها بأسف وقالت: مشكلتي.. أني ضعيفة في تحصيلي
العلمي رغم أنني أبذل جهداً في دراستي حتى أرهقت نفسي إرهاقاً شديداً من أجل أن أرفع من نسبتي.. وكنت أمني نفسي أن هذا التعب حصاده المثمر سيجنى عما قريب - بإذن الله – شددت عزمي وأكملت مشواري حتى خارت قواي.. وعندما حان موعد اختباراتي.. أهملت واجباتي المنزلية غاية إهمال.. لا أتعدى حدود مكان استذكاري إلا لضرورة قصوى !!! .. فالمشكلة ظهرت عندما استلمت نتيجتي فقد رأيت هبوطاً لم أعهده من قبل في سنوات دراستي.. لقد انخسفت بمعدل 17%.. وصدق الشافعي حينما قال:


يريد المرء أن يعطى مناه ******* ويأبى الله إلا ما أرادا

ثم سكتت......... ولم أشعر إلا وقد غادرت مكانها وهي تحمل همها.. فقد شعرت بصدق لهجتها، وأنها بحاجة لنسبة عالية لدخول قسمها المحبب لديها.. فقد حاولت أن تمسك بقشة واحدة للتفوق ولكنها نجحت بالفشل !!! .. ولم تمضي أسابيع حتى رأيتها على غير عادتها !! لقد أصبحت غاية في الفكاهة والمرح.. أصْبَحْتُ صامتةًَ أياماً مذهولةً مما أرى:.. حاولت أن أمسك نفسي لتجنب الفضول مني إلا أن فضولي أشد من صبري !! وبعد أن غلب فضولي على صبري.. أمسكت بيد صاحبتي.. و سرنا معاً والشمس تمد خيوطها الذهبية في ساحة مدرستنا.. وبعد أن غصنا في تجاذب أطراف الحديث..
بادرتها بالسؤال قائلة:
ما أحوال الدراسة ؟!! لكني لم أرى منها الإجابة التي انتظرتها بل اكتفت بـ " الحمد لله "..
وكان هدفي معرفة ما حصل لها.. سألتها مرة أخرى وثالثة ورابعة
.. هل استعددت لاختبار؟!!! ..
صمتت برهة من الزمن وكأنها تحاول أن ترتب كلماتها.. – هكذا خيل لي – ثم إستطردت بكلمتين لم أتوقعهما منها..
تقول على حسب قدراتي!!! عجيب أمرها من أين لها هذا الكلام ؟!!
قلت لها:كيف ؟ .. إنني لم أفهم..
قالت:سأذوق ما أستطيع جنيه فليس لي حاجة للتعب الزائد ؟!!
قلت:لم أفهم وضحي أكثر...
قالت:قصتي طويلة ولا داعي لذكرها !! ..قلت:بلى ما قصتك ؟..
وبعد محاولات حثيثة استجابت لي وأخبرتني والابتسامة ملئ ثغرها..
تقول: أخبرتك قبل أيام أني متضايقة من سوء تحصيلي..
لقد تعبت من حمل هذا الهم.. وبحثت عن أسبابها.. أو حلول لها.. فاكتشفت أخيراً بأني لا أعاني من مشكلة بقدر ما يعتبر عطاء ربانياً وهبني الله إياه – والله يهب من يشاء لمن يشاء – لقد أعجبني هذين البيتين إعجابا شديداً:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة ********* إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قـال حدثنا ********** وما سوى ذلك وسواس الشياطين

نُبهت بأني قد أكون لم أقدر في ذاتي موهبة كامنة بدل الذكاء أو التفوق.. ومن هنا بدأت أبحث عن أي شئ أستبدله بالتعب الفاشل الذي عانيت منه.. فأظهرْت إحدى مواهبي ونميتها موهبة أصبحت أنيستي في وحدتي.. هي موهبة القلم.. فتعلقت جوارحي بكل ما ينمي كتاباتي.. لم أعد أحتاج لشئ لا أملكه.. لقد حمدت الله على هذه النعمة..
أسلم إن أراد الله أمراً *********** فأترك ما أريد لما يريد
وما لإرادتي وجه إذا ما ********** أراد الله لي ما لا أريد

رغم أني أشعر بغصةٍ بسيطةٍ بسبب النجاح الفاشل إلا أن موهبتي أعتبرها بحد ذاتها نجاحاً باهراً !!
وبعد أن أنهت حديثها غدوت مشدوهةً بعض الوقت من إيمانها الشديد بقدراتها.. لكنني أعتبر تصرفها هذا غاية في الذكاء
.. وبعد مرور شهر على الحادثة بدأت صديقتي تحدثني عن كتاباتها ومدى تأييد من حولها لها.. فكانت بحق كاتبة ماهرة وصانعة للكلمة.. حتى نطقت بجملة ظلت ترنو في مسمعي كلما فشلت في شئ....
" لا تتعثري بكثرة أخطائك بل ابني منها سلماً تصعدين به إلى النجاح "

حتى تخلت عن قيود الوجوم والشحوب وبدأت تعيش حياتها من جديد.. واستمرّت في استغلال ما تملك وتركت ما تفقد لغيرها..
لقد تعلمت منها درساً لن أنساه ما حييت.. لقد كانت تعلمني وهي لا تعلم.. حتى أصبحت في دفتر الحياة شامة واضحة تبرق في عيني كلما شعرت باليأس.. فأكملي المسيرة برفقه قلمك وورقتك وعين من الله تحرسك.....


 

رد مع اقتباس