17-11-2012, 10:28 AM
|
#50
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 26107
|
تاريخ التسجيل : 10 2008
|
أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
|
المشاركات :
9,896 [
+
] |
التقييم : 183
|
|
لوني المفضل : Cornflowerblue
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخلب النمر
السلام عليكم
سيدنا الحسين بن علي هو أحد الذين قال الله عنهم (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا)
سيدنا الحسين بن علي افترض وأوجب الله مودته فقد قال الله سبحانه (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)
قال رسول الله (ص) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
وقال النبي (ص) أيضا حسينٌ مني وأنا من حسينٍ أحبَّ اللهُ مَن أَحبَّ حسينًا حسينٌ سبطٌ من الأسباطِ
الراوي: يعلى بن مرة المحدث: محمد المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5/315
خلاصة حكم المحدث: [رجاله موثقون]
حسين مني ، و أنا منه ، أحب الله من أحب حسينا ، الحسن و الحسين من الأسباط
الراوي: يعلى بن مرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3146
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال رسول الله (ص) الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا
|
رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين وحشرنا مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه وآله وصحابته ..
جاء في تفسير ابن كثير :
وقوله : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش : لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم ما لا تعطونيه ، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني وتذروني أبلغ رسالات ربي ، إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة .
قال البخاري : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت طاوسا عن ابن عباس : أنه سئل عن قوله تعالى : ( إلا المودة في القربى ) فقال سعيد بن جبير : قربى آل محمد . فقال ابن عباس : عجلت إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة ، فقال : إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة . انفرد به البخاري .
ورواه الإمام أحمد ، عن يحيى القطان ، عن شعبة به . وهكذا روى عامر الشعبي ، والضحاك ، وعلي بن أبي طلحة ، والعوفي ، ويوسف بن مهرانوغير واحد ، عن ابن عباس ، مثله . وبه قال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والسدي ، وأبو مالك ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهم .
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا هاشم بن يزيد الطبراني وجعفر القلانسي قالا حدثنا [ ص: 200 ] آدم بن أبي إياس ، حدثنا شريك ، عنخصيف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم ، وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم " .
وروى الإمام أحمد ، عن حسن بن موسى : حدثنا قزعة يعني ابن سويد - وابن أبي حاتم - عن أبيه ، عن مسلم بن إبراهيم ، عن قزعة بن سويد -عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا أسألكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجرا ، إلا أن توادوا الله ، وأن تقربوا إليه بطاعته " .
وهكذا روى قتادة عن الحسن البصري ، مثله .
وهذا كأنه تفسير بقول ثان ، كأنه يقول : ( إلا المودة في القربى ) أي : إلا أن تعملوا بالطاعة التي تقربكم عند الله زلفى .
وقول ثالث : وهو ما حكاه البخاري وغيره ، رواية عن سعيد بن جبير ، ما معناه أنه قال : معنى ذلك أن تودوني في قرابتي ، أي : تحسنوا إليهم وتبروهم .
وقال السدي ، عن أبي الديلم قال : لما جيء بعلي بن الحسين أسيرا ، فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، وقطع قرني الفتنة . فقال له علي بن الحسين : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم . قال : أقرأت آل حم ؟ قال : قرأت القرآن ، ولم أقرأ آل حم . قال : ما قرأت : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ؟ قال : وإنكم أنتم هم ؟ قال : نعم .
وقال : أبو إسحاق السبيعي : سألت عمرو بن شعيب عن قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) فقال : قربى النبي - صلى الله عليه وسلم - . رواهما ابن جرير .
ثم قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا عبد السلام ، حدثني يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : قالتالأنصار : فعلنا وفعلنا ، وكأنهم فخروا فقال ابن عباس - أو : العباس ، شك عبد السلام - : لنا الفضل عليكم . فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم في مجالسهم فقال : " يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي ؟ " قالوا : بلى ، يا رسول الله . قال : ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال : " أفلا تجيبوني ؟ " قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال : " ألا تقولون : ألم يخرجك قومك فآويناك ؟ أولم يكذبوك فصدقناك ؟ أولم يخذلوك فنصرناك " ؟ قال : فما زال يقول حتى جثوا على الركب ، وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله . قال : فنزلت : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) .
وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن علي بن الحسين ، عن عبد المؤمن بن علي ، عن عبد السلام ، عن [ ص: 201 ] يزيد بن أبي زياد - وهو ضعيف - بإسناده مثله ، أو قريبا منه .
وفي الصحيحين - في قسم غنائم حنين - قريب من هذا السياق ، ولكن ليس فيه ذكر نزول هذه الآية . وذكر نزولها في المدينة فيه نظر ; لأن السورة مكية ، وليس يظهر بين هذه الآية الكريمة وبين السياق مناسبة ، والله أعلم .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا رجل سماه ، حدثنا حسين الأشقر ، عن قيس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباسقال : لما نزلت هذه الآية : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم ؟ قال : " فاطمةوولدها ، عليهم السلام " .
وهذا إسناد ضعيف ، فيه مبهم لا يعرف ، عن شيخ شيعي متخرق ، وهو حسين الأشقر ، ولا يقبل خبره في هذا المحل . وذكر نزول هذه الآية فيالمدينة بعيد ; فإنها مكية ولم يكن إذ ذاك لفاطمة أولاد بالكلية ، فإنها لم تتزوج بعلي إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة .
والحق تفسيرها بما فسرها به الإمام حبر الأمة ، وترجمان القرآن ، عبد الله بن عباس ، كما رواه عنه البخاري [ رحمه الله ] ولا تنكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم ، واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة ، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض ، فخرا وحسبا ونسبا ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم ، كالعباس وبنيه ، وعلي وأهل بيته وذريته ، رضي الله عنهم أجمعين .
************************************************** **************
الحسين بن علي
(jom 52)6/1/1433هـ) |
| الدكتور عصام بن هاشم الجفري
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله تفرد سبحانه بصفات الكمال،خالق الجبال،ومحصي الأعمال،أحمده جل شأنه وأشكره على نعمه العظيمة ونسأله حسن المآل،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند تفرد سبحانه بالعزة والجمال والجلال،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أمابعد:فهذا ربكم ياعباد الله يوصيكم فاسمعوا لوصية ربكم إذ يقول : { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا } (النساء:131).إخوة الإيمان انظروا معي ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يجرُّ إزاره مسرعًا قد سَمِعَ خبرًا خفق له فؤادُه،وتحركت من أجله لواعجُ شوقه،ياترى ما لخبر؟.
لقد ولدت فاطمةُ بنت محمد طفلاً،دخل الجدُّ صلى الله عليه وسلم على ابنته،وحمل الوليدَ المبارك بين يديه،ثم أتى بتمرةٍ،فلاكها بريقه الشريف،وحنَّك الطفل بها،ثم قال لعلي: "ما أسميته؟"، قال:جعفرًا،فقال صلى الله عليه وسلم : ((بل سمِّه الحُسين((،وعقَّ عنه جدُّه صلى الله عليه وسلم بكبشين.عاش الحسين،وترعرع في بيت النُّبوة، وامتلأ قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم محبةً ورحمةً بهذا الطفل الصغير،فسمَّاه:ريحانته؛ وقطع يوماً الخطبة ليحمله،وربما امتطى ظهره وهو يصلي بالناس فيطيل السجود، وكان يلاعبه حتى في الشارع ويضاحكه ثم يحمله ويقول (((حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ) (؛ (الترمذي، مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما،ح (3708)).
يكفي الحسينَ بن علي رضي الله عنه شرفًا وفضلاً وفخرًا قولُ النبي عنه: ((الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ))(الترمذي،مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما،ح(3701)) يَا أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ حُبُّكُمُ *** فَرْضٌ مِنَ اللهِ فِي القُرْآنِ أَنْزَلَهُ كَفَاكُمُ مِنْ عَظِيمِ القَدْرِ أَنَّكُمُ *** مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لاَ صَلاَةَ لَهُ.و في ربيعه السادس فجع بوفاة جده صلى الله عليه وسلم ،وبعد ستة أشهر فُجِع بفاجعة عظيمة؛ توفِّيت أمُّه سيدة نساء الجنة رضي الله عنه .
عاش الحسين رضي الله عنه بعد وفاة الجد صلى الله عليه وسلم حياة الإكرام واقعًا محسوسًا ،فكان الأصحاب رضي الله عنه يكرمونه ويحبونه إكرامًا و محبةً للنبي صلى الله عليه وسلم .كيف لا،وقد كان أشبهَ الناس بالحبيب صلى الله عليه وسلم ؟!فقد كان مُحَيَّاه يذكِّر الأصحابَ بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ؛
كان أبو بكر رضي الله عنه يعطف ويحنو على الحسين الشيءَ الكثير؛ كان إذا رآه يُقْبِل عليه ويبشُّ له، وكان رضي الله عنه يقول للناس: "ارقُبُوا محمدً صلى الله عليه وسلم في آل بيته".فاضَتْ عيناه رضي الله عنه من الدموع، وهو يقول لعلي رضي الله عنه " لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أن أصل من قرابتي".وَمَا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ خِلاَفَتَهُ..إِلاَّ انْحَنَى مُرْهَفَ الوِجْدَانِ وَابْتَسَمَا..وَقَالَ قَوْلَةَ إِجْلاَلٍ وَمَرْحَمَةٍ...قَرَابَةُ المُصْطَفَى أَوْلَى بِنَا رَحِمَا.
أما الفاروق رضي الله عنه فقد كان يُجِلُّ و ويوقِّر الحسين؛ كيف لا،والحسين صِهْرُه ؟! فقد تزوَّج عمر أمَّ كلثوم بنت عليٍّ رضي الله عنه فكان يفرض للحسن والحسين كما يفرض لأهل بدر،فتح المسلمون بلاد الفرس،وجِيء ببنت يَزْدَجِرْد إلى عمر رضي الله عنه وكانت من أجمل النساء،فأهداها إلى أحب الناس إليه للحسين رضي الله عنه ،ثم جاء عثمان رضي الله عنه زوج خالتَيِ الحسين:رقية وأم كلثوم فحفظ للحسين فضله ومكانته،
وعاش الحسين رضي الله عنه حياةَ الإكرام أيضًا في زمن معاوية رضي الله عنه ؛ فكان يبعث للحسن والحسين الكثير من العطاء،وفي سنة ستين للهجرة بُويِع يزيد بن معاوية بالخلافة،فلم يبايع يزيدَ لرأيه بأن هناك من هو أحق منه،ثم جاوَر مكة يتعبَّد لله.سمع أهل الكوفة أن الحسين رضي الله عنه لم يُبايِع، وكانوا أصحاب تاريخ مليء بالفتنة والشِّقَاق،وكانوا يُظْهِرون الميل لعليٍّ وشيعته.فأرسلوا يدعون الحسين للبيعة،وكثرت تلك الرسائل،عندها أرسل الحسين ابنَ عمه مسلم بن عقيل ليستوثق الخبر، وصل مسلم الكوفة،فوجد الناس يريدون الحسين، وجعل يأخذ البَيْعة له،ثم كتب مسلم إلى الحسين: "أن اقدِم فقد تمت البيعة لك".وصلت الأخبار ليزيد عن بيعة أهل الكوفة،فأمر واليَه على البصرة عبيدالله بن زياد أن يمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين،ولم يأمر بقتل الحسين،عَلِم مسلم بالخبر فخرج ومعه أربعة آلاف ممن بايَعه من شيعة الكوفة، وحاصَر عبيدالله في قصره،وشدَّد عليه الحصار.أما عبيدالله بن زياد المحاصَر، فعرف بمكْرِه ودهائِه كيف يفرِّق شيعة الكوفة عن مسلم؛فأرسل إلى رؤساء القبائل في الكوفة وأعطاهم من الأموال ما يخذلهم عن نصرة الحسين ومسلم.فجعل عُبَّادُ المال ينفرون ويتفرَّقون عن مسلم حتى أمسى وليس معه أحد،فوقع مسلم في قبضة ابن زياد فأمر بقتله،فطلب أن يكتب للحسين يخبره بحقيقة خيانة شيعة أهل الكوفة،فكتب للحسين: "ارجِع بأهلك، ولا يغرنَّك أهل الكوفة؛ فقد كذَبوني وكذَبوك، وليس لكاذب رأيٌ".
أما الحسين بن علي رضي الله عنه فلم يعلم بما حصل، فخرج ظنًّا منه أنَّ البيعة قد تمت له هناك.خرج من مكة وليس على وجه الأرض مَن يوازيه في الفضل،وخرج معه سبعون من أهل بيته من أولاده وإخوانه وأبناء إخوانه.حاول الصحابة رضي الله عنه منْع الحسين وثنيَه عن الخروج ففشلوا،مضى الحسين رضي الله عنه إلى العراق، وقبل وصوله علم بمقتل ابن عمه مسلم،فهمَّ أن يرجع، إلا أن أبناء مسلم الذين كانوا معه طلبوا ثأر أبيهم، فنزل على رأيهم وواصل المسير،أما عبيدالله فقد أرسل جيوشه لمنْع الحسين من الكوفة، فالتقى الجمعان في أرض كربلاء في العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة؛الحسين ومعه سبعون من أهل بيته، وجيش ابن زياد بقيادة شمر بن ذي الجَوْشَن، وعمر بن سعد، وعددهم خمسة آلاف رجل.رأى الحسين عدمَ التكافؤ بينه وبين خصمه؛ فعرض عليهم ثلاثة أمور: إما أن يتركوه أن يرجع من حيث أتى أو أن ينطلق إلى ثغر من ثغور المسلمين للجهاد أو أن يتركوه يذهب إلى يزيد بالشام.فأبى عليه شمر -الذي كان بالأمس من شيعة علي رضي الله عنه ،أبى إلا أن يُرْبَط أسيرًا، وينزل على حكْم عبيدالله بن زياد أو القتال؛ فقال الحسين: "لا والله لا أنزل على حكم ابن زياد أبدًا،واصطفَّ الجيشان،وتجهَّز الجميع للقتال" هنا رفع الحسين رضي الله عنه يديه إلى السماء ودعَا على أهل الكوفة قائلاً: ""اللهم إن متعتهم إلى حين ففرِّقهم فِرَقًا،واجعلهم طرائق قِدَدًا،ولا تُرْضِ الولاةَ عنهم أبدًا؛فإنهم دعَونَا لينصرونا،ثم عدَوْا علينا فقتلونا"،وهذا الدعاء ذكرتْه كتب الشيعة أيضًا.
وبدأ القتال وحمي الوَطِيس، وكان يومًا عصيبًا على الحسين رضي الله عنه يرى أهل بيته يتساقطون بين يديه صَرْعَى واحدًا تِلْوَ الآخر حتى بقي رضي الله عنه وحده، فتقدم إليه شمر،فرماه برُمحه في رقبته،ثم طعنه فسقط رضي الله عنه شهيدًا، وفاضت روحه الطاهرة إلى باريها، وهكذا قُتِل سيد المسلمين في عصره، قُتِل ريحانة المصطفى صلى الله عليه وسلم قُتِل الزاهد العابد المبشَّر بالجنة{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }.( إبراهيم: 42)
الخطبة لثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آل وصحبه وسلم .
أما بعد: فاتقوا الله واعلموا رحمني الله وإياكم أنه لا يعبد الله إلا بما شرع ، ولم يشرع للمسلمين في يوم عاشوراء النياحة والبكاء وضرب الأجساد بالسلاسل وإراقة الدماء ولطم الخدود على فقد الحسين ، ولقد فقدت الأمة من هو أحب إليها وأعز من الحسين رضي الله عنه ، جده الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فالحزن لوفاته أعظم ولم يشرع لنا فعل شيء من ذلك؛ بناء على ذلك فكل ما يفعل بحجة الحزن على موت الحسين هو بدع في الدين ما أنزل الله بها من سلطان ،
إن مما شرع لأمة الإسلام هو التقرب إلى الله بصيام هذا اليوم تأسياً بقدوتنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم وقد رغب صلى الله عليه وسلم في صيامه بقوله:فيما أخرجه الإمام مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بقوله:((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ))(مسلم،الصيام،ح(1976)).
فما أحوجني أخي وأحوجك وأحوجنا جميعاً لصيامه؛فلأن تكفر عنا سيئة واحدة لهو فوز عظيم ، فبسيئة واحدة قد يثقل ميزان السيئات ويهلك الإنسان فكيف بعام كامل؟.
|
الحسين بن علي رضي الله عنه - صيد الفوائد
 | قصة بطل مقتل الحسين رضى الله عنه الشيخ محمد العريفى |
اعرض الرابط |
|
|
|