الدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام
كلنا سمعنا عن الفيلم الامريكي الأخير الذي حمل إساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولدين الاسلام عموما. والفيلم هو من انتاج وإخراج أمريكي من أصل عربي يهودي إسمه "سام باسيل" تم انتاجه لعرضه في ذكرى احداث 11 سبتمبر، اي قبل 7 ايام من تاريخ هذا المقال وتسبب عرضه في اثارة احتجاجات غاضبة في جميع انحاء العالم حيث ان مخرج الفيلم استعمل اسلوب السب البذيء والتشويه والكذب على الرسول محمد ودين الاسلام متجاوزا خطوط حمراء فيما يخص احترام الأديان وواصفا للرسول بأوصاف يأبى ان يوصف بها شخص من متوسطي الأخلاق فكيف بنبي مصطفى معصوم بعثه ربه ليحمل رسالة اخلاقية سامية ويكون هو القدوة فيها.
وقد قام منتج الفيلم باستخدام اسلوب بذيء جدا وطريقة شوارعية في السب والشتم بصورة لاتدع مجالا للشك بشدة الحقد والسوء الأخلاقي لمن تبنى هذا الفيلم. وقد تمت دبلجة الفيلم الى اللهجة العامية المصرية حيث ان اليهودي الامريكي ذو الاصول العربية وجد في الثورة المصرية بعض التصرفات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين واراد استغلالها وتأجيجها لتشويه صورة الاسلام حول العالم واذكاء للعداء الذي نشأ منذ احداث 11 سبتمبر تجاه الاسلام ووصفه بأنه دين ارهاب.
وسبحان الله رب ضارة نافعة، فكما ان احداث 11 سبتمبر قام بها متطرفين اسلاميين دعمهم اليهود وقصدهم تشويه صورة الاسلام، الا ان الذي حصل هو توجه كثيرين حول العالم للتعرف على الاسلام وأسلم الكثيرين وزاد التمسك بالاسلام، وكذلك الحال هو الآن، فهذه فرصة لنا لنقول للعالم تعالوا واقرأوا وابحثوا لكي تعرفوا من هو محمد وماهو دينه بصورته الحقيقية وليست المشوهة التي يشوهونها اعداء الاسلام. فلدينا فرصة بدل ان نسب ونشتم هي ان نرد بشكل حضاري وبإعلام مضاد ولن يصح الا الصحيح، فالباطل زهوق ولا يستطيع ان ينافس الحق.
ومسألة ايذاء الرسول والتعدي عليه بالإساءة وكذلك الإساءة للإسلام هي مسألة قديمة بدأت منذ ايام الرسول ومن اقرب الناس له قبل ان يتبناها اعداء المسلمين حول العالم. فقد اتهموه بأنه كاذب وساحر واتهموا زوجته الطاهرة بالزنا واصحابه باللواط ، واتهموه بافتراء القرآن. وقد كان لليهودي المنافق عبدالله ابن سبأ وتبني المجوس له فرصة جيدة في احداث شرخ في جسد الامة الاسلامية ومنذ أوائل عهدها. وكانت ثمرة هذا التعاون اليهودي المجوسي هي دين الرافضة المجوسي والذي تطلب ان تعاد كتابة كتب التاريخ الاسلامي بما يوافق تحريفاتهم وضلالاتهم. فصنفوا الكتب والمؤلفات في كتب دينية وتاريخية مليئة بالاكاذيب والتحريفات والتشويهات والتي سميت فيما بعد الشبهات والتي تبناها الروم يهودا ونصارى و الفرس المجوس للتشكيك في دين الاسلام ونبيه. فكان العداء بدأ من ابناء جلدتنا وهاهو يعيد نفسه مع هذا اليهودي الأمريكي، العربي الأصل.
وكما ذكرنا فالإساءات والشبهات والسب والشتم والتشويه هي امور قديمة وليست جديدة الا انها في الماضي كانت تكتب على ورق غير متوفر بسهوله للطباعة والتداول وليس متاحا الا لأهل العلم ولمن يعرف يقرأ، ولم يكن الاعداء والمتجرئين على الاستهزاء والمجاهرة كثيرين، وانما كانوا أقليات منبوذة. على عكس هذا الزمن الذي اصبح الفيلم كمادة صوت وصورة ابلغ من ألف كتاب ويسهل تناقله حول العالم عبر النت واطلاع الكل عليه. هذا هو الجديد والذي ارادوا استغلاله لتشويه صورة الاسلام ببث القصص الكاذبة التي تنفر الناس من الاسلام بل وتجعل المسلمين ضعيفي الاسلام وقليلي المعرفة والاطلاع وحديثي العهد ، تجعلهم يرتدون وينضمون لمعسكر المحاربين ضد الاسلام وليس بالضرورة يهود او نصارى وانما علمانيين ، روافض، منافقين، فاسقين، اي شيء من الذين لايريدون الاسلام الدين الأخلاقي السامي المحافظ.
وقد تضمن الفيلم اكثر من 15 من إساءة وشبهة والتي لاتحمل الا سب وشتم دون اي تبرير. وقد اجتهد في الماضي الكثير من المشائخ وردوا على الشبهات والتي تضمنت قصص حقيقية في اصلها لكن تم تحريفها وتشويه تفسيرها فكان لابد من اطلاع الناس على القصص الحقيقية والتفسير الصحيح. الا ان هناك اساءات لايوجد ورائها أي قصة وانما هي سب وبذاءة لاهدف منها سوى الحقد والإهانة، وليس من الحكمة ان يتم الرد عليها بالبرهنة ببطلانها كأن يأتي لك شخص ويشير بإصبعه الى الشمس ويقول لك: هذا قمر وإلا فاثبت لي ان هذه شمس!؟ فسبحان الله، من السهل ان اقول له القرص اكبر والشعاع قوي والنهار والحرارة لكن سأشعر بأني اتكلم مع جاهل خاصة ان كان لايسمع جوابي ويؤمن وانما يجادل بالباطل كأن يقول مثلا: لا، قرصها اصغر من قرص اللي يطلع في الليل وإلا فاثبت لي انه اكبر ، بالنظر انا شايفه أصغر وانت شايفه أكبر وانت الغلطان!!! سبحان الله، كيف ترد على هذا؟!! ومع ذلك هناك ردود قام بها بعض المجتهدين ربما من باب اخراس الألسن الجاهلة والكذابة والبذيئة كي لاتتطاول على سيد الخلق.
وقد تكفل الله بالدفاع عن رسوله فقال ((انا كفيناك المستهزئين)) وتكفل بحفظ القرآن وبلوغ الدين الاسلامي مبلغه . الا ان هذا يتطلب منا ان نبلغ وننقل الصورة الحقيقية لإيقاف المضللين الذين يضللون الناس وأن نقوم بدورنا والا فلن تصل الرسالة. ومن العجيب ان نسمع من يقول ان الفيلم هو عبارة عن حقائق عن الاسلام موجودة في القرآن وفي السنة والاحاديث الصحيحة وليس افتراء او كذب. هذا ماسمعته من مصري قبطي في قناة القبطية (C sat) تمت استضافته وراح يدافع عن الفيلم وانه حقيقة وان الاسلام يفرخ الإرهاب ويحمل العداء والأخلاق السيئة متمثله في نبيه الكذاب – بأبي انت وأمي يارسول الله ــ وتعاليمه الغير أخلاقية.
طبعا الفيلم قصير لايتجاوز ربع ساعة من الوقت. بدأ بمقدمة من انتاج مصري قبطي يمهد له في نسخته العربية. فالمشاهد الاولى هي لأحداث تمثيلية عن الثورة المصرية وتصرفات اسلاميين ضد مسيحيين من حرق وقتل وعدوان وارهاب، وواضح فيها فرحة الاقباط المسيحيين بهذا الفيلم الذي يكشف عن محاربة وإيذاء المسلمين لهم. وقد ابدعوا في تصوير الاسلاميين في مصر بالاجرام والمسيحيين بالضحايا البريئة. وانتهت المساهمة القبطية في المقدمة بأب يشرح لبنته كيف ان الاسلام بسبب محمد هو ارهاب ثم كأنه يقص عليهم قصة محمد والاسلام، فيبدأ الفيلم الامريكي المدبلج. ولا أدري اين العقلاء من المسيحيين في مصر من قبول مثل هذا العمل وعدم التصدي له؟ هل دين عيسى عليه السلام يحث على الاستهزاء بالأديان والرسل؟ لماذا تسيروا وراء يهودي حاقد يهدف لإشعال فتيل وفتنة وليس في دينه مايردعه وتاريخهم مليء بسب الانبياء وازدراء الاديان دون اي احترام او انصاف او بحث عن الحقيقة؟ أنا هنا أدعو كل من شاهد الفيلم أن يقرأ سواء لكتابتي هذه او لكتابات آخرين عن شبهات واساءات هذا الفيلم والتي هي بسبب قصص مكذوبة او تفسيرات خاطئة ولا علاقة لها بحقيقة محمد او الاسلام.
اقرأوا واطلعوا واحكموا بأنفسكم. لاتدخلوا في الاسلام ولكن لاتفتروا عليه. دائما اشاهد قنوات مسيحية ويعجبني فيهم انهم يطلبون الحقيقة ويتحدثون عنها ويهتمون بها اكثر من اهتمام قنواتنا الاسلامية خاصة قنوات الروافض المحسوبة على المسلمين والتي تشوه الحقائق والادهى انها تدعي انها تبين الحقيقة. طيب لنبحث جميعنا عن الحقيقة ونقرأ،، لاتقرأوا لي وانما اقرأوا في أي مكان تريدون ، واحذروا من كتب الرافضة المجوس واعلموا انهم سيحذرونكم من كتبنا، والفيصل بيننا هو التاريخ والتحقيق. فهم عند هذه النقطة يتهموننا بأننا نحن اول من زور التاريخ وذلك لأن كتبنا الصحيحة الموثقة تاريخيا هي قبل كتبهم ولا يستطيعوا ان يحاجوننا عندما نصل لهذه الكتب الا بادعاء أننا سبقناهم الى التزوير، وظهرت موضة جديدة لديهم وهي الاستشهاد بكتبنا فيستشهدون بحديث من البخاري او مسند الامام احمد وبالطبع لايمكنهم اللعب في الحديث وانما معناه، وعند هذه النقطة هم الخاسرين لأن التفسير لايحتاج إلا لمعلومات بسيطة وادوات مشتركة وينكشف المعنى الحقيقي، فالحمد لله على تورطهم في ذلك.
طبعا باختصار، الفيلم قذر جدا مثل مخرجه ومنتجه وكل من ساهم فيه،، وليس فيه سوى الحقد والبذاءة والتي حقيقة لاينبغي الرد عليها الا من باب توعية قليلي المعرفة واستغلال فرصة دعوة غير المسلمين لمعرفة الاسلام الحقيقي ومحمد نبي الرحمة علي الخلق. والا فإن هذا المخرج الشتام الحاقد وكل من يسخرويستهزيء مثله وكل من شارك في عملهم الفاحش المشين هذا وكل من دافع عنه وسعى الى نشره وتمجيده لا يجدي معهم سوى بصقات على وجوههم فهي ابلغ من اي كلام ممكن ان يقال لهم.