31-10-2003, 04:50 PM
|
#176
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4392
|
تاريخ التسجيل : 07 2003
|
أخر زيارة : 09-12-2004 (10:39 PM)
|
المشاركات :
455 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
لكل الشهداء الأبرار
للكاتبة الجزائرية: ياسمينة صالح
سامحونا
نحن الذين سكتنا دهرا و نطقنا كفراً .. نحن الذين عبرنا الكلمات كلّها كي لا نقول شيئا .. كي لا نقف في الصفوف الأمامية خوفا من موتٍ يرافق خطانا ..
***
سامحونا ..
اليوم، نستيقظ على دمكم الغزير .. نستيقظ على وجهكم الذي نعرفه جيداً
نعرف كم خناه في مسيرتنا الطويلة نحو الوهم الذي أسميناه سلاما، كي نغض من أبصارنا عندما تمر الدبابة الأمريكية أمام شارعنا التاريخي، و عندما تقصف الصواريخ قباب أحلامنا ليصنع الحكام منا ناقة صالح على هذه الأرض التعيسة ..
***
سامحونا
أيها الطالعون من الصمت .. الصارخون بالشهادة ..
أيها الغاضبون / الثائرون/ الرائعون
كيف استطعتم زلزلة تاريخنا المكتظ بالغموض و بالصواعق ..
كيف ملأتم فراغاتنا باليقين ؟ كيف استطعتم استدراجنا إلى هذا المدى المفتوح على دمكم لنعرف حدود خياناتنا الطويلة، و ما اقترفناه في حقكم من الذنوب و من الآثام ، كيف؟
***
سامحونا
أيها الأطفال الأبطال الشهداء/الأبرار/ الأشجار/ الأنهار/ الأزهار
***
سامحونا
لن يكفي الدهر كي يغسل خطايانا .. كي ينسى الحاضر شكلنا البائس .. صمتنا البائس..
وجودنا البائس ..
لن تكفنا اللغة كي نعتذر لكم واحدا واحداً يا أحبابنا الموتى / الأحياء
كي ندفنكم كما يليق دفن الشهداء
لا الكلام و السكوت .. لا الحياة و لا الممات .. لا الأمام و لا الوراء
***
سامحونا
***
الآن ..
بامكاننا الإعلان للقبيلة و للعشيرة أن الخنازير و القردة يحكموننا بالسلام المبجل و أننا لن ننتمي إلى الأرض كما ينتمون إليها
لأن الدم وصل إلى الركبتين
و لأن المدن التي لا تناهضك هي التي وقفت ضدك مرتين
مرة لأجل دمك و مرة لأجل تاريخك..
***
سامحونا
لنموت أقل فجيعة
لتعبركم أسماء أحلامنا البريئة التي صدقت طوق الحمامة و النجاة
و استسلمت لغيلان الحضارة و التجارة و الدماء
***
سامحونا
هـا .. عجزنا عن العودة إلى النقطة الصفر عندما اكتشفنا أننا كنا الصفر المكرر في معادلة انتم أبطالها
يا يل الثور و النخوة في زمن الدعارة و الخيانة
سامحونا .. سامحونا .. سامحونا ..
|
|
|