كامل الشكر والتقدير اختى الكريمة على هذا الموضوع الرائع وما يحمله من هدف لخدمة الدين فى هذا الوقت العصيب الذى يمر به فى وسط هذا اللغط المنتشر حوله .
ارى ان اسئلتك تقريبا شملت كافة الابعاد والاجابات من وجهة النظر الشخصية يمكن ان تقودنا الى ما يمكننا القيام به لاحتواء الامر الساعى فى التفاقم ..
أسئلتي
لماذا وصل الدين الى هذه الصورة ؟
الدين لم يتغير .. لكن عقول الناس هى التى تغيرت .. واصبح الامر يوكل الى غير اهله و كل واحد يدعى انه عالم ويجب ان يؤخذ منه وفقط .. وتناثرت الفتاوى المتعارضة حتى بات الدين حكر على كل من يرى بنفسه الاحقية ..
من المسؤول عن هذا ؟
المسئول هم علماء الامة الحقيقيين الذين يفترض فيهم العامة الصلاح ويثقون بعلمهم ودعوتهم .. لانهم اتخذوا منهج التصادم والاصرار المعنف الانفعالى ضد من يخالفهم وان كان قد ضل طريقه ..
فهذا الانفعال خلق فجوة تحمل بصيص عدائى ما بين بعض الطوائف المنتهجة نفس المنهج .. مما تسبب فى خلق نوع من التعصب الغير محمود .. وان كانت النوايا محمودة .. هذه المسئولية فرضت عليهم بحكم علمهم .. وتعاملهم معها لا يتفق بحجمها .. من وجهة نظرى ..
و هل يعتبر هذا من ما يسمى بالتشويه المعتمد ؟
و هل توجد أيادي دخيلة لفعل هذا التشويه ؟
اظن انه متعمد بشكل غير مباشر .. واظن انه توجد ايادى عابثة وباحترافية ..
فمثلا .. عندما تذبح بلدة مسلمة .. ولن اقول بلد .. فمن الدين ان يفتح الجهاد لنصرة المسلمين المستضعفين بهذه البلدة .. وبما ان الامر فى يد اولى الامر .. اى الحاكم .. فيجب على العلماء حثه على ذلك .. وهذا لم يحدث ..
عنما يستشرى الفساد والظلم فى مكان ما مسلم .. يفترض فى اهل العلم نصح الناس بما يعود عليهم باصلاح الذات .. وبالتالى ينعكس على الاسلام ككل ..
فالنقطة المفصلية هنا ليس الصمت عن قول الحق وفقط .. انما لا يجب ان يتلفظ احد بوجود حاكم واحد يتقى الله حق تقاه .. وكل هذه الدماء تسال وسط صمت مخزى ومهين .. ومن يتلفظ بذلك يسقط من قامته بعيون العامة ..
اما الايادى العابثة .. فهى نفس الايادى التى تقود الحكام على فعل ما يجب فعله .. وبنفس الوقت تشنع به وتثتسير ضده .. بمزاعم كاذبة تدعى العدل وحقوق الانسان ..
و هل انعدمت الامة الاسلامية فعلا من رجال علماء مسلمين يمكن الاقتداء بهم و سؤلهم و ان كان هذا فاعلا فأين سنكون من :
.... الخير فيا و في أمتي الى يوم الدين ....
" فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون "
اهل الذكر متواجدون ولله الحمد .. لكنهم اما مقيدة السنتهم .. او مطاردون او منفيون .. لكن مازالت تصل اصواتهم وبقوة ..
هل ما نراه و نسمعه اليوم من كل من يتكلم بالاسلام و ما فيه لا يمت لديننا بصلة
لا طبعا .. ليس كل ما نسمعه او نراه .. انما التشاحن على الفرعيات ولد تباعد .. فادى الى خلق اختراق ممن دون المستوى العلمى او من يستخدم تطويع الدين لهواه ورؤيته الشخصية او ربما متعمد .. مستغلا التعصب المستشرى بمبالغة بين العامة ..
و أخيرا ما هي الحلول التي على الامة الاسلامية ان تنتهجها لتعود كما كانت
و من المخاطب بهذا ؟
باعتقادى الشخصى .. انه مازال امامنا فرصة سانحة لاحتواء الامر ..
بخلق مساحات تقارب وتحاور بين علماء المسلمين المشهود لهم بالكفاءة والتخلى عن التشدد والتزمت او التسيب والتمايع (طبعا فى الامور التى تحتمل اجتهاد ) .. واستخلاص من الاجتهادات ما يتوافق مع سماحة الدين وقيمه .. وما يفيد المسلمين ويحميهم ويرفع شأنهم .. بتجرد ..
مراعاة المستوى الثقافى والاجتماعى المرتفع .. وتطوير لغة التخاطب بما يتناسب مع العقول ..
التشديد على وجود مناهج تعليمية اجبارية فى صميم الفقه الاسلامى بكافة مراحل التعليم .. على ان يضعه متخصصين مستقلين لا انتماء لهم سوى الاسلام .. بدون تدخل اى جهة ادارية او حكومية ..
اختيار صفوة من العلماء يتفق عليهم الجميع .. للقيام باعداد الدعاه ومتابعتهم ومحاسبتهم بمنتهى الشدة والحزم ..
اشكرك اختى ملكة على الموضوع ..