عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-2003, 11:52 PM   #2
موضوع واحد
عضو


الصورة الرمزية موضوع واحد
موضوع واحد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4971
 تاريخ التسجيل :  10 2003
 أخر زيارة : 07-02-2004 (09:17 PM)
 المشاركات : 14 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


يقول الله تعالى: (والذين هم عن اللغو معرضون)قال ابن كثير في تفسيره: أي عن الباطل وهو يشمل الشرك كما قاله بعضهم، والمعاصي كما قاله آخرون، وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال كما قال تعالى: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) أتاهم والله من أمر الله ما وقفهم عن ذلك..
وقال في قوله تعالى(والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) قال: وهذه من صفات عباد الرحمن أنهم لا يشهدون الزور، قيل هو الشرك وعبادة الأصنام، وقيل:الكذب والفسق واللغو والباطل، وقال محمد بن الحنفية:هو اللغو و الغناء، وقال عمرو بن قيس:هي مجالس السوء و الخنا....إلى قول ابن كثير رحمه الله.. والأظهر من السياق أن المراد لا يشهدون الزور أي لا يحضرونه، ولهذا قال تعالى: ( وإذا مروا باللغو مروا كراما ) أي لا يحضرون الزور، ولذا اتفق مرورهم به مروا ولم يتدنسوا منه بشيء، ولهذا قال: (مروا كراما ) وروى ابن أبي حاتم عن ميسرة قال: بلغني أن ابن مسعود مر بلهو معرضا فلم يقف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أصبح ابن مسعود وأمسى كريما) ثم تلا إبراهيم بن ميسرة: (وإذا مروا باللغو مروا كراما)
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله تعالى: ( وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) قال: وقوله تعالى: ( وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه )أي لا يخالطون أهله ولا يعاشرونهم، بل كما قال تعالى: (وإذا مروا باللغو مروا كراما )، (وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) أي إذا سفه عليهم سفيه وكلمهم بما لا يليق اعرضوا عنه، ولم يقابلوه بمثله من الكلام القبيح ولا يصدر عنهم إلا الكلام الطيب، وقالوا: (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) أي لا نريد طريق الجاهلين ولا نحبها....
وقال رحمه الله في قوله تعالى: (فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا) قال: أي اعرض عن الذي اعرض عن الحق وهجره، وقوله: (ولم يرد إلا الحياة الدنيا)أي وإنما أكثر همه ومبلغ علمه الدنيا، فذاك هو غاية ما لا خير فيه، ولهذا قال تعالى: (ذلك مبلغهم من العلم ) أي طلب الدنيا والسعي لها هو غاية ما وصلوا إليه، وقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له)_أخرجه الإمام احمد ورواه الشيخان أيضا_، وفي الدعاء المأثور (اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا )


 

رد مع اقتباس