عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2012, 12:07 AM   #1
أمل الروح
المدير العام للموقع
روح نفساني


الصورة الرمزية أمل الروح
أمل الروح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 34210
 تاريخ التسجيل :  05 2011
 أخر زيارة : يوم أمس (05:44 PM)
 المشاركات : 23,535 [ + ]
 التقييم :  325
لوني المفضل : Darkcyan
نوبات الهلع و كيفية التعامل معها ..




نوبات الهلع (الزلزال النفسي):
الزلزال هو حالة مؤقتة من عدم الاستقرار تبدو في صورة هزات مفاجئة تحدث اضطراباً عاماً في الأشياء وهلعاً لدى الناس(بدرجات متفاوتة) وتترك آثاراً تتوقف شدتها على شدة الزلزال الذي حدث.
وعلى المستوى النفسي هناك حالة مرضية شائعة تسمى هجمات الهلع Panic Attacks والتي عندما تأخذ شكلاً كاملاً معيناً تسمى "اضطراب الهلع" Panic Disorder
هذه الحالة تشبه إلى حد كبير الزلزال الذي يحدث في الأرض، ففي نوبة الهلع يحدث اضطراب مفاجئ، ومن شدة المفاجأة ربما لا تستطيع المريضة أن تحدد نوعية بداية الاضطراب أهو في جهازها النفسي أم في أعضاء جسدها، وكل ما تذكره أن دقات قلبها أصبحت سريعة جداً، أو حدث هبوط مفاجئ في القلب وأنه قد توقف أو كاد أن يتوقف، وأن التنفس أصبح قصيراً ومتقطعاً، وأنها لا تكاد تأخذ هواءاً كافياً أثناء التنفس، ويصبح الجسد(خاصة الأطراف والجبهة) بارداً مع عرق بارد يغطيه وتقلصات في أعلى البطن، وضعف في عضلات القدمين واليدين حتى تشعر المريضة أنها لا تكاد تقف على قدميها أو تفعل أي شيء بيديها، مع رغبة متكررة في التبول، ولا تستطيع المريضة عمل أي شيء في هذه الحالة، فهي – كما تصف إحداهن- أشبه بعمارة انهارت فجأة. ويصاحب ذلك حالة من الخوف المفاجئ الشديد (الهلع)، وتشعر المريضة أنها ستموت حالاً، ولذلك تحاول أن تحتمي بمن حولها أو تسرع إلى أي طبيب أو مستشفى قريب، وربما تذهب بملابس البيت من شدة الهلع فليس لديها وقت لترتدي ملابس الخروج.

وتمكث الحالة عدة دقائق ونادراً ما تستمر ساعات ثم تنتهي ولكن يبقى الخوف لدى المريضة من تكرار حدوث هذه الحالة وخوف المريضة من السفر أو الخروج إلى الأماكن العامة خشية حدوث هذه الحالة في مكان لا تتيسر فيه عملية الإنقاذ التي تحتاجها أو يتعذر عليها الحصول على الحماية والمساعدة، فتتجنب الأسواق والأماكن المزدحمة والأسانسيرات والطائرات والقطارات، وهنا يضاف إلى هذه النوبات اضطراب آخر يسمى"رهاب الساحة" (Agoraphobia)، أي الخوف من الخروج إلى الأماكن العامة خشية حدوث الحالة في وضع يجعل المريضة تفقد السيطرة على نفسها فتصبح في حالة من الخجل أمام الناس أو أنها لا تستطيع أن تجد المساعدة من أحد المقربين منها، فتفصل البقاء في المنزل، أو البقاء قريباً من طبيبها المعالج أو المستشفى التي تعالج فيها وهذه المريضة تكره أيام الأجازات والأعياد لأنها سيتعذر عليها الوصول إلى طبيبها وتكره الليل أيضاً لهذا السبب، فهي لا تطمئن إلا إذا كان بإمكانها الوصول إلى الطبيب في أي لحظة خاصة أن الحالة تفاجئها بدون إنذار سابق ولا يمكن التنبؤ بحدوثها. وكثيراً ما تسأل المريضة طبيبها "كيف أستطيع الوصول إليك أثناء عطلة نهاية الأسبوع". ولذلك يمكن تسمية هذا العرض"قلق نهاية الأسبوع".

وكما أن الزلزال يكون سببه انشقاقات بين طبقات القشرة الأرضية او انزلاق طبقة فوق طبقة مع ضغط المواد المنصهرة والغازات المحبوسة داخل باطن الأرض وتهديدها بالخروج إلى سطح الأرض، فإن هجمات الهلع في التفسيرات الدينامية تحدث أيضاً نتيجة انشقاقات نفسية أو ضعف في بعض الطبقات (الكيانات أو الذوات) النفسية بما يهدد بالخروج الفج والمفاجئ للرغبات المكبوتة المرفوضة –سواء كانت عدوانية أو جنسية – أو الذكريات شديدة الإيلام، ولذلك تشعر المريضة أثناء هذه الهجمات أنها على وشك الموت أو على وشك الجنون، وأنها في كل الحالات على وشك فقد السيطرة على نفسها وجسدها، وأن كل إمكانياتها قد شلت(أو على وشك الشلل). وهذا الموقف يشابه تماماً الحالة التي تحدث أثناء الزلزال الأرضي، حيث تصاب كل وسائل الإنقاذ والإطفاء والاتصال بالشلل لحظة الزلزال ولا يمكنها العمل إلا بعد توقفه. وكما أن الزلزال الأرضي يحدث في مناطق تكون فيها القشرة الأرضية تعانى من هشاشة وعدم استقرار فى طبقاتها المختلفة، ووجود شقوق بين تلك الطبقات، فإن هجمات الهلع تحدث أيضاً للمريضة التي يعانى جهازها النفسي من مثل هذه الظواهر كأن يكون هناك عدم ثبات(وراثي غالباً ) في جهازها العصبي وخاصة الجهاز العصبي اللا إرادي(وخاصة الشق السمبثاوى منه) وهذا ما يفسر زيادة ضربات القلب وسرعة التنفس وبرودة الأطراف والعرق الغزير البارد، أو أن يكون هناك اضطراب في مادة السيروتونين في المخ مما يؤدى إلى أعراض نفسية مثل الخوف الشديد.


وغالباً ما تحدث هذه الحالة دون وجود سبب خارجي مباشر، فلو سألت المريضة: ما الذي يسبب الحالة؟... فإنها لا تدري، فربما حدثت وهى في حالة من الفرح، أو في حالة من الحزن، أو في حالة عادية جداً، وهذا هو ما يزيد خوفها لأنها لا يمكنها التنبؤ بها أو تجنب أسبابها، فهي تباغتها في أي لحظة دون سابق إنذار فتهز استقرارها وتهز بالتالي ثقتها بنفسها وثقة الآخرين بها في أي وقت وفى أي مكان. وهذه الحالة موجودة بكثرة، وتحدث في الإناث أكثر من الرجال، ويغلب حدوثها في سن النضج المبكر وعلى الرغم من أنها تحدث في أغلب الأحيان دون سبب واضح يحركها فإن بعض المريضات يلاحظن ارتباطها ببعض المتغيرات مثل ارتفاع درجة الحرارة (لذلك تحدث لبعضهن أثناء الصيف فقط)، أو انخفاض درجة الحرارة (لذلك تحدث للبعض الآخر أثناء فترة الشتاء فقط). أو شرب ماء بارد، أو سماع صوت مزعج ومفاجئ، أو مشاهدة منظر معين، أو السفر(سفر المريضة أو أحد المقربين إليها)، أو المرض أو الموت المفاجئ لأحد أفراد الأسرة، خاصة إذا كانت المريضة قد لازمت المتوفى فترة طويلة قبل موته، وهى في هذه الحالة تشعر بأعراض مشابهة لتلك التي كان يشتكى منها.

والمريضة لا تستطيع أن تشعر أبداً بالأمان لأن لديها إحساس دائم بأن الموت سيخطفها أو يخطف أحد الذين تحبهم فجأة، أو على الأقل ستحدث حالة من العجز الكامل، لذلك تفقد المريضة الرغبة في أي شيء، وتفقد القدرة على الإحساس بالحياة أو الإحساس بالسعادة، وتكون مشغولة طول الوقت بالتفكير في الأعراض التي تحدث لها بشكل مفاجئ.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس