16-12-2012, 01:11 PM
|
#11
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 26107
|
تاريخ التسجيل : 10 2008
|
أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
|
المشاركات :
9,896 [
+
] |
التقييم : 183
|
|
لوني المفضل : Cornflowerblue
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مكتئـب
ما الفرق القنوط من رحمة الله، واليأْس من روح الله ؟؟؟
|
الحمدلله :
الله سبحانه وتعالى ذو رحمة واسعة، ذو رحمة خاصة بالمؤمنين، وعلى العباد أن يتقوه وأن يعبدوه، راجين رحمته، خائفين من عذابه.
فالمؤمن يكون بين الخوف والرجاء؛ لا يغلب جانب الخوف حتى يقنط من رحمة الله أو ييأس من روح الله، ولا يُغلب جانب الرجاء حتى يأمن من مكر الله عز وجل؛ فإن طريقة الأنبياء والمرسلين أنهم يدعون ربهم رغبًأ ورهبًا؛ كما ذكر الله تعالى ذلك عنهم.
وقال أيضًا: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}[ الإسراء: 57].
فإذا أخذ الإنسان جانب الخوف فقط، وبالغ في ذلك، حتى يقنط من رحمة الله؛ فإن الله سبحانه وتعالى قد حكم عليه بالضلال، قال تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}[ الحجر: 56] ، وكذلك إذا أيس من رحمة الله؛ كما في قوله تعالى: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[ يوسف: 87] ، وهذه طريقة الوعيدية من الخوارج وغيرهم، الذين غلبوا جانب الوعيد، وشددوا في ذلك، حتى ضلوا والعياذ بالله.
وأما قولك: هل هناك فرق بين القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله،
فالظاهر أنه لا فرق بينهما، والضلال والكفر يجتمعان، ويقال: هو ضال، ويقال: هو كافر؛ فهما وصفان مترادفان؛ فالكفر يسمى ضلالاً؛ كما قال تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}[ الفاتحة: 7].
ومن العلماء من فرق بينهما، واعتبر أن اليأس أشد من القنوط؛ استنباطًا من الآيتين الكريمتين؛ حيث إن الله سبحانه قال: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}[ الحجر: 56] ، فوصف القانطين بالضلال، وقال تعالى: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[ يوسف: 87] ، فوصف اليائسين من الرحمة بالكفر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - (ج 1/ ص 151) [ رقم الفتوى في مصدرها: 85]
|
|
|