عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2012, 09:49 AM   #4
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


أختي الكريمة هذا الأمر الذي تعاني منه يمكن تلخيصه بالآتي:


1- الشعور بالضعف في الثقة بالنفس.
2- فقدان الثقة بالناس أو ضعف الثقة فيهم.
3- الشعور بالهم والحزن واتصال ذلك في كثير من الأحيان.
4- الإحساس بالإحباط لاسيما عندما تتذكرين مرضك ومعاناتك
5- الشعور بالانفعال الداخلي كنوع من الاضطراب الذي يحصل لك.
6- القلق الذي يجعلك تفكرين كثيرًا وتشعرين بعدم الراحة والطمأنينة.

فهذا مجمل ما تعانين منه وما يمكن استخلاصه من كلماتك الكريمة، ثم إن هذا الذي قد طرأ عليك يمكن رده إلى أسباب وجيهة قد أدت إليه، فمن هذه الأسباب شعورك بالصدمة من التعامل مع كثير من الناس، لا سيما الذين تظنين أنهم أحباؤك وأقرباؤك والذين تشعرين أنهم أقرب الناس إليك فقد تعرضت إذن إلى بعض الصدمات من تعاملك الاجتماعي والأسري مع بعض أقاربك مثلاً أو مع بعض صاحباتك فحصل لك شيء من ردة الفعل تجاه هذه التصرفات التي حصلت، وهذا أدى أيضًا إلى ما أشرت إليه وهو ضعف ثقتك بنفسك لأنك وجدت أنه لا أمان للتعامل مع الناس وأنك يشار إليك بأنك قد تصرفت التصرفات الخاطئة وربما كثر عليك سماع ذلك من بعض المقربين فزاد ذلك الشعور في نفسك وأصَّله، وهذا في الحقيقة راجع إلى أسلوب التفكير الذي تناولت فيه كل هذه المشاكل.. نعم لهذه المواقف التي تعرضت لها أثر في النفس، فالإنسان لابد أن يتأثر بمحيطه ولابد أن يتأثر بالمشاكل التي تعرض له ولكن في الحقيقة مرد ذلك إلى طريقة تناوله لهذه المشاكل.

وليتضح لك هذا الأمر نود أن نضرب لك هذا المثال:
فلو أن إنسانًا كان جالسًا في مكان فحصل منظر يجعله يشمئز وذلك مثلاً كأن يرى إنسانًا يتقيأ فيشعر بالاشمئزاز من هذا المنظر، فهذا لو نظرت إليه لوجدت أنه في تلك اللحظة التي وقع له الاشمئزاز عند رؤيته لهذا المنظر فهو معذور لأنه هذا قد يقع لأي إنسان، ولكن لو ذهب عنه هذا المنظر لبقي مشمئزًا منه وبقي شاعرًا لهذا النوع من الاشمئزاز وبالغثيان وانسدت شهيته لأجل ذلك، فماذا ستعلقين عليه؟ ستقولين: إنك تستحضر صورة هذا المنظر في ذهنك فلذلك تأثرت ولو أنك قاطعت هذه الصورة من ذهنك وهذا التخيل لارتحت من هذا العناء، وهذا هو الذي وقع، فأنت لا زلت تستحضرين في نفسك تلك المشاكل وتلك الصدمات وتلك الكلمات التي أثرت في نفسك فجعلك تشعرين بأن ثقتك في نفسك قد اهتزت وثقتك في الناس كذلك قد انضرت حتى ربما عممت ذلك على عامة الناس وأدى ذلك إلى الشعور بالخوف من مخالطتهم وكذلك الرهبة من الدخول على التجمعات التي يكون فيها صاحباتك أو قريباتك ونحو ذلك من التجمعات التي قد تحتاجين إلى المشاركة فيها.

وهذا أيضًا أدى إلى شعور بنوع من الاضطراب وهو الذي أدى إلى سرعة الكلام، فكأنك تريدين أن تغطي إلى اضطرابك الداخلي الذي في نفسك بسرعة الكلام حتى لا ينتبه المستمع إلى اضطرابك الداخلي الذي لديك، فهو نوع من الأداء غير الشعوري لستر الانفعال الداخلي الذي لديك.

فثبت بهذا أن مجمل ما لديك يعود إلى التفكير السلبي وطريقة تناولك للمشاكل التي عرضت، وهذا يحتاج منك أن تنتبهي إلى أن تستبدلي هذا التفكير بالتفكير الإيجابي،
مضافًا إلى ذلك أن يكون لك نظرة متزنة إلى نفسك، فلست - بحمد الله عز وجل – ناقصة القدرات ولست بالمهزوزة الشخصية؛ فلا ينبغي أن تعودي على نفسك بأنك ناقصة في قدراتك أو أنك ضعيفة في شخصيتك حتى تصابي بالإحباط وبالشعور بعدم القدرة على الاستمرار وأن غيرك خير منك، فكل هذا لا يلتفت إليه فهو من نزغ الشيطان، بل انظري لنفسك نظرة معتدلة، وها أنت - بحمد الله عز وجل – على وشك أن تتخرجي، ولعل الله أن يمنَّ عليك بالزوج الصالح فينبغي أن يكون لك قدر من الاتزان في النظرة إلى نفسك، كما أنك كذلك تتزنين في نظرتك إلى الناس.


عفاكِ الله وأي شيء مستعد


 

رد مع اقتباس