عرض مشاركة واحدة
قديم 23-10-2003, 02:31 AM   #1
ترانيـم النفس
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية ترانيـم النفس
ترانيـم النفس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4021
 تاريخ التسجيل :  05 2003
 أخر زيارة : 11-03-2004 (01:04 AM)
 المشاركات : 584 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الحساسية المفرطة !!!



كثير من الناس لايتركون كلمة تمر على مسامعهم من اصدقائهم او اقربائهم اوغيرهم الا ويأخذ الواحد منهم على تحليلها وتفسيرها وعلى ماتدل هذه الكلمة وماقصد قائلها ولماذ قالها وكيف قالها ومتى قالها ؟؟ ثم يربط هذه الكلمة بسابقات لها ولاحقات لها حتى يضيق صدره وتكبر هذه الكلمة في نفسه ، فيلتفت يمينا فلا يجد مسلكا ، ويلتفت شمالا فلا يجد ايضا مسلكا وينظر امامه فتظلم الدنيا في عينيه ، ولايدري ماذا يفعل ؟؟

فقد كبرت هذه الكلمة في صدره وعظت عنده ، ولم يستطع حملها ولمن يكن له بد من ان يفسرها تفسيرا مؤكدا لهذه الكلمة .. فقد يكون مخطئا في تفسيره وتأويله وبالتالي يتضرر شخصيا بتصرفاته هذه ، فلا يستقر في نومه ولافي مجلسه ، تظهر عليه الكآبة والحزن والألم .. لايستطيع ان يقابل احد ، ينقطع من كل مصالحه .. لماذا ؟؟ لأن فلانا قال هذه الكلمة وهو يقصد كذا واراد كذا وانه لو لم يكن يقصد كذا لما قال كذا ، ولم يقل ذلك الا لأن الامر كذا وكذا وهكذا
فضاقت عليه الدنيا بمارحبت وحمل مشكلة والف مشكلة على منكبيه ... وصار يحملها ويقلق في نومه ويتعب في يقظته لايتلذذ بطعام ولاشراب ..
لماذا كل هذا ؟؟

انه ذلكم الاحساس المرهف الشديد الذي يرقب كل مايخرج من كلمة من صديق او قريب ويجعل لها الف معنى سيء ، حتى المعاني الحسنة لاترد في ذهنه ...لماذا؟؟

لأن الحساسية المرهفة عنده غير موجهة وغير مستفاد منها .. فإن الحساسية المرهفة عند بعض الناس قد يوجهها الى ان يقول الحكم او ينظم الشعر وان يقول كلمات ويسعى في الحسنات ويفعل الطيبات وغير ذلك لكن احساس هذا صرفه في غير محلة صرفه في مايعود عليه بالضرر والوبال والتعب .. والناس كلهم يضحكون ويمزحون وهو في همومه وغمومه ومشكلاته ومتاعبه ، لايدري الناس عنه ولامالذي غيره وغير ملامح وجهه واذهب بسمته وراحته النفسية .
الناس لايعرفون شيئا عن ذلك وانما هو في نفسه امور تتقاتل وتتزاحم ، لايدري في ايها يبدأ كلها سيئة وكلها في نظره اخطاء وكلها موجهه ضده وهو دائما في شقاء وتعب .

ان دين الاسلام يحذرنا من هذه الحالة ومن هذه الصفة ويبين لنا ان الله جل وعلا انزل كتابه رحمة ونورا وهدى وان بذكر الله تطمئن القلوب وان من ذكر الله وشرح صدره بكلمة الله وتنور بنور الله استطاع بإذن الله ان يقاوم هذا..

ان للملك لمة وان للشيطان لمة وان لمة الملك ايعاد بالخير ووعد بالخير ودلالة عليه وتفكير فيه ، واما لمة الشيطان فهي ايعاد بالشر ووعد بكل شيء وماهو مروع ومؤذ للنفس البشرية ، فإن وجد احدكم لمة الملك فليحمد الله وليسترسل معها ويزدد منها ، واذا وجد لمة الشيطان فليستعذ بالله وليقم الى حاجته ويستبعد تلك الافكار السيئة والخواطر النحسة ..

والله اعلم

بقلم الشيخ ا.د صالح بن غانم السدلان حفظه الله
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس