عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-2012, 03:13 PM   #8
حاذقة
عـضو أسـاسـي
لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا


الصورة الرمزية حاذقة
حاذقة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28029
 تاريخ التسجيل :  06 2009
 أخر زيارة : 26-07-2024 (08:32 PM)
 المشاركات : 935 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Blueviolet


هلا أخوي .. السلام عليكم ..

في البداية حابة أنوه عن نقطة مهمه جدا ( ياليت محد يتغافل عنها) للذين يريدون المشاركة أو من شاركوا في هذا الموضوع بأنه ليس هنالك فائدة أو جدوى للعبارات التشجيعية أو المخاطبات العقلية المنطقية في حالة أخونا "منتظر الفرحة" حفظه الله، لأن مرضه ناتج عن نقص حاد في الخلايا العصبية الكميائية في المخ (كما هو واضح من مشاركته) فمهما قلنا وزدنا وذكّرنا بالقرآن وآياته لن نجد تحسنا أو جدوى وربما رد عكسي كما حدث له حاليا فيكره للقرآن والصلاة. سوف يأتي وقت التشجيع والتذكير بالقرآن ولكن ليس الآن في هذه الحاله المتقدمه من المرض. أريد أن أقول لك أخي الفاضل بأن ما تمر به ممكن علاجه والشفاء منه وبكل يقين ولكن بعد التشخيص السليم والذي يحتاج وقتا وصبرا ومن ثم تلقي الدواء اللآزم وإليك تجربتي.

قبل العلاج وإكتشاف المرض:
بدأ معي المرض في الطفوله وإزداد في سن البلوغ وكان يأخذ طابعا وسواسيا في الغالب ولكن كان عبارة عن حزن عميق بسبب مرضي الذي تطور مع تغير هرمونات الجسد وهو " هوس المحب"، ودخلت في نوبات إكتئابية عنيفة جدا(يا إلهي كم يشبه وصف حالتك). كنت أكره الحياة وأظن أني لا أساوي شيئا وأن الحياة ظالمة، وأني لا أتمتع بأي ميزة حميدة وأن الناس كلها حتى الخدم أفضل مني وما إلى لذلك من تجريح وجلد الذات هذا غير العقد التي ليس لها نهايه. وفي سن الـ21 دخلت في نوبة إكتئاب حادة تقرحت على إثرها أمعائي، هل جربت حرقان المعدة؟ مؤلم أليس كذلك ؟ فما بالك بتقرحها؟؟ ألم فوق الوصف كان الماء العذب يؤلمها فما بالك بالأكل والبهار ؟ بعد هذه النوبة الكبرى أصبح وجهي قبيح ومثير للشفقة وإمتلأ جبيني بالبثور مما أتعسنس فوق تعسي هذا غير ما كسر ظهري وهو تركي للجامعة. كنت أشعر بالتعب من أقل حركة حتى في ركيعات الصلاة كانت تهلكني وأصبح كلامي ثقيل جدا وبطيء وبصعوبة أجد العبارات اللآزمه. حاولت معالجت نفسي بالمقالات التشجيعية واستبدال الأفكار السوداوية بالإجابية بلا أدنى فائدة وكأني أنفخ في قربة مقطوعة.خلاص خسرت دنياي فلماذا أخسر آخرتي، بدات بالدعوه إلى الله من خلال الإنترنت وأصبحت محترفه في هذا المجال ولكن صدمتني بعض الشبهات مما فجر عندي وسواس العقيدة فمرت علي أصعب وامر أيام حياتي (الله لا يعودها) فيها إعتقدت أني خسرت دنياي وخسرت آخر ورقه لي وهي آخرتي. ما أبشع تلك اللحظات عندما تخسر كل شيء في حياتك ويضيع الأمل من كل اتجاه. صادف ذلك ذلك شهر رمضان فكنت أقول في نفسي الشياطين مكبله معناها أن هذا السب والشتم من ذاتي الخبيثة فسحقا لها، فكنت أضرب رأسي في الحائطتأديبا لها طبعا بلا فائدة عدى الألم.

أثناء العلاج:
الحمدلله الذي أنار طريقي لباب الطبيب النفسي ، وكان ذلك بعد فشل كل محاولات الطبيب الباطني لمعالجة تقرح أمعائي. قال لوالدتي: مرضها نفسي وهذا ما نشاهده عند ضحايا حوادث السير بعد مكوثهم لعدة أيام في سرير المستشفى نجد أمعاءهم تتقرح، لأنهم زعلانين على ما حدث لهم. بعد هذا الكلام على طول ذهبت إلى الطبيب النفسي وبدأت رحلتي. أول تشخيص كان الوسواس القهري فقط ولم أستجب للدواء حتى مرور أشهر بعدها تنقلت من غير هدي من دواء إلى آخر حتى إكتشفت مرضي بنفسي بفضل الله سبحانه ثم قراءاتي الكثيرة في النت والكتب وهو "هوس المحب" بعد سنتين من دخولي الى عالم الطب النفسي (فالموضوع يحتاج الى صبر وعدم الحكم السريع بالفشل) فتحسنت أحوالي، وبعدها اكتشف طبيبي الجديد اني اعاني من ثنائي القطب وليس احادي بعد 4 سنوات!!

بعد الشفاء:
الآن والحمدلله أعيش بسعادة والإبتسامه لا تفارقني (تصدق! بعد كل ذلك رجعت إلى الحياة بألوانها الزاهية؟) ولا أشكوا من أي مرض نفسي اطلاقا (الحمدلله)، ورجعت إلى الكلية وأصبحت الأولى على التوالي على كل صفوف مرحلتي(والله العظيم)، ولا أرضى بأن يعلوني أحد بدرجاته عكس عندما كنت في المدرسة، كنت آخر وحده وأحمل مواد معي للصيف. شخصيتي أصبحت لا أبالغ إذا قلت لك أنها مثالية وتجلب لي الإحترام من الكل، أصبحت واثقه ومبتسمه وغير متكلفه. أصبحت أتكلم طبيعي وأفكاري مرتبه وأشعر بالحيوية والنشاط.

ختاما، لا تفكر كثيرا إبدأ من الآن ، إذهب إلى طبيب طيب السمعة وتابع معه بالمواعيد الدورية كل اسبوعين فمواعيد الطبيب النفسي ليست مثل باقي فروع الطب ، مواعيده وضعت لدراسة الحاله ومراجعة التشخيص وما مدى استجابتك للدواء ،فاذا تستجب ربما يكون التشخيص خطأ وبالتالي الدواء الخطأ أو ربما تحتاج إلى زيادة الجرعة أو....

قصصت عليكم تجربتي لتكون دافع وأمل لكم ، وأنتم إن شاء الله ستشفون وتكونون أملا لما بعدكم بإذن الله :)


 

رد مع اقتباس