كان هناك رجل يقال له ( أبو غرزة ) يعيش في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وكان متهما – أي الرجل - بأنه يكثر من تطليق نسائه ، بسبب وبدون سبب ،
وفي يوم من الأيام أخذ ( أبو غرزة ) بيد صديق له يدعى ( ابن الأرقم )
وجعله يستمع إلى الحوار الذي دار بينه وبين زوجته .
دخل ( أبو غرزة ) على امرأته ، فقال لها :
أنشدك بالله هل تبغضيني ؟
قالت : لا تنشدني
قال ( أبو غرزة ) : فإني أنشدك الله ، هل تبغضيني ؟
قالت : نعم
فقال ( أبو غرزة ) لابن الأرقم : هل تسمع ؟
ثم انطلقا إلى عمر ، فقال ( أبو غرزة ) له : إنكم لتحدثون أني أظلم النساء وأخلعهن
فاسأل ابن الأرقم ، فسأله عمر ، فأخبره بالذي سمعه من زوجة ( أبي غرزة )
فأرسل عمر إلى امرأة ( أبي غرزة ) ، فجاءت هي وعمتها فقال :
أنت التي تحدثين لزوجك أنك تبغضينه
فقالت : إني أول من تاب وراجع أمر الله تعالى ، إنه ناشدني فتحرجت أن أكذب ...
أفأكذب يا أمير المؤمنين ؟
قال : نعم فاكذبي ، فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك ،
فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب ،
ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب
رحمك الله يا أبا حفص ورضي عنك وأرضاك ..
قلنا الحب لوحده لا يكفي ..