الجانب الطيب فى نفوس الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
أفـراح الـروح
عنـدمـا نـلمس الجـانب الطيب في نفـوس النـاس ، نجـد أن هنـاك خـيرًا كثـيرًا ... قـد لا تــراه العـيـون أول وهـلـة !!!
شيء من العطـف على أخطـائــهم ، و حمـاقـاتــهم ، شـيء من الود الحقيقي لهـم ، شـيء من العنــايـــة – غير المتصنعة – باهتمـامــاتــهم و همومـهـم ... ثم ينـكـشـف لك النبــع الخـير في نفـوســهم ، حـين يمنحـونـك حُبهـم و مودتهـم و ثقـتـهـم ... في مقـابــل القـليـــل الــــذي أعطيتـهـم إيـاه من نفـسـك ..
مـتى أعطيتـهـم إيـــاه في صــدق و صفــاء و إخــلاص .
عندمـا تنـمـو في نفـوسـنا بـذور الحُب و العطـف و الـخـير ... نـعـفي أنـفـسـنـــا من أعبــاء و مشقـات كثـيرة .
إننا لن نكون في حاجة إلى أن نتملق الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين .. إذ نزجي إليهم الثناء ، إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير و سنجد لهم مزايــا طيبة نثني عليها حين نثني و نحن صادقون .
و لن يعـدم إنسـان ناحية خيّرة أو مزيــة حسـنـة تؤهله لكلمة طيبة ..
و لكننا لا نطلع عليها و لا نراها .. إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحُب !!!
حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحًا ، أو أطيب منهم قلبـــًا ، أو أرحب منهم نفســًا ، أو أذكى منهم عقلاً ... لا نكون قد صنعنا شيئــًا كبيرًا ... لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل .
إن العظمة الحقيقيـة : أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة و العطف ... على ضعفهم و نقصهم و خطئهم .. و روح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم و تثقيفهم و رفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع .
- بتصرف من كتاب أفراح الروح للأستاذ سيد قطب -
اختكم اشواق الكويت
|