يا روضـــة كـــنا على سفحهـا
نلقـــى أمانـــينا تنـــادينــــــا
لا تحســـبي أن الزمـــان الذي
مـــرّ علــــينا ، سوف ينسينــا
يا روضـــة كنــا بهـا نلتــــقي
نســـكب في الـوادي أغانينـا
لا نشتــكي اليوم سـوى لوعة ٍ
كوُّنــــها بُـــعدكِ تكــــوينــــا
لا نشتكي الا صفاءاً غدا
بشفة الذكرى يناجينا
تبدلت حالتنا, أصبحت
غربة هذا العصر تشقينا
زماننا و الناس في غفلة
قد ضيعوا فيه الموازينا
"ليلى"و التي أعرفها أصبحت
يا ضيعة الأحلام كارينا!
و صاحبي أصبح -يا حسرتي-
يتخذ القوة لينينا!
الداء يا روضتنا ليس في
حب به اصبحت مفتونا
فالحب في رحلتنا موكب
من سطوة الآلام ينجينا
و في هجير الصيف ظل لنا
من قسوة الصحراء يحمينا
الحب يا روضتنا منزل
عن نزوات الريح يؤوينا
لولاه لم نسمع بذي لهفة
للموت لا يرضى به دونا!
يقدم النفس على بابه
يشري بها خلدا و تمكينا
الداء -لو تدرين- في عالم
طوفانه قد لفظ الدينا!
الداء في انفسنا لم تزل
ممدودة للكفر ايدينا!
عفنا زلال الماء يا ويحنا
و استعذبت انفسنا الطينا
كيف نريد العز في حاضر
و نحن نستنكر ماضينا؟!
إلى متى نبقى على حالنا
نسير في ركب اعادينا؟!
ملهمة الشعر التي حولها
غرست اشواقي أفانينا
لا تحملي الهم و لا تجزعي
فالله يرعانا و يكفينا
أقدارنا ليست لنا حيلة
تنأى بنا حينا و تدنينا
عبدالرحمن صالح العشماوي