عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-2012, 05:52 PM   #3
يحيي الزهراني
عضـو مُـبـدع
دكتوراه في علم الادويه


الصورة الرمزية يحيي الزهراني
يحيي الزهراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36991
 تاريخ التسجيل :  01 2012
 أخر زيارة : 12-03-2023 (01:08 AM)
 المشاركات : 284 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black


اهلا وسهلا بك اختي الكريمه اسال الله لك الشفاء اود ان اتحدث عن الحاله التي تمري بها وهي بسيطه بأذن الله تعالي حيث إن الخوف الذي تعانين منه هو نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، حيث إن المخاوف بجميع أنواعها تشخص تحت مسمى القلق النفسي، والمخاوف بطبيعة الحال هي سلوك مكتسب، ونقول أن هناك عوامل مرسبة وعوامل مهيئة وعوامل معجلة وعوامل معضدة تساعد في استمرارية القلق.

والمبدأ العام لعلاج الخوف أيًّا كان نوعه هو أن يعرض الإنسان نفسه لمصدر خوفه دون أن يستجيب استجابة سلبية، هذا الكلام يقول لك البعض أنه سهل من الناحية النظرية ولكنه من الناحية التطبيقية ليس بالسهل، وأنا أقول لا، هذا الإرشاد النفسي السلوكي يمكن تطبيقه لأنه وسيلة علاجية ناجعة.

والتعريض لموقف الخوف يؤدي إلى مزيد من التوتر، ولكن وجد أن الاستمرارية في هذه المواجهة – أي مواجهة مصدر الخوف – سوف تؤدي إلى انخفاض القلق والتوتر بعد فترة من الزمن حتى يرجع الإنسان إلى وضعه الطبيعي الاسترخائي الذي لن يعاني فيه بأي قلق أو بأي خوف.

ولتطبيق هذه التمارين عدة طرق ووسائل، من هذه الوسائل أن تكون هذه التمارين تحت إرشاد نفسي، أي تحت مراقبة أخصائي نفسي – ويمكن أن يطبقها الإنسان وحده - إذا كان لديه الدافعية والإصرار والإرادة والاستعداد للتغير، وأحسبك إن شاء الله أنك لديك استعداد جيد للتغير، فأمسكي ورقة وقلما واكتبي كل المخاوف التي تعانين منها، ابدئي بأقلها ثم بعد ذلك اكتبي الأشد فالأشد إلى أن تصلي إلى أكثر أنواع المخاوف التي تجعلك تحسين بخوف شديد يصل لمرحلة الإعاقة إذا كان هذا النوع من الخوف موجود لديك، أي أنه يعيقك من كل نشاطاتك الاجتماعية.

بعد ذلك تأملي في أنواع الخوف، ابدئي بالأول واجلسي في مكان هادئ وعرضي نفسك في الخيال – هذا يسمى التعريض في الخيال ونقصد به أن تتخيلي نفسك أنك في هذا الموقف ولابد لهذا الخيال أن يكون بتركيز وبدقة وجدية وقناعة أنه وسيلة علاجية ويجب ألا تقل مدته عن خمس عشرة دقيقة – فعلى سبيل المثال الخوف من الذهاب إلى السوق: عرضي نفسك لهذا الموقف ويكون هذا التعريض بالتدريج، بأن تبدئي رحلة الذهاب إلى السوق منذ التفكير فيها، ثم بعد ذلك الاستعداد بأن تجهزي نفسك من لبس وأخذ النقود وخلافه، ثم بعد ذلك تقولين سوف أرجع بعد ساعة مثلاً، ثم الخروج من البيت، وهكذا، أي تعيشين الرحلة بكل تفاصيلها تعرضًا في الخيال بتمعن وبدقة وبقناعة أن هذا علاج.


هذا التمرين يُطبق بعد ذلك على بقية المخاوف حسب درجة شدتها، وهذه التمارين تمارس يوميًا، وقد رأى معظم العلماء أن الذين يطبقونها بصورة جيدة تقل لديهم المخاوف بصورة واضحة بعد عشرة أيام إلى أسبوعين من التطبيق المستمر، ومع بداية التطبيق في الخيال لابد أن تطبقي في الواقع، وذلك بأن تجبري نفسك وأن تقولي لنفسك (لا بد أن أقتحم هذا الموقف)، وأنا أود أن أؤكد لك أنه لن يحدث لك أي شيء، لأن البعض يتصور أنه حين يواجه مصدر خوفه وحين يواجه المواقف سوف يفقد السيطرة على الموقف أو أنه سوف يسقط أو سوف يتلعثم أو سوف يتعرق أو أنه ربما يصاب بأزمة قلبية وهكذا، لكن هذا كله ليس بحقيقة، فعلاج الأمر إذن هو المواجهة وعدم التجنب.


هناك نوع من المواجهات الجماعية التي وجدناها مفيدة لعلاج الخوف، منها على سبيل المثال: أن تذهبي وتحضري المحاضرات والدروس الدينية وغيرها، والمشاركة في حلقات التلاوة النسائية، والمشاركة في الأعمال الخيرية الجماعية، هذه كلها وجد أنها تزيل الخوف.


هناك أيضًا طرق للعلاج تعتبر من الطرق السلوكية ومن أهمها هي: ممارسة تمارين الاسترخاء، هنالك مجموعة من التمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، منها تمارين التنفس المتدرج، هذه أيضًا تقلل من الخوف ومن القلق ومن التوتر، فقد أيضًا تتطلب الالتزام والممارسة اليومية، هذه التمارين في أبسط صورها يمكن أن تطبق باتباع الآتي:


اجلسي في غرفة هادئة على كرسي مريح أو اضطجعي على السرير، وبعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، ثم خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، ولا بد أن يمتلئ صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم أمسكي الهواء في صدرك، وبعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبكل بطء عن طريق الفم.. كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرتين في اليوم مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين على الأقل.


وهناك تمارين أخرى كثيرة يمكنك أن تتحصلي على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين على الوجه الصحيح.


بقي أن اصف لك علاجا دوائيا ، وارجوا ان ترجعي وتعودي لطبيب النفسي والاستشاره ، والحمد لله توجد أدوية فعالة وممتازة لعلاج مثل حالتك، من هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، هو من أفضل الأدوية التي تعالج هذا النوع من المخاوف. أرجو أن تبدئي في تناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجرامًا) ليلاً - ويفضل تناولها بعد الأكل - لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبتين (مائة مليجرام) ليلا واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً، واستمري عليها لمدة خمسة أشهر، ثم بعد ذلك تناولي الدواء بجرعة حبة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا الدواء من الأدوية الممتازة والفعالة والسليمة .




أسال الله لك الشفاء والعافيه والله ولي التوفيق


 

رد مع اقتباس