قرصة = قرصنة ..!!
في هذا الشهر الكريم ، إن كنتَ أباً أو أماً ، ولديك أطفالاً صغاراً فلا تعجب حينما يتسللُ أحدُهم ، نهاراً إلى المطبخ ، وبالتحديد للثلاجة أو الفرن ليستولي على قطعة حلوى أو فطيرة من بقايا الإفطار ، أو السحور في الليلة الماضية رغم ادعائه الصوم ..! فكن حذراً ولا تعذل المشتاق في أشواقه ، فهو يعاني قرصة الجوع التي حولته إلى قرصان ! لكن بعفوية وبراءة الطفولة ، على طريقة المثل الشعبي : " السارق المزاح إن شيف ولا راح " فهنا قرصنةٌ بنكهة الطفولة ، وإن كان الأمرُ يختلفُ في طريقة أدائه فربما كان الدافع مشتركا بين القراصنة الأبرياء والأشقياء .. وفي قوانين الهندسة النفسية أن : كلَ سلوك وراءه مقصد إيجابي لفاعله ، رغم تعارضه مع أراء وأفكار ورغبات الآخرين ، والآخرون يحاسبون الفرد على سلوكه المتعدي على حدود الغير ، وممتلكاته ، وفي الشريعة الاسلامية تُقطعُ يدُ السارقِ لهذا السبب ، جزاء ماكسب مع العلم أن أنه لو سئل عن ماهيةِ سلوكهِ لأجاب بأنه : سرق ليأكل أو ليستغني! فمقصده إيجابي لنفسه ، وإن كان سلبيا لتعديه على الاخرين ، وحكم الشريعة كامل لااعتراض عليه وهو نكال من الله وقد قال الله في آخر الآية : ... والله عزيز حكيم .
ولنتأمل في هذا المعنى كيف أن موسى عليه الســلام اتخذ ســلوكا مشوبا بالاستنكار ومضاداً ، تجاه سلوك الخضر في ثلاثة مواطن ـ أنظر سورة
الكهف الآيات 71و73و77 ـ
أعود لعنوان المقال القرصة والقراصنة ، وهو أن القراصنة الصوماليون ملئوا البحر واشغلوا الناس ، وسمعتُ اليوم بياناً صادراً من حلف شمال الأطلسي يعلن فيه الحرب من عُمان على القراصنة ، ويطلب الدعم الدولي لهذا الشأن .!
تغريدات المقال :
1- القرصة نشاط محفز داخل الجهاز الهضمي وبالتحديد في المعدة ينشأ عند فقد الطعام ويسيطر على قيادة الكائن بحثا عن الحياة.!
2- القراصنة الصوماليون يتزودون من جزيرة سوقطرة اليمنية النائية ويفترشون البحر ويلتحفون السماء وشعارهم : موت المترفين يعني حياتنا
3- ماذا لو فكر منظروا الحلف وأثرياء العالم أن يطعموا الجائعين في الصومال ويساهموا بجد في حل مشكلة بلدهم دون مقاصد أخرى ؟
4- هل تناسى حلف الأطلسي أن القراصنة من مخرجات القرصة ! ؟
5- حينما لايبقى أمامك إلا أن تموت أو تأكل الميتة عندها ستأكل بدافع الغريزة التي تحرك الكائن الحي للتشبث بالحياة وهذا واقع القراصنة والكثير من الجائعين في العالم ..
6- مقولة العرب إن الصقر لايقع إلا على الحي وأن الأسد لايأكل البايت تكذبها أفلام ناشيونال جيوقرافيك الوثائقية .. !
خاتمة : الحمدلله الذي أطعم من جوعٍ وآمن من خوفٍ .
الاحد 3\9\1433 هــ.
سعد الصماني الحارثي
باحث ومدرب ومستشار في البناء الشخصي والثقافة النفسية