عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2012, 10:19 AM   #5
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


المبادئ العشرة للعلاج المعرفي(3) :

المبدأ الثالث: رسوخ العلاقة العلاجية:-

العلاقة العلاجية الراسخة شرط ضروري لفعالية أي علاج نفسي، وتنبني العلاقة الفعالة من خلال:

1. الصراحة، والحرية في التعبير من قبل المريض "الشعور بحرية الكلام عن الأشياء التي يخجل الفرد من الكلام عنها للآخرين".
2. ومن خلال التقبل غير المشروط من قبل المعالج للمريض،
3. ومن خلال معالجة مشكلة الاستقلالية، والاعتمادية.

ويجب على المعالج أن يفهم، ويفرق بين نوعين من المرضى، فالمريض الجاد، "المحافظ" يتطلب مدخلاً علاجياً وأسلوبا مختلفاً عن المريض "المنفتح".

ومنهجية العلاج الفعالة تتأتى من خلال بناء علاقة علاجية حميمة على أساس الألفة، والثقة، والتقبل، والإجراءات العلاجية الملائمة وذلك بهدف مساعدة المريض على أن يتكلم بصراحة عن مخاوفه، وأحزانه. وكثيراً ما يتجنب المرضى القلقون، والمكتئبون الكلام عن أفكراهم، ومشاعرهم. فقد شرح أحد المرضى قائلاً، "لو تكلمت عما أشعر به فأني قد جننت، إن هذا مخيف جداً أنا لا أريد أن أجازف...". وجزء رئيسي من العلاج يتمثل في تشجيع المريض على مواجهة المواقف المخيفة حتى يراها بشكل طبيعي، والكلام عنها يعتبر إحدى الطرائق لتحقيق هذا الهدف.
إن المرضى الذين تعلموا مواجهة أفكارهم، وانفعالاتهم المضطربة، في العملية العلاجية كثيراً ما يرجعون جزءاً كبيراً من نجاحهم إلى العلاقة العلاجية الفعالة.
وكجزء من تقييم نجاح الممارسة العلاجية، سٌئل المرضى بعد العلاج ما الذي وجدوه مساعداً في العملية العلاجية؟ فكانت الاستجابات العامة هي" اهتمام، وحماس المعالج الخاص نحوي، الشعور بحرية الكلام عن الأشياء التي كنت أخجل من الكلام عنها للآخرين (...) ".
ويجب على المعالج أن يبنى علاقة ألفه من خلال عدد من الوسائل مثل، الجدية، والإخلاص، والصدق، والفهم الدقيق الصادق لما يقوله المريض، ونقل هذا الفهم له، والتعبير عن الألفة المتحررة من التملك، والتعاطف. وينبغي على المعالج أيضاً أن يتخذ حلاً وسطاً في ذلك، ويجب عليه أن يعلم أن الشخص الذي يعاني من اضطرابات انفعالية كثيراً ما يسئ ترجمة، ويسئ فهم نوايا المعالج.

مثال ذلك:

في إحدى الجلسات، استخدم المعالج تقنية الدعابة أثناء الحوار وطرح السؤال التالي، وأيضا ماذا إذا؟ فكان رد فعل المريض بقوله بدوت وكأنك تسخر منى! وأنك تستخف باهتماماتي، وأموري. في هذا الإرجاع السلبي يمكن للمعالج أن يصحح هذا التصور فوراً.
وهناك قضية غاية في الأهمية تتعلق بالعلاقة العلاجية يجب أخذها في عين الاعتبار ألا وهي قضية "الاستقلالية - الاعتمادية". فالمرضى الضعفاء في كلا البعدين (الاعتمادية - الاستقلالية)، يكونون علاقة عمل جيدة، ونادراً ما يكون هنالك مشكلة في العلاقة العلاجية فيمكن للشخص أن يتحمل كل من الألفة، والعمل بمفرده، ومستقلاً.
ويجب أن يكون المعالج أكثر ألفه، وضبطاً لمشاعره تجاه المريض الاعتمادي الذي يكون أكثر تكيفا مع العلاقة، وكثيراً ما يريد هؤلاء المرضى أن يكونوا هم المرضى المفضلون. وهنا يمكن للمعالج أن يعمل جيداً والتفكير بصوت عالٍ ويشارك المريض بعض أفكاره فور حدوثها.

والمريض الذي يتمتع بقدر كبير الاستقلالية يتفاعل بطرائق مختلفة عن المريض الاعتمادي. فاستخدام ضمير المتكلم الجمعي "نحن" من قيل المعالج تعد بمثابة عكس ما هو مطلوب، وهي نتاج للطرح من قبل المريض، والطرح المضاد "Counterproductive" من قبل المعالج وهذه التقنية في الطرح تغضب المريض المستقل لأنه يشعر بالاحتواء، والتعاطف، وهو لا يرغب في ذلك ومن أمثلة هذا الطرح " كيف نشعر اليوم "؟ أو " كيف نحل هذه المشكلة؟" فقد يشعر المريض أن محاولات المعالج للفهم، والتعاطف هي عملية تدخل، وهيمنة عليه. وهنا يجب أن يحث المعالج وبصورة مستمرة المريض الذي يتمتع باستقلالية زائدة لأخذ المبادرة في وضع حلول لمشاكله، ومساعدته على اختبار صحة وإمكانية تطبيق هذه الحلول.
وبالعكس مع المريض الاعتمادي فإن التأكيد يكون على ضمير المخاطب "أنت" مثال ذلك اعتقد أن لديك القدرة على وضع خطة لحل هذه المشكلة، فهل فكرت في كيفية خروجك منها؟.

وغالباً تأتى معظم مشاكل العلاقة العلاجية من المرضى الذين يتسمون بالقدر ذاته من قوة الاستقلالية - الاعتمادية. هنا تكون رغبة المريض في الألفة جمة، لكن لديه مشكلة في تحملها، لأنه يخاف أن يُرفَض، أو يسيطر عليه أو يهان من المعالج، وهو كثيراً ما يعطي المعالج رسائل مختلطة مموهة، ومشفره. فقد أخبرت إحدى المريضات معالجها أنها تريده أن يكشف لها الكثير عن نفسه، وعندما قام بذلك، قالت أنه يتكلم كثيراً عن نفسه. هنا يجب أن يكون المعالج أكثر صبراً، ومرونة، ويمكنه أن يتفاعل بالطريقة الخاصة "الاستقلالية- الاعتمادية".

المبدأ الرابع: العلاج المعرفي جهد مشترك بين المعالج والمريض:-

يتمثل مبدأ المشاركة العلاجية في تحديد الأهداف، والواجبات المنزلية، وتحديد الأفكار السلبية، والمشاعر المضطربة، وتحديد أولوية للمشكلات، (...) ويمكن تقوية الطبيعة التعاونية للتفاعل العلاجي من خلال عدد من الاستراتيجيات من قبيل: تطوير علاقة علاجية على أساس تبادلي، بمعنى تبادل المواقع في التفسير، حيث ينبغي ألا يأخذ أي من المعالج أو المريض دوراً مركزياً، سلطوياً، في العلاقة العلاجية. وينبغي تجنب بناء جدول صريح، ومشروح بوضوح للمريض.


 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 08-10-2012 الساعة 08:39 PM

رد مع اقتباس