عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2012, 12:17 AM   #3
أمل الروح
المدير العام للموقع
روح نفساني


الصورة الرمزية أمل الروح
أمل الروح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 34210
 تاريخ التسجيل :  05 2011
 أخر زيارة : 09-06-2025 (01:32 AM)
 المشاركات : 23,535 [ + ]
 التقييم :  325
لوني المفضل : Darkcyan


تابع..

وهناك الكثير من التقنيات النفسية لعلاج مثل هذه الحالات نذكر منها على سبيل المثال:

1- العلاج المعرفي: Cognitive therapy
حيث يتم استكشاف الأفكار والتصورات المرضية المرتبطة بالحالة بهدف تصحيحها واستبدالها بأفكار وتصورات صحيحة. ففى حالات نوبات الهلع تفسر المريضة أي احساسات أو تغيرات جسدية على أنها أشياء خطرة جداً ويمكن أن تؤدى إلى موتها، فمثلاً أى زيادة فى عدد ضربات القلب أو ضيق في الصدر أو برودة في الأطراف تفسر على أنها علامات الموت. لذلك من المفيد جداً أن تتعلم المريضة كيف تنشأ الأعراض، وأن هذه الأعراض مرتبطة بالحالة النفسية وليست مرضاً خطيراً بالقلب أو الصدر أو المخ، وأن النوبة تأخذ وقتاً معيناً ثم تنتهى من تلقاء نفسها وأنها لا تشكل تهديداً لحياتها بأي شكل. فإذا استوعبت المريضة هذه الحقائق بشكل مبسط واستدعتها من ذاكرتها كلما داهمتها النوبة فإن ذلك يقلل كثيراً من حدتها.


2- الاسترخاء: Relaxation
وحين تتعلم المريضة أحد تقنيات الاسترخاء وتبدأ في ممارستها(بجدية وانتظام) فإن ذلك يقلل كثيراً من درجة التوتر المصاحبة والمدعمة للحالة، بالإضافة إلى أن المريضة تشعر بأنها اكتسبت القدرة على السيطرة على نفسها.


3- تدريبات التنفس: (Breathing Exercises )
يحدث سرعة فى التنفس أثناء نوبة الهلع وهذا ربما يؤدى إلى حدوث بعض الأعراض المزعجة للمريضة مثل الشعور بالدوخة أو الإغماء. لذلك فإن المريضة إذا استطاعت أن تتدرب على تنظيم تنفسها فإن ذلك يساعدها على السيطرة على كثير من الأعراض المزعجة أثناء النوبة.

ومن الناحية البيولوجية فإن هناك العديد من الأدوية التى استخدمت بنجاح فى كثير من الحالات مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل الإميبرامين(تفرانيل) والكلوميبرامين(أنا فرانيل)، ومانعات استرداد السيروتونين النوعية(SSRI) كالسيتالوبرام(سيبرام) والفلوكستين(لو سترال مودابكس)، ومانعات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين SNRI مثل ال "فينلا فاكسين"، ( إفيكسور )وغيرها. ويضاف إلى ذلك بعض المهدئات الصغرى مثل ال" ألبرازولام" (زاناكس – زولام – برازولام ).


وهناك عامل هام في العلاج، وهو أن تعيد المريضة تنظيم حياتها بما يقوى من استقرار جهازها النفسى كعامل تدعيمى ووقائى ونذكر هنا بعض الأمثلة:
1- إعادة النظر فى ترتيب الأولويات والاحتياجات.
2- إعادة تنظيم رؤية الأمور وإعطاء كل شيء حجمه وحقه.
3- إجراء عملية تصالح داخلية (مع النفس) وأفقية (مع الناس) ورأسية (مع الله).
4- إعادة ترتيب العلاقات الاجتماعية بما يضمن حدوث ترابط اجتماعي يعطى الشعور بالأمن والتدعيم.
5- إحياء الجانب الروحي في النفس من خلال نظام اعتقادي وبرنامج عبادات ومعاملات صحي يعيد التوازن والاستقرار إلى النفس، وذلك تصديقاً لقوله تعالى:" إن الإنسان خلق هلوعاً* إذا مسه الشر جزوعاً* وإذا مسه الخير منوعاً* إلا المصلين* الذين هم على صلاتهم دائمون* والذين في أموالهم حق معلوم* للسائل والمحروم* والذين يصدقون بيوم الدين* والذين هم من عذاب ربهم مشفقون* إن عذاب ربهم غير مأمون* والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون* والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون* والذين هم بشهاداتهم قائمون* والذين هم على صلاتهم يحافظون* أولئك فى جنات مكرمون" (المعارج 20-35).


فالإنسان يحمل فى تكوينه الهلع، ومع هذا هناك مثبطات لهذا الهلع إذا أخذ بها الإنسان وصل إلى حالة النفس المطمئنة وهى حالة من التوازن والتناغم الصحي مع النفس ومع الآخر ومع الكون وحالة من الأنس بالله تختفي معها كل مثيرات الهلع.



منقووول و اتمنى أن يستفيد منه القارئ مع تمنياتي للجميع بالشفاء و الاجر



 

رد مع اقتباس