سالم عبد الجليل : رمضان فرصتك العظيمة لإعادة حساباتك مع نفسك
استقبال شهر رمضان ليس بالصيام و القيام فقط و انما هناك اشياء اخرى كثيرة لا تقل اهمية عن فروض العبادات
و هى كيفية اعداد النفس و الروح لإستقبال هذا الشهر العظيم حتى لا يضيع اجره و ثوابه ..
عن كيفية استقبال لرمضان كان لنا هذا الحوار مع دكتور سالم عبد الجليل وكيل اول وزارة الأوقاف لشئون الفتوى .
كل سنة و حضرتك طيب
كل سنة و انتم و جميع امة المسلمين بخير انشالله
لإستقبال شهر عظيم مثل رمضان اصول نفسية .. آلا تحدثنا عنها ؟
دون شك ان الصيام من الفروض التى تهذب النفس كثيرا و تقومها و لكن المفروض ان نفس المسلم تكون مهذبة طوال
الوقت و ليس فى رمضان فقط و مع ذلك فمن اهم ما يمكن ان نستقبل به هذا الشهر ان نصفى نفوسنا من كل ذرة شر
او حقد او غل على أى أحد و نأخذه فرصة لإعادة حساباتنا مع أنفسنا و عليه ان يتبع فى ذلك خمس خطوات الأولى
هى المعاهدة أى انه على كل واحد فينا ان يجلس ليتحدث مع ربه و يفضض له و كأنه يتكلم مع انسان اخر امامه
و يعاهده على آلا يقترب من إثم ابدا و يأسف على ما بدر منه من قبل ثم يبدأ فى مراقبة نفسه ان كان سوف يكرر
اخطاءه ام لا و لو حدث و تكرر ما عاهد الله على ان يبتعد عنه فعليه بالمجاهدة و بذل اقصى ما فى وسعه من اجل الإبتعاد
عن أى معصيى مهما ان كانت بسيطة و اخيرا عليه بمكاشفة نفسه كل يوم و حسابها عن اخطاءها حتى يضمن آلا يكررها مرة أخرى .
أليس المفروض ان العبادات تهذب النفس بشكل تلقائى ؟
للأسف هذا لا يحدث مع كل الناس فأنا احسب ان الإنسان فى مسألة القيم و الأخلاق و أداء العبادات مصاب بمرض موجود فينا جميعا
بدرجات و هو مرض انفصام الشخصية فمثلا قد تجدى من يبكى فى صلاته خاشعا من ذكر الله و يصوم الفرض و السنن
و لا يترك زكاة مال إلا و أدى فريضتها و مع ذلك لا يتخلق بالأخلاق الكريمة فالإسلام شرع العبادات لتزكية الروح و النفوس
و للتحلى بالخلق الكريم و ليس لتكون مجرد اتيان شعائر لذلك فليس كل مصل قد صلى انما الصلاة الحقيقية هى التى تنهى
عن الفحشاء و المنكر و البغى .
و ماذا عن اثر تلك القيم السلبية ؟
القيم السلبية تأكل الحسنات التى يقوم بها من يأتى الفروض دون العمل بما امرتنا به فحقيقى انه لا يوجد انسان بلا عيوب
و لكن علينا مجاهدة النفس للخلاص منها .
و كيف يمكننا التوبة و التكفير عن اخطاءنا ؟
عندما أكل آدم من الشجرة التى حرم الله عليه اكلها و خرج من الجنة لم يقل هذا نصيبى او قدرى
و انما قال " ربنا ظلمنا أنفسنا و ان لم تغفر لنا و ترحمنا لكنا من الخاسرين " فغفر له ربه لأنه
أكل من الشجرة بإرادته و اختياره فلا يوجد شىء إسمه تأثير الشيطان و لكن توجد نفسا مجاهدة و نفسا مكابرة .
كيف نشعر ان الله معنا ؟
ان الله دائما معنا و لا يوجد انسان متدين عن حق و يشعر ان الله بعيدا عنه و إذا قال ذلك فتدينه شكلى
فكيف نصلى حق صلاة و لا نشعر بالقرب من الله و تلك هى ما قال عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم ارحنا بها يا بلال .
و اخيرا كيف يمكننا استغلال شهر رمضان ؟
بالتوبة و الدعاء و العمل بالعبادات الحق .