عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-2012, 12:01 AM   #1
عازفة الأمل
V I P
على آوتآر عمري


الصورة الرمزية عازفة الأمل
عازفة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 34791
 تاريخ التسجيل :  07 2011
 أخر زيارة : 28-11-2014 (10:11 PM)
 المشاركات : 5,160 [ + ]
 التقييم :  167
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
الأمان المفقود ..!!



بسم الله الرحن الرحيم ..



الأمان المفقود





سبحان الله وبحمده




..!! f9ac43b9adcd560e7068



لا شيء يحرضك على التحليق باطمئنان


مثل وجود


( مصدر ثابت للأمان)


لا تهزه ظروف .. و لا تغيره أحداث


-


اليوم يا أحباب



نتحدث عن ذلك المصدر الثابت



..!! 0d6a79141ca66238810e



( لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )


أوشك أن أجزم أن معظم ما نعانيه


من صدمات


و انهيارات


و انتكاسات نفسية متتالية


مرده في حقيقة الأمر


إلى أمر واحد فقط


هو تعليق أملنا و رهن أماننا بـــــــ( مخلوق)



..!! 5f15438c6ce25531b9c8


حسنا تأمل معي هذا المشهد:


كفار قريش ينتشرون


بحثا عن محمد – صلى الله عليه وسلم – و صاحبه


لينالوا منهم


أبو بكر – رضي الله عنه – في موقف


أبعد عن ما يكون عن الإحساس بالأمان


يقول ابن سعدي : ( حزن واشتد قلقه )


ويشرح لنا القرطبي سبب هذا الخوف فيقول :


( إن حزن الصديق إنما كان خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم )


ومع هذا الخوف المحتدم .. و القلق المستبد


يكون هذا الحوار :


أبو بكر : ( لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه)


ويأتي الرد الهادئ .. المطمئن..الواثق :


( يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟! )


فيخلدها القرآن كأجمل ما يُخلَّد


( لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )



..!! f65bce71fc3249202ee1



أتدري لماذا كان هذا الرد


كأني أرى أنها ما كانت إلا


لتتشرب قلوبنا هذه الحقيقة القلبية..العاطفية..الإيمانية الصادقة


لنعي أن المصدر الأول للأمان


هو الله .. هو الله .. هو الله


تقول أ.العنود الطيار


في كتابها (تأملات في الإعجاز النفسي والاجتماعي في القرآن والسنة) :


( الله هومصدر الأمن الرئيسي في هذا الكون و عن طريقه يستمد الإنسان أمنه العقلي والنفسي والجسمي )


نعم


الله جل في علاه


هو المصدر


وكل آمان آخر


منبثق عنه .. لا مشترك معه



..!! 490eb253b7bfa059bb3d



أريدكم أن تتخيلوا معي هذا المثال جيدا


فهو خير تقريب .. بعد كلام الحبيب


( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)


تخيل معي أنك تشد قلبك بحبل .. ثم تربطه بالسماء


أي ثبات هذا .. و أي سمو .. وأي سكينة و استقرار


(فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ)


بل أي تحليق ستعيشه ؟!!


-


والآن عد مرة أخرى


و أربط قلبك بحبيب ( تظن أنه قريب)


هب أن صاحبك قد انهار .. تهاوى .. أو حتى ابتعد عنك


تخيل الألم الذي ستشعر به


حينما ينتزع (الحبل المشدود) .. قلبك من بين أضلعك


حسنا


هل تستشعر ذلك؟!!


لماذا ترضى لنفسك بهذا الألم المتكرر ؟!



..!! 41c4c119fcfc7ca5ed81



نعود


هل تقسم أن من تربط قلبك به


سيظل (قريب)؟!!


إن كان كذلك


هل تضمن أن الظروف ستجعله قريب دائما ؟


هو نفسه .. لا يملك تسيير ظروفه


فكيف تراهن أنت على ذلك؟!!


( وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ)


حسنا


كف عن هذا


إن اشتراط القرب الدائم .. ( كمال)


و ( الكمال) لا يكون إلا (لذي الكمال) سبحانه


ذلك أن (الباري جل جلاله لا يفوته من صفات الكمال شيء بوجه من الوجوه )


كما يقول ابن سعدي


أما صاحبك فمخلوق ضعيف ..


{ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}


إذا كيف تطالبه بأمر فوق طاقته الإنسانية الضعيفة ؟!



..!! 89590f8358acf489d840



يا أحباب .. الرسالة واضحة


( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )


هي رسالة لكل قلب أن يجعل ارتباطه الأول بالسماء


-


( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )


هي توجيه لكل من عانى من مرارة الخذلان


أن كف عن هذا


و أربط قلبك ( بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ ) لا (حَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ )


-


( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )


هو إحساس محلق


صدَّق به موسى – عليه السلام -


و وصانا به محمد – صلى الله عليه وسلم -


لنا أن نجربه ونشاركه التحليق


ولنا أن نقعد مع القاعدين


(وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ)


قد يحتاج الأمر منك لبعض الدربة في أول الأمر


غير أنك حتما ستصل


فقط تذكر


أن مصدر الأمان يجب أن يكون قريب دائما


{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ }


وقوي أيضا ..


{ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}


و ثابت أيضا


و لا أحد سوى ( الله )


و لا أحد سوى ( الله )


و لا أحد سوى ( الله )





اللهم إني أسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب كل عمل يقربنا إليك ،
اللهم إني أسألك حب رسولك عليه الصلاة والسلام وحب صحابته ، وحب من يحبهم ، ياذا الجلال والإكرام .


..!! 010717f6ce62030547ff



استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه



منقول

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس