23-07-2012, 11:10 PM
|
#2
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 37940
|
تاريخ التسجيل : 03 2012
|
أخر زيارة : 08-09-2012 (12:30 AM)
|
المشاركات :
212 [
+
] |
التقييم : 10
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Dimgray
|
|
18ـ رأى الشيخ المفتى : محمد حسن ولد اللددو : إن الله سبحانه وتعالى أخبر أنه يمحو ما يشاء مما كتبه معلقاً بالشروط وانتفاء الموانع، ويثبت ما يشاء من ذلك، {وعنده أم الكتاب} وهي الصحف التي عند الله فوق عرشه كتَبَ فيها ما هو كائن، فتلك الصحف ليس فيها تعليق .
بالشروط لا بانتفاء الموانع ....وأما اللوح المحفوظ فيكتب فيه الأمر مشروطاً بالشروط وبانتفاء الموانع، ولذلك فالملائكة إنما يعرفون ما كتب في اللوح المحفوظ أو ما تكلم الله به، فإذا تكلم الله بشيء من قدره اهتز له الملائكة فرعبوا له، فإذا سري عنه قالوا: {ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}، فيجيبهم جبريل عليه السلام بما أمر الله به من أمره، فذلك عندما يفزع عن صدورهم أي يزول عنهم الفزع: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} فيكتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الأمور مشروطة بالشروط وانتفاء الموانع فيقال مثلاً: فلان بن فلان إذا وصل رحمه أو إذا تصدق بكذا زيد عمره بكذا، وإذا لم يفعل مات في الوقت الفلاني، فملك الموت لا يدري هل سيفعل ذلك أو لا يفعله لأن هذا من الغيب الحقيقي الذي اختص الله به، {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} في خمسٍ لا يعلمهن إلا الله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} فملك الموت إنما يطَّلعُ على ذلك مشروطاً بالشروط وانتفاء الموانع، ودليل هذا ما أخرجاه في الصحيحين أن ملك الموت أتى موسى عليه السلام عندما حان أجله فأراد قبض روحه فصكه على عينه ففقأ عينه أي عين تلك الصورة التي ظهر فيها، فرجع إلى ربه فقال: أي رب أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت، فكلَّم الله موسى عليه السلام فعرض عليه أن يطول عمره أن يضع يده على صفحة ثور فله بكل شعرة سنة، فقال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت قال: أما إذا كان لا بد منه فالآن، فلذلك لم يكن ملك الموت يعلم أن عمر موسى قد تأخر قليلاً في تلك اللحظة، إنما كان يعلم أنه كتب أنه سيموت في تلك اللحظة إذا أدى شرطاً أو إذا انتفى مانع، فخفي عليه ذلك وقد علمه الله سبحانه وتعالى وهو في أم الكتاب عنده، فلذلك قال: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} أي من اللوح المحفوظ، { وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } وهي الصحف التي عنده فوق عرشه ليس فيها محو ولا تبديل، فكل ما فيها فهو على حاله.
(15) فتوى الشيخ / حسن محمد فى رد على سؤال بهذه المسألة )
19ـ رأى الدكتور الشيخ / عبد الرحمن السحيم :
. وهذه الزيادة في العُمر حقيقية ، ولا إشكال فيها . كما أنه لا تَعارض بينها وبين كون الأعمار مُقدّرة مكتوبة . ولا تعارض بينها وبين قوله تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) . فإن الله تبارك وتعالى أثبت زيادة الأعمار ونُقصها ، فال : ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ ) . وأخبر سبحانه وتعالى أنه يَمحو ما يشاء ويُثبت ما يشاء ، فقال : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) .والزيادة والنقص إنما تكون بما في أيدي الملائكة من الصُّحُف ، أي الذي كَتَبه الملك ، حينما كَتَب عُمر ابن آدم ورزقه وعمله وشقي أو سعيد ، كما في حديث ابن مسعود في الصحيحين .
فهذا الذي يحصل فيه المحو والإثبات . أما ما قُدِّر في اللوح المحفوظ فهو لا يُغيّر ولا يُبدّل ولا يُمحى منه شيء . ففي عِلم الله أن فلاناً من الناس يَصِل رَحمه ، ويكون عمره – مثلا – ستين سنة ، فإذا وصل رَحِمه بلّغه الله السبعين . والملك يَكتب عُمر هذا الإنسان ستين سنة ، وهو في عِلم الله وزيادة فضله سبعون . فلا يكون هناك تعارض بين الآيات ولا بين الأحاديث .
قال الإمام الترمذي : روى حديث : صِلة الرحم محبة في الأهل ، مَثراة في المال ، مَنسأة في الأثر . قال : ومعنى قوله منسأة في الأثر : يعني زيادة في العمر . وقال الحليمي في معناه : أن من الناس من قضى الله عز وجل بأنه إذا وَصَل رحمه عاش عددا من السنين مُبيَّنا ، وإن قطع رحمه عاش عددا دون ذلك ، فحمل الزيادة في العمر على هذا ، وبسط الكلام فيه ، ولا يخفى عليه أي العددين يعيش . نقله البيهقي في شُعب الإيمان .وقال الإمام النووي في شرح الحديث :وأجاب العلماء بأجوبة ، الصحيح منها : أن هذه الزيادة بالبركة في عمره ، والتوفيق للطاعات ، وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة ، وصيانتها عن الضياع في غير ذلك .والثاني : أنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك ، فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه ، فإن وصلها زِيد له أربعون ، وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك ، وهو من معنى قوله تعالى : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ) ويُثْبِت فيه النسبة إلى علم الله تعالى وما سبق به قَدَرُه ولا زيادة بل هي مستحيلة ، وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين تتصور الزيادة . اهـ .
( 16)أ /موقع الشيخ : http://www.s id.net/Doat/assuhaim/fatwa/)
20ـ رأى الشيخ / محمد صالح المنجد : هام جدا
المعنى : حُصُولُ الْقُوَّةِ فِي الْجَسَدِ . وقيل : بِالْبَرَكَةِ فِي عُمْره , وَالتَّوْفِيق لِلطَّاعَاتِ , وَعِمَارَة أَوْقَاته بِمَا يَنْفَعهُ فِي الْآخِرَة , وَصِيَانَتهَا عَنْ الضَّيَاع فِي غَيْر ذَلِكَ . وقيل : معناه : بَقَاءُ ذِكْرِهِ الْجَمِيلِ بَعْدَ الْمَوْتِ . وقيل : يُكْتَبُ عُمُرُه مُقَيَّدًا بِشَرْطٍ كَأَنْ يُقَالَ : إِنْ وَصَلَ رَحِمَهُ فَلَهُ كَذَا وَإِلَّا فَكَذَا ، فتَكُون الزّيَادَة فِي العُمرِ زيَادَة حَقِيقِيّة .راجع : "شرح النووي على مسلم" (16 / 114) – "فتح الباري" (4 / 302)
وهذا القول الأخير هو الراجح ، فيكون معنى الحديث : من أحب أن يبسط له في رزقه فيكثر ويوسع عليه ويبارك له فيه ، أو أحب أن يؤخر له في عمره فيطول : فليصل رحمه .فتكون صلة الرحم سببا شرعيا لبسط الرزق وسعته ، وطول العمر وزيادته ، والتي لولاها لما كان هذا رزقه ، ولا كان هذا عمره – بتقدير الله تعالى وحكمته - .قال الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح الأدب المفرد" (1 / 24) :" الحديث على ظاهره ، أي : أن الله جعل بحكمته صلة الرحم سبباً شرعياً لطول العمر وكذلك حسن الخلق وحسن الجوار كما في بعض الأحاديث الصحيحة ، ولا ينافي ذلك ما هو معلوم من الدين بالضرورة أن العمر مقطوع به ؛ لأن هذا بالنظر للخاتمة ، تماماً كالسعادة والشقاوة ، فهما مقطوعتان بالنسبة للأفراد فشقي أو سعيد ، فمن المقطوع به أن السعادة والشقاوة منوطتان بالأسباب شرعاً . وكما أن الإيمان يزيد وينقص ، وزيادته الطاعة ونقصانه المعصية ، وأن ذلك لا ينافي ما كتب في اللوح المحفوظ ، فكذلك العمر يزيد وينقص بالنظر إلى الأسباب فهو لا ينافي ما كتب في اللوح أيضاً " انتهى . قال الطحاوي رحمه الله :" يحتمل أن يكون الله عز وجل إذا أراد أن يخلق النسمة جعل أجلها إن برت كذا وإن لم تبر كذا ، لما هو دون ذلك ، وإن كان منها الدعاء رد عنها كذا ، وإن لم يكن منها الدعاء نزل بها كذا ، وإن عملت كذا حرمت كذا ، وإن لم تعمله رزقت كذا ، ويكون ذلك مما يثبت في الصحيفة التي لا يزاد على ما فيها ولا ينقص منه " انتهى ."بيان مشكل الآثار" (7 / 202) .وقال الحليمي رحمه الله في معناه : " أن من الناس من قضى الله عز وجل بأنه إذا وصل رحمه عاش عددا من السنين مبينا ، وإن قطع رحمه عاش عددا دون ذلك ، فحمل الزيادة في العمر على هذا " انتهى . "شعب الإيمان" (6 / 219) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" الْأَجَلُ أَجَلَانِ " أَجَلٌ مُطْلَقٌ " يَعْلَمُهُ اللَّهُ " وَأَجَلٌ مُقَيَّدٌ " وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمَلَكَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ أَجَلًا وَقَالَ : " إنْ وَصَلَ رَحِمَهُ زِدْتُهُ كَذَا وَكَذَا " وَالْمَلَكُ لَا يَعْلَمُ أَيَزْدَادُ أَمْ لَا ؛ لَكِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ فَإِذَا جَاءَ ذَلِكَ لَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يَتَأَخَّرُ " انتهى ."مجموع الفتاوى" (8 / 517) . وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :" معناه : أن الله سبحانه وتعالى وعد من يصل رحمه أن يثيبه وأن يجزيه بأن يطيل في عمره ، وأن يوسع له في رزقه جزاءً له على إحسانه .ولا تعارض بين هذا الحديث وبين الحديث الذي فيه أن كل إنسان قد قدر أجله ورزقه وهو في بطن أمه ؛ لأن هناك أسبابًا جعلها الله أسبابًا لطول العمر وأسبابًا للرزق ، فهذا الحديث يدل على أن الإحسان وصلة الرحم سبب لطول الأجل وسبب لسعة الرزق ، والله جل وعلا هو مقدر المقادير ومسبب الأسباب ، هناك أشياء قدرها الله سبحانه وتعالى على أسباب ربطها بها ورتبها عليها إذا حصلت مستوفية لشروطها خالية من موانعها ترتبت عليها مسبباتها قضاءً وقدرًا وجزاءً من الله سبحانه وتعالى " انتهى .
"المنتقى من فتاوى الفوزان" (98 / 1) .وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :" وذلك : أن الله يجازي العبد من جنس عمله ؛ فمن وصل رحمه وصل الله أجله ورزقه ، وصلاً حقيقياً ، وضده : من قطع رحمه ، قطعه الله في أجله وفي رزقه " انتهى ."فتاوى الشيخ ابن جبرين"
(17) فتوى الشيخ المنجد http://www.islamqa.com/ar/ref/145514) (54 / 13)
21ـ رأى الدكتور عبد العزيز عبد الله الراجحى :
الركون إلى القدر في تقدير الأجل ومخالفة الأحاديث التي تحث على صلة الرحم، على أنها سبب في بسط الرزق، وتأخير الأجل. جاء في تهذيب الدكتور عبارات تدل على الركون إلى القدر، في تقدير الأجل، والتهوين من شأن صلة الرحم التي جاءت الأحاديث بالحث عليها والدلالة على أنها سبب في بسط الرزق، وتأخير الأجل.
قال الدكتور في ص79 سطر 7 - 9: "فالله قدر العمر، وقدر سبب العمر تمامًا، كما قدر الرزق، وقدر سبب الرزق وهو السعي، فيجب أن لا يفهم من هذا، أن الأمر بيد الإنسان، إن أحب أن يطيل عمره، فإنه يصل رحمه فيطول عمره أكثر، مما قدر له " ا هـ. أقول: تعبير الدكتور: ( فيجب أن لا يفهم من هذا أن الأمر بيد الإنسان، إن أحب أن يطيل عمره، فإنه يصل رحمه ) مخالف للأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرها، التي فيها التعبير بمن أحب أن يبسط له في الرزق، وينسأ له في الأثر فليصل رحمه.
والواجب على المسلم، خصوصًا طالب العلم أن يتأدب مع الأحاديث النبوية، فلا يخالف ألفاظها، ففي صحيح البخاري كتاب البيوع، باب من أحب البسط في الرزق أخرج البخاري بسنده عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( من سره أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه )ـــ وفي كتاب الأدب، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم ج7 ص 72، أخرج بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول( من سره أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه ).وأخرج أيضًا بسنده عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من سره أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه ).
ا هـ. ورواه البخاري أيضًا في الأدب المفرد ص 31 باب صلة الرحم يزيد في العمر، روى بسنده عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من سره أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه وروى بسنده أيضًا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( من سره أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه ) ورواه أيضًا في باب "من وصل رحمه أحبه الله " بسنده عن ابن عمر - رضي الله عنه- قال: من اتقى ربه، ووصل رحمه، نسئ في أجله، وثري ماله، وأحبه أهله ومن طريق أخرى عن ابن عمر -رضي الله عنه-: من اتقى ربه ووصل رحمه، أنسئ له في عمره، وثري ماله، وأحبه أهله.ورواه مسلم أيضًا، باب صلة الرحم، وتحريم قطيعتها روى بسنده عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( من سره أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه ) .ومن طريق أخرى عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من سره أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه ) قال الحافظ في الفتح ج10 ص416:: قوله ( ينسأ ) بضم أوله وسكون النون، بعدها مهملة، ثم همزة، أي يؤخر، قوله ( في أثره ) أي: في أجله، وسمي الأجل أثرًا؛ لأنه يتبع العمر " ا هـ. وقال الحافظ في الفتح أيضًا ج10 ص415 - 416: ( وللترمذي وحسنه من وجه آخر عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: ( من سره أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه ).
وعند أحمد بسند رجاله ثقات، عن عائشة -رضي الله عنه- مرفوعًا: ( من سره أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه )وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، والبزار وصححه الحاكم، من حديث علي -رضي الله عنه- نحو حديثي الباب، قال وتدفع عنه ميته السوء .انتهى كلام الحافظ في الفتح.
قلت: وبهذا يتبين أن التعبير بمن أحب البسط في الرزق، والتأخير في الأجل، فليصل رحمه، تعبير نبوي، لا يجوز نفيه ولا مخالفته، والله الموفق للصواب.
(18)http://shrajhi.com/?Cat=3&SID=151 )
الرأى الثانى : يقول : بأن الأجل لا يتغير وأن الزيادة المقصودة هى بركة :
1ـ قال الثوري ووكيع::
وهشيم عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : يدبر أمر السنة فيمحو الله ما يشاء إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت وفي رواية " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قال كل شيء إلا الموت والحياة والشقاء والسعادة فإنهما قد فرغ منهما وقال مجاهد " يمحو الله ما يشاء ويثبت " إلا الحياة والموت والشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران. وعنه أيضاً : " يمحو الله ما يشاء ويثبت " يقول يبدل ما يشاء فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله " وعنده أم الكتاب " وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك .
2ـ وعن ابن عباس أيضاً : الكتاب كتابان فكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب وقال العوفي عن ابن عباس في قوله " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " يقول هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلالة فهو الذي يمحو والذي يثبت الرجل يعمل بمعصية الله وقد كان سبق له خير حتى يموت وهو في طاعة الله وهو الذي يثبت وروي عن سعيد بن جبير أنها بمعنى " يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير "
ـ وعنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ سورة الرعد آية 39 , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " هُوَ الْقُرْآنُ ، كَانَ اللَّهُ يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ، وَيُنْسِي نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ , وَيَنْسَخُ مَا شَاءَ ، وَهُوَ الْمُحْكَمُ ، وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " , قَالَ : " جُمْلَةُ الْكِتَابِ وَأَصْلُه كتاب وقال قتادة في قوله " يمحو الله ما يشاء ويثبت " كقوله " ما ننسخ من آية أو ننسها "
2ـ قال البيهقي : " أصح ما قيل في تفسيرها عن الناسخ والمنسوخ يمحو الله ما يشاء أن ينسخه من القرءان ويثبت ما شاء أن لا ينسخه وكل أي الناسخ والمنسوخ في اللوح المحفوظ". وأما بالنسبة للقدر المعلق فهو ما كتب في صحف الملائكة أن فلانا إذا وصل رحمه مثلا عاش ستين وإن لم يصل عاش أربعين. والله تعالى عالم إن كان سيصل رحمه أم لا. اوأما القدر المبرم فهو ما كتب من غير تعليق.
(19) مكتبة وشبكة المدينة المنورة
http://madeena.org/vb/showthread.php?t=54625
3ـ تأويل الحديث فى البخارى :
حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني حدثنا حسان حدثنا يونس قال محمد هو الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه .فتح الباري بشرح صحيح البخاري . وْله : ( وَيُنْسَأ)
بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ النُّونِ بَعْدَهَا مُهْمَلَةٌ ثُمَّ هَمْزَة أَيْ يُؤَخَّر لَهُ , وَالْأَثَر هُنَا بَقِيَّةُ الْعُمُرِ قَالَ زُهَيْرٌ : وَالْمَرْءُ مَا عَاشَ مَمْدُودٌ لَهُ أَمَلٌ لَا يَنْتَهِي الطَّرْفُ حَتَّى يَنْتَهِي الْأَثَرُ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . قَالَ الْعُلَمَاءُ : مَعْنَى الْبَسْطِ فِي الرِّزْق الْبَرَكَة فِيهِ , وَفِي الْعُمُر حُصُولُ الْقُوَّةِ فِي الْجَسَدِ , لِأَنَّ صِلَةَ أَقَارِبِهِ صَدَقَةٌ وَالصَّدَقَةُ تُرَبِّي الْمَالَ وَتَزِيدُ فِيهِ فَيَنْمُو بِهَا وَيَزْكُو , لِأَنَّ رِزْق الْإِنْسَان يُكْتَبُ وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فَلِذَلِكَ اُحْتِيجَ إِلَى هَذَا التَّأْوِيلِ , أَوْ الْمَعْنَى أَنَّهُ يُكْتَبُ مُقَيَّدًا بِشَرْطٍ كَأَنْ يُقَالَ إِنْ وَصَلَ رَحِمَهُ فَلَهُ كَذَا وَإِلَّا فَكَذَا , أَوْ الْمَعْنَى بَقَاءُ ذِكْرِهِ الْجَمِيلِ بَعْدَ الْمَوْتِ . وَأَغْرَبَ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فَقَالَ : الْمُرَادُ بِذَلِكَ قِلَّةُ الْبَقَاءِ فِي الْبَرْزَخِ . وَقَالَ اِبْن قُتَيْبَةَ : يَحْتَمِل أَنْ يَكْتُبَ أَجَلُ الْعَبْدِ مِائَةَ سَنَةٍ وَتَزْكِيَتُهُ عِشْرِينَ فَإِنْ وَصَلَ رَحِمَهُ زَادَ التَّزْكِيَةَ . وَقَالَ غَيْرُهُ : الْمَكْتُوبُ عِنْد الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ غَيْرُ الْمَعْلُومِ عِنْد اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَالْأَوَّلُ يَدْخُلُ فِيهِ التَّغْيِيرُ . وَتَوْجِيهُهُ أَنَّ الْمُعَامَلَاتِ عَلَى الظَّوَاهِرِ وَالْمَعْلُوم الْبَاطِن خَفِيٌّ لَا يُعَلَّقُ عَلَيْهِ الْحُكْمُ , فَذَلِكَ الظَّاهِرُ الَّذِي اِطَّلَعَ عَلَيْهِ الْمَلَكُ هُوَ الَّذِي يَدْخُلُهُ الزِّيَادَةُ وَالنَّقْصُ وَالْمَحْوُ وَالْإِثْبَاتُ , وَالْحِكْمَةُ فِيهِ إِبْلَاغ ذَلِكَ إِلَى الْمُكَلَّفِ لِيَعْلَمَ فَضْلَ الْبِرِّ وَشُؤْمَ الْقَطِيعَةِ , وَسَيَأْتِي ذِكْرُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مَبْسُوطَةً فِي كِتَابِ الْقَدَرِ , وَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى إِيثَارِ الْغِنَى عَلَى الْفَقْرِ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
(20) ( فتح البارى بشرح صحيح البخارى )
4ــ ( تفسير القرطبى) ـ للحديث : عن أبي هريرة قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه . ومثله عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : [ ص: 289 ] من أحب فذكره بلفظه سواء ; وفيه تأويلان : أحدهما : معنوي ، وهو ما يبقى بعده من الثناء الجميل والذكر الحسن ، والأجر المتكرر ، فكأنه لم يمت . والآخر : يؤخر أجله المكتوب في اللوح المحفوظ ; والذي في علم الله ثابت لا تبدل له ، كما قال : يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب . وقيل لابن عباس لما روى الحديث الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : من أحب أن يمد الله في عمره وأجله ويبسط له في رزقه فليتق الله وليصل رحمه كيف يزاد في العمر والأجل ؟ ! فقال : قال الله - عز وجل - : هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده . فالأجل الأول أجل العبد من حين ولادته إلى حين موته ، والأجل الثاني : يعني المسمى عنده - من حين وفاته إلى يوم يلقاه في البرزخ لا يعلمه إلا الله ; فإذا اتقى العبد ربه ووصل رحمه زاده الله في أجل عمره الأول من أجل البرزخ ما شاء ، وإذا عصى وقطع رحمه نقصه الله من أجل عمره في الدنيا ما شاء ، فيزيده في أجل البرزخ ، فإذا تحتم الأجل في علمه السابق امتنع الزيادة والنقصان ; لقوله تعالى : فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فتوافق الخبر والآية ; وهذه زيادة في نفس العمر وذات الأجل على ظاهر اللفظ ، في اختيار حبر الأمة .
5ـ رأى شيخ الإسلام بن تيمية : فى الفتاوى
س ::: قد يشكل على بعض الناس مواضع في كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله وسلم ، فيقول بعضهم : إذا كان الله علم ما هو كائن ، وكتب ذلك كله عنده في كتاب فما معنى قوله : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ) [ الرعد : 39 ] .وإذا كانت الأرزاق والأعمال والآجال مكتوبة لا تزيد ولا تنقص فما توجيهكم لقوله صلى الله عليه وسلم : " من سرَّه أن يُبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه " .وكيف تفسرون قول نوح لقومه : ( أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون - يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ) [ نوح : 3-4 ] .وما قولكم في الحديث الذي فيه أن الله جعل عمر داود عليه السلام مائة سنة بعد أن كان أربعين سنة . والجواب :: أن الأرزاق والأعمار نوعان : نوع جرى به القدر وكتب في أم الكتاب ، فهذا لا يتغير ولا يتبدل ، ونوع أعلم الله به ملائكته فهذا هو الذي يزيد وينقص ، ولذلك قال الله تعالى : ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) [ الرعد : 39] . وأم الكتاب هو اللوح المحفوظ الذي قدر الله فيه الأمور على ما هي عليه .ففي كتب الملائكة يزيد العمر وينقص ، وكذلك الرزق بحسب الأسباب ، فإن الملائكة يكتبون له رزقاً وأجلاً ، فإذا وصل رحمه زيد له في الرزق والأجل ، وإلا فإنه ينقص له منهما (1) .
" والأجل أجلان : أجل مطلق يعلمه الله ، وأجل مقيد ، فإن الله يأمر الملك أن يكتب لعبده أجلاً ، فإن وصل رحمه ، فيأمره بأن يزيد في أجله ورزقه . والملك لا يعلم أيزاد له في ذلك أم لا ، لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر ، فإذا جاء الأجل لم يتقدم ولم يتأخر " (2) .يقول ابن حجر العسقلاني : " الذي سبق في علم الله لا يتغير ولا يتبدل ، والذي يجوز عليه التغيير والتبديل ما يبدو للناس من عمل العامل ، ولا يبعد أن يتعلق ذلك بما في علم الحفظة والموكلين بالآدمي ، فيقع فيه المحو والإثبات ، كالزيادة في العمر والنقص ، وأما ما في علم الله فلا محو فيه ولا إثبات والعلم عند الله "
(21) (1) راجع مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 8/540 . (2) راجع المصدر السابق : 8/517 .(3) فتح الباري : 11/488 .(4) صحيح الجامع الصغير : 3/113 ورقم الحديث : 3232 .(5) راجع في هذا المبحث : مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 8/110، 224 .... عقيدة اهل السنة موقع القضاء والقدر http://www.3gedh.com/alqdr/qda-qdr/qdaqdr09.htm
6ــ تأويل الإمام النووي رحمه الله : فى الحديث
لفظ ( ينسأ ) مهموز أي يؤخر و( الأثر ) الأجل لأنه تابع للحياة في أثرها وبسط الرزق توسيعه وكثرته وقيل البركة فيه ,,,
وأما التأخير في الأجل ففيه سؤال مشهور وهو أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص لقوله تعالى) : فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ) )لأعراف :34)
ـ وأجاب العلماء بأجوبة الصحيح منها الأول : أن هذه الزيادة بالبركة في عمره والتوفيق للطاعات
وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة وصيانتها عن الضياع في غير ذلك والثاني: أنه بالنسبة إلى ما يظهر,, للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه فإن وصلها زيد له أربعون وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك وهو من معنى قوله تعالى " يمحو الله ما يشاء " ويثبت فيه النسبة إلى علم الله تعالى وما سبق به قدره ولا زيادة بل هي مستحيلة وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين تتصور الزيادة وهو مراد الحديث والثالث : أن المراد بقاء ذكره الجميل بعده فكأنه لم يمت حكاه القاضي وهو ضعيف أو باطل والله أعلم " شرح النووي على صحيح مسلم ج16/ص 114- 115]وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله :
" وأما قوله تعالى { وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ }فاطر:11 ] فقد قيل أن المراد الجنس
أي ما يعمر من عمر إنسان و لا ينقص من عمر إنسان التعمير و التقصير يراد به شيئان
أحدهما أن هذا يطول عمره و هذا يقصر عمره فيكون تقصيره نقصاً له بالنسبة إلى غيره كما أن المعمر يطول عمره و هذا يقصر عمره فيكون تقصيره نقصا له بالنسبة إلى غيره كما أن التعمير زيادة بالنسبة إلى آخر وقد يراد بالنقص النقص من العمر المكتوب كما يراد بالزيادة الزيادة في العمر المكتوب و فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال : " من سره أن يبسط له فى رزقه ينسأ له فى أثره فليصل رحمه " و قد قال بعض الناس إن المراد به البركة فى العمر بأن يعمل فى الزمن القصير مالا يعمله غيره إلا في الكثير قالوا لأن الرزق و الأجل مقدران مكتوبان فيقال لهؤلاء تلك البركة و هي الزيادة فى العمل و النفع هي أيضا مقدرة مكتوبة و تتناول لجميع الأشياء .
والجواب المحقق : أن الله يكتب للعبد أجلا فى صحف الملائكة فإذا و صل رحمه زاد فى ذلك المكتوب و إن عمل مايو جب النقص نقص من ذلك المكتوب ونظير هذا ما فى سنن الترمذي وغيره عن النبى :
" أن آدم لما طلب من الله أن يريه صورة الأنبياء من ذريته فأراه إياهم فرأى فيهم رجلا له بصيص فقال:من هذا يارب فقال: ابنك داود قال: فكم عمره ؟ قال :أربعون سنة قال: وكم عمري ؟ قال: ألف سنة قال: فقد وهبت له من عمرى ستين سنة فكتب عليه كتاب وشهدت عليه الملائكة فلما حضرته الوفاة قال قد بقي من عمري ستون سنة قالوا وهبتها لابنك داود فأنكر ذلك فأخرجوا الكتاب قال النبى فنسي آدم فنسيت ذريته وجحد آدم فجحدت ذريته " صححه الألباني وروى أنه كمل لآدم عمره ولداود عمره فهذا داود كان عمره المكتوب أربعين سنة ثم جعله ستين وهذا معنى ما روى عن عمر أنه قال : " اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني سعيدا فانك تمحو ما تشاء وتثبت " فلهذا قال العلماء إن المحو والإثبات فى صحف الملائكة وأما علم الله سبحانه فلا يختلف ولا يبدو له مالم يكن عالما به فلا محو فيه ولا إثبات " ا.هـ كتب ورسائل وفتاوى ابن تيميةفي التفسيرج14/ص490-492]
وقال رحمه الله بمجموع الفتاوى [ج8/ص517] : والأجل أجلان أجل مطلق يعلمه الله
وأجل مقيد وبهذا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلم : من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه " فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلا وقال " إن وصل رحمه زدته كذا وكذا" والملك لايعلم أيزداد أم لا لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخر "
وقال ابن حجر رحمه الله : قال ابن التين ظاهر الحديث يعارض قوله تعالى : فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }والجمع بينهما من وجهين أحدهما : أن هذه الزيادة كناية عن البركة في العمر بسبب التوفيق إلى الطاعة وعمارة وقته بما ينفعه في الآخرة وصيانته عن تضييعه في غير ذلك ومثل هذا ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم تقاصر أعمار أمته بالنسبة لأعمار من مضى من الأمم فأعطاه الله ليلة القدر وحاصله أن صلة الرحم تكون سببا للتوفيق للطاعة والصيانة عن المعصية فيبقى بعده الذكر الجميل فكأنه لم يمت ومن جملة ما يحصل له من التوفيق العلم الذي ينتفع به من بعد هو الصدقة الجارية عليه والخلف الصالح ثانيهما : أن الزيادة على حقيقتها
وذلك بالنسبة إلى علم الملك الموكل بالعمر وأما الأول الذي دلت عليه الآية فبالنسبة إلى علم الله تعالى كأن يقال للملك مثلا أن عمر فلان مائة مثلا أن وصل رحمه وستون إن قطعها وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر والذي في علم الملك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص واليه الإشارة بقوله تعالى : يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } [الرعد/39] فالمحو والإثبات بالنسبة لما في علم الملك وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله تعالى فلا محو فيه البتة ويقال له القضاء المبرم ويقال للأول القضاء المعلق والوجه الأول أليق بلفظ حديث الباب فإن الأثر ما يتبع الشيء فإذا أخر حسن أن يحمل على الذكر الحسن بعد فقد المذكور وقال الطيبي الوجه الأول أظهر واليه يشير كلام صاحب الفائق قال ويجوز أن يكون المعنى أن الله يبقي أثر واصل الرحم في الدنيا طويلا فلا يضمحل سريعا كما يضمحل أثر قاطع الرحم ولما أنشد أبو تمام قوله في بعض المراثي : توفيت الآمال بعد محمد وأصبح في شغل عن السفر السفر قال له أبو دلف: لم يمت من قيل فيه هذا الشعر ومن هذه المادة قول الخليل عليه السلام : وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ } [الشعراء/84]وقد ورد في تفسيره وجه ثالث فأخرج الطبراني في الصغير بسند ضعيف عن أبي الدرداء قال ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : من وصل رحمه أنسيء له في أجله فقال إنه ليس زيادة في عمره قال الله تعالى :{ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ } الآية ولكن الرجل تكون له الذرية الصالحة يدعون له من بعده وله في الكبير من حديث أبي مشجعة الجهني رفعه إن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها وإنما زيادة العمر ذرية صالحة الحديث وجزم بن فورك بأن المراد بزيادة العمر نفي الآفات عن صاحب البر في فهمه وعقله وقال غيره في أعم من ذلك وفي وجود البركة في رزقه وعلمه ونحو ذلك
(22) [فتح الباري : ج10/ص416] المصدر الجامع الكبير لكتب التراث العربي )
7 ـ الشيخ عبد العزيز بن باز :
كيف نوفق بين قوله تعالى: ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)) [الرعد:39] وبين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: رُفعت الأقلام وجفت الصحف؟ وضحوا لنا جزاكم الله خيراً.
لا منافاة بين الأحاديث وبين الآية الكريمة، فإن الآية فسرها أهل العلم بأن المراد منها الشرائع يمحو الله ما يشاء مما شرع ويثبت منها ما شاء سبحانه وتعالى، فينسخ شيئاً ويثبت شيئاً مما شرع سبحانه وتعالى، والبعض فسرها بالحسنات والسيئات، يمحو الله ما يشاء من السيئات بالتوبة وبالحسنات، ويمحو بعض الحسنات بتعاطي ما حرم الله عز وجل مما يزيلها. فالحاصل أنها ليست المراد بها ما سبق به القدر، ما سبق به القدر لا يمحى، ما استقر في علم الله أنه يقع لا يُمحى، بل الأقدار ماضية (رفعت الأقلام وجفت الصحف) فما قدره الله وسبق في علمه أنه يكونُ يكون، وما سبق في علمه أنه لا يكون لا يكون، فهو غير داخل في الآية الكريمة، وإنما الآية فيما يتعلق بالشرائع والأحكام أو بالحسنات والسيئات لا فيما يتعلق بالأقدار، هذا هو أصح ما قيل في الآية الكريمة. (23)ـ فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز ((http://www.binbaz.org.sa/mat/18407
8 ـ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسير ذلك:
المرجع تفسير سورة ق :" المكتوب الذي بأيدي الملائكة عرضة للمحو والإثبات لقول الله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب }. يعني أصل أم الكتاب هو لوح محفوظ مكتوب فيه ما يستقر عليه العبد، فما يستقر عليه العبد مكتوب، لكن ما كان قابلاً للمحو والإثبات في أيدي الملائكة، قال الله - عز وجل -: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات }. حسنة تذهب السيئة وتمحوها بعد أن كتبت، وهذا باعتبار ما في أيدي الملائكة، أما أم الكتاب الأصل مكتوب فيها ما يستقر عليه العبد "
(24) المرجع ... تفسير سورة ق )
وقال فضيلة الشيخ أيضاُ :
" ليس معنى ذلك أن الإنسان يكون له عمران: عمر إذا وصل رحمه، وعمر إذا لم يصل، بل العمر واحد، والمقدر واحد، والإنسان الذي قدر الله له أن يصل رحمه سوف يصل رحمه، والذي قدر الله أن يقطع رحمه سوف يقطع رحمه ولابد، ولكن الرسول، عليه الصلاة والسلام، أراد أن يحث الأمة على فعل ما فيه الخير، كما نقول: من أحب أن يأتيه ولد فليتزوج، فالزواج مكتوب،
والولد مكتوب، فإذا كان الله قد أراد أن يحصل لك ولد أراد أن تتزوج، ومع هذا فإن الزواج والولد كلاهما مكتوب،كذلك هذا الرزق مكتوب من الأصل، ومكتوب أنك ستصل رحمك، لكنك أنت لا تعلم عن هذا فحثك النبي، صلى الله عليه وسلم، وبين لك أنك إذا وصلت الرحم فإن الله يبسط لك في الرزق، وينسأ لك في الأثر، وإلا فكل شيء مكتوب، لكن لما كانت صلة الرحم أمرًا ينبغي للإنسان أن يقوم به حث النبي، عليه الصلاة والسلام على ذلك بأن الإنسان إذا أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه،وإلا فإن الواصل قد كتبت صلته وكتب أن يكون عمره إلى حيث أراد الله عز وجل.
ثم اعلم أن امتداد الأجل، وبسط الرزق أمر نسبي، ولهذا نجد بعض الناس يصل رحمه، ويبسط له في رزقه بعض الشيء، ولكن عمره يكون قصيرًا وهذا مشاهد، فنقول هذا الذي كان عمره قصيرًا مع كونه واصلاً للرحم لو لم يصل رحمه لكان عمره أقصر، ولكن الله قد كتب في الأزل أن هذا الرجل سيصل وسيكون منتهى عمره في الوقت الفلاني .
(25) فتوى الشيخ "http://www.alfeqh.com/montda/topic/13070-
9ـ فتاوى ورسائل للشيخ عبد الرزاق عفيفي ص 347 س :
ـ وأيضاً قال قال تعالى : (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب). وأم الكتاب هو اللوح المحفوظ ؛ لأن جميع ما يكتب مرجعه إلى اللوح المحفوظ لا يغير ولا يبدل وهو الذي تستقر عليه الأمور ، وأما ما دون ذلك مما يكتب فهذا قابل للمحو والإثبات ، وقد مر علينا أن مع كل إنسان ملكين يكتبان ما يفعله:( كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) . هذا الذي يكتب إذا كتب فهو إثبات ، فإذا تاب الإنسان من ذلك محي ، فهذا محو وإثبات فيكون المحو والإثبات واقعين في الصحف التي بأيدي الملائكة ، أما ما في اللوح المحفوظ فإنه محفوظ وهو المرجع والأم. وأما الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن ينسأ له في أثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه ) ، فليس معنى هذا أن يكون الإنسان له عمران عمر إذا وصل رحمه ، وعمر إذا لم يصل ، بل العمر واحد ، والمقدار واحد ، والإنسان الذي قدر الله تعالى أن يصل رحمه سوف يصل رحمه ، والذي قدر الله تعالى أن يقطع رحمه سوف يقطع رحمه ، ولا بد ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يحث الأمة على فعل ما فيه الخير ، كما نقول من أحب أن يأتيه ولد فليتزوج ، فالزواج مكتوب ، والولد مكتوب ، فإذا كان الله قد أراد أن يحصل لك ولد ، أراد أن تتزوج ، مع هذا فإن هذا الزواج والولد كلاهما مكتوب ، كذلك هذا الرزق هو مكتوب من الأصل ، ومكتوب أن تصل رحمك ، لكنك أنت لا تعلم عن هذا ، فحثك النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين لك أنك إذا وصلت الرحم فإن الله يبسط لك في الرزق ، وينسأ لك في الأثر ، وإلا فلك شيء مكتوب بلا شك ، حتى الزواج ، وحتى شراء البيت ، وغير ذلك لكن لما كانت صلة الرحم أمرا ينبغي للإنسان أن يقوم به حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على ذلك بهذا. ثم أعلم ـ بارك الله فيك ـ أن تأخير الأجل وبسط الرزق أمر نسبي ليس أمرا مطلقا ، ولهذا نجد بعض الناس يصل رحمه وبسط له في رزقه بعض الشىء ، ولكن عمره يكون قصيرا وهذا مشاهد فنقول هذا الذى كان عمره قصيرا مع كونه واصلا لرحمه لو لم يصل رحمه لكان عمره أقصر ، ولكن الله تعالى قد كتب في الأزل أن هذا الرجل سيصل رحمه وسيكون منهى عمره في وقت كذا .
(26 ) المصدر :: فتاوى ورسائل للشيخ عبد الرزاق عفيفي ص 347 س 3http://www.bab.com/hotlines/question.cfm?id=598
يتببببع
|
|
|