من أسراري في المنتدى النفساني (ج1)
أيها الأخوان والأخوات :
سلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته
أما بعد :
وأنا أدخل العام الثالث في هذا المنتدى الذي أحتوى كثيرا من حروفي وحروف غيري من الأخوة والأخوات ، وجدت في نفسي أن أبوح بعضا من أسراري التي كانت معي في هذا المنتدى وهي ليست بمستوى أسرار الدول أو أسرار كبيرة بقدر ماهي كشفا لبعض الحقائق التي تزيد البعض بمعرفة كاتب هذه الحروف ..
دخلت المنتدى بدعوة من أخ كريم تمنى أن أطلّع على هذا المنتدى وأسجل فيه لعلي أستفيد من أطروحات المستشارين ومن بعض المواضيع المطروحة ..
وأقولها صدقا كانت فرحتي لاتوصف عندما أبحر في حروف الأساتذة الكبار من المستشارين والأطباء الذين يبعثون بالحلول الجيدة للسائلين من الأخوان وللسائلات من الأخوات ..
أستمريت أسابيع وأنا أقرأ فقط ولاأكتب ..
حتى دعاني هذا الأخ للمساهمة في حلقة نقاش الذي بدأها الدكتور عبدالله السبيعي في المنتدى في بداياته ..
وبعد إلحاح هذا الأخ الذي أحسن الظن بي وما أظنه أحسن لأنني أعرف نفسي ..!!
وبعد شهر ونصف من القراءة كتبت موضوعا عن التحرش الجنسي بالنسبة للأطفال وكنت مرتابا جدا من كتابتي لهذا الموضوع لعلمي أنني أصغر من أن يكتب في منتدى أعد أنا فيه من الصغار ، وصراحة وجدت ترحيبا منقطع النظير من الأخوة والأخوات وعلى رأسهم الدكتور عبدالله الذي شجعني على المضي قدما في الكتابة ..
حتى بدأت أقرأ كثيرا من الكتب التي تتحدث عن نفسيات البشر وكيفية التعامل معها وأعترف أيضا أنني أستفدت كثيرا أن أكسب من معي ومن حولي ، حتى أنني أصبحت فخورا الآن أنني لايوجد عندي من العداوات في هذا المنتدى وفي غيره ولله الحمد بفضل معرفتي بشخصيات من يكتب وبدأت أعرف طبيعة تفكير الكاتب أو من قد يرد على حروفي وأتعامل معه وفق مايريد هو لاماأريد أنا .. وأتهمني الكثير أنني لاأرد على مواضيعهم بل زاد الكثير أنني مغرور بعدم الرد ..
قيل لحكيم : من الذي يسلم من معاداة الناس ؟
قال: الذي لم يظهر منه لا خير ولا شر؟
قيل له: وكيف ذلك ؟
قال: لأنـه إذا ظهر منه خير عاداه الأشرار وإذا ظهر منه شر عاداه الأخيار...
فقلت دائما في نفسي لماذا دائما نتعامل مع الناس على حسب مايمليه علينا ضمائرنا ...؟
لكن للاسف دائما نشعر بالخذلان ونشعر اننا فاشلين.... لاننا نرى بمنظار الخير ... ونسعى جاهدين الى محبة الناس
وذكرهم بالخير لنا في غيابنا .... لكن للاسف دائما الشر في قلوب الناس اقوى من الخير ..
قل أنه الحسد أنه البغض أنه الكره .. سمّه ماتشاء ..
كانت أغلب مواضيعي صامتة لاتتكلم إلا عن نفسها وكانت ردودي هكذا لأنني أعرف نفسي من غيري فالصمت ليس له قواعد تحكمه اما الكلام فله قواعد دقيقه تحكمه فعندما يتحدث الشخص فيسمعه مالايعرفه يزنه
بمعايير قاسيه ويصدر عليه احكاما بموجب ما قال وهكذا كانت أغلب حروفي ..
لم يتعود الناس أن يقرأوا عن الجنس بالصورة التي أردت أن أخلق مدرسة خاصة بي وأعتبر نفسي لم أصل لمرادي بعد ولكن وجدت تشجيعا من أعلى المستويات وتأتيني رسائل كثيرة تشيد بتلك الحروف وبالمقابل أجد ردودا كثيرة على هذه المواضيع بالنبذ والتسفيه والتشهير أنني قليل الأدب ولم أجد التربية الكاملة حتى أكتب مثل هذه المواضيع الحساسة جدا ووو
فلزمت الصمت ودعوت غيري يقوم بالرد لأنني أؤمن أن الصمت يثمر عن :
1 _ السلامة من زلة اللسان
2_ الهيبة والوقار .
3_ يجعلك تؤمن أنك صائبا فيما تقول ..
وقمت بكتابة أكثر من 35 موضوعا عن الجنس وكيفية التعامل معه على أنه علما يجب على البعض أن يتفاعل معه عند حدوثه وفق ظوابط شرعية ومؤدبة والفضل يرجع لأكتسابي لذلك ألى بعضا ممن ندين لهم بالفضل من الأساتذة المربيين والوعاظ العاملين بالحقل التربوي والشرعي ..
فكان لنا سبق الأنفتاح في هذا المنتدى على كتابة المواضيع التي تشرح معاني الحب والعاطفة وكيفية تفعيلها مع الزوج أو مع الزوجة من خلال معرفتنا بالبيئة الخليجية ..
كثيرا ما يفسر بعض الناس الانفتاح على انه من الترهل الاخلاقي واستقبال كل ماهو جديد مهما كان وهذا يشكل إساءة بالغة للفكرة التي كنت مؤمنا بتطبيقها في المنتدى النفسانس وهي فكرة الأنفتاح الأخلاقي المنضبط للحديث عن الأمور العاطفية بشكل مؤدب ورزين ..
ان الانفتاح لا ينبغي ان يراد منه اكثر من الاستعداد و الرغبة في الاطلاع على الجديد ، ومحاولة الاستفادة منه في تحقيق اهدافنا
انه اشبه بالأستعداد المحاور للسماع لمن يحاوره وبعد ان يسمع بوضوح يحدد وجهة نظره تجاه ما سمع ..
لامست ذلك كثيرا من خلال الردود التي أقرأها لمواضيعنا كانت أغلبها تشيد بالطرح بهذا الأسلوب وخاصة من الأخوات الفاضلات ..
ان من المهم هنا ان اوضح - من وجهة نظري - من الخطأ للقاريء الكريم أو للقارئة الكريمة منح التقدير و الاهتمام لبعض الحروف والكلمات التي تستمع بقراءتها لا لشئ فقط لأنها جديدة على القراء أو القارئات وان ياتينا هاجس الخوف من بعض االكلمات العجيبة أو الجديدة على أسماعنا لانها جديدة أنا اقصد هنا الانفتاح المتزن !
واقصد هنا رؤية الجديد ليس في اطار حداثته ولكن في اطار نفسه و انسجامه مع ذاتيتنا الاسلامية ولتحقيق اهدافنا الأخلاقية في الكتابة وفي الطرح بل وفي حتى قراءته ..
أكتفي بهذا الجزء الأول من هذه الأحرف ولعل جزءها الثاني يكون مكملا للأول بإذن الله
أبو مروان
|