عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-2012, 11:31 PM   #9
الداعي إلى الله
عضو فعال


الصورة الرمزية الداعي إلى الله
الداعي إلى الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 41755
 تاريخ التسجيل :  12 2012
 أخر زيارة : 11-01-2013 (11:05 AM)
 المشاركات : 48 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue



سأبدأ بعون الله تعالى في عرض أغلب المسائل والحالات التي عرضت عليّ وعلى إخواني :
من الوساوس والشبهات في الدين التي تقع للبعض أو يضعها أحدهم في طريقهم لزعزعة إيمانهم :
فأقول وبالله التوفيق ...

----------
1...
الصدمة في مَن يُتوسم فيه الصلاح أو التدين ..
------------------

وأغلب تلك الحالات تشترك فيها مشاهد وأسس واحدة تقريبا ً: تتضافر معا ًلبنائها للأسف .. منها :

>>
أنه كلما زاد الجهل بالدين بين العوام : التبس عليهم التفريق بين الصالحين وغيرهم ..
حتى إذا وصلنا إلى قمة الجهل بالدين في العامي : فهو مَن انحصر الصلاح عنده في المظاهر فقط :
كاللحية والنقاب والخمار وتقصير الثوب إلخ ..
فالذي يظن أن هؤلاء هم (فقط) عنوان التدين والإلتزام : فاعرف أنه جاهل بالدين ...
وإلا :

>>
فلا القرآن ولا السنة حصرت الصلاح في المظاهر : ورغم أهمية المظهر الإلتزامي للمسلم والمؤمن :
إلا أنه لا يطغى على أسس الصلاح المعلومة من القرآن والسنة !!!..

>>
فالقرآن كمثال :
يقرن في عشرات المواضع بين الإيمان : وبين العمل الصالح !!!.. فيقول عز وجل :
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات " ..
" والذين آمنوا وعملوا الصالحات " ..
" وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات " ..
ولم يقل عز وجل :
" الذين آمنوا وأطلقوا اللحيات " !!.. أو " الذين آمنوا وقصروا الأثواب " !!.. إلخ

>>
وحتى العلم نفسه (سواء ديني أو دنيوي) : لا اعتداد به في ميزان الصلاح عند الله تعالى لمَن حازه :
إلا للذين يخشون الله تعالى !!!.. فالعلم الذي لم يورث خشية من الله وضآلة العبد أمام الله : فلا ينفع صاحبه !
" إنما يخشى الله َمن عباده : العلماء ُ" .. أي :
لا يخشى الله حقيقة ًمن عباده : إلا العلماء بالفعل !!..

>>
وكذا في السنة والأحاديث الصحيحة ...
لا نجد مدحا ًلمَن أطال لحيته بأنه يكون بذلك قد حاز علامة الصلاح !!.. ولا لمَن انتقبت إلخ !!!..
ولا حتى لكثرة الصلاة والعبادة إذا لم يصاحبها عمل صالح ومسالمة الناس من اللسان واليد !!!..
وهذه امرأة ذكروا للنبي من كثرة صيامها وصلاتها وكما جاء في الحديث الصحيح :
إلا أنها تؤذي جيرانها !!.. فماذا قال النبي ؟؟.. هي في النار !!!!..
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ًمن أهل النار مَن يدور فيها يجر أقتابه !!!..
فيتعجب من معه في العذاب : أنه كان يأمرهم بالمعروف في الدنيا : وينهاهم عن المنكر !!!..
فماذا يقول لهم ؟؟..
يقول :
كنت أنهاكم عن المنكر : وآتيه !!!.. وكنت آمركم بالمعروف : ولا آتيه !!!.. أو كما قال ..

>>
إذا ً: لا تخدعنا المظاهر فقط ...
ووالله إن في بلدتي لسوق ٌ: رأى فيه أحد البائعين توجه الناس - حتى النصارى - للباعة الملتزمين !
وذلك لأن الناس تتوسم فيهم الأمانة وحسن المعاملة والبيع والموادعة ... فماذا فعل ؟؟..
أطلق لحيته !!!.. وتنقبت زوجته التي تساعده في البيع !!!.. وبقي الغش كما هو !!!.. ولكن في هذه المرة :
الذي تضاعف هو ليس ماله .. بل سيئاته !!!.. لأنه أضاف لسيئاته في غش بضاعته : غش الناس بالمظاهر :
والإساءة إلى الدين !!!..

>>
والخلاصة : الدين المعاملة .. وحسن الأخلاق يبلغ بالمؤمن درجة العابد الصائم القائم !!!..
بل : وبأحاسن الأخلاق : يحوز المؤمن شرف معية النبي في الجنة والقرب منه منزلة ًرزقنا الله وإياكم !!!..
ورغم شدة أهمية الإلتزام الظاهري للمسلم والمسلمة والمؤمن والمؤمنة كما أمر الله ورسوله بالفعل :
إلا أنها لا تعد مقياسا ًللأخلاق ومدى التدين أو العلم !!!..
فهي فقط علامات للإسلام .. ولكن : وما أدرانا أن أصحابها ليسوا بمنافقين ؟!!!..
فإن المنافقين - وبنص القرآن - :
قد شهدوا أن محمدا ًرسول الله : وكذبوا !!!.. فضحهم الله تعالى بذلك فقال :
" إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون " !
وكذلك المنافقون يصلون : رياء ً!!!!.. ويظنون أنهم يخادعون الله والمسلمين : والله خادعهم !!.. يقول عز وجل :
" إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يرآؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا " !

>>
حسنا ً... طب ماذا لو صدر الخطأ بالفعل من رجل صالح أو شيخ أو داعية إلخ ؟؟؟..
أقول :
وهل قال لكم أحد أن هؤلاء معصومون ؟؟..
وهل قال لكم أحد أن أفراد الناس يكونون حجة على الدين والإسلام ؟!!!..
وهل لو أخطأ أفراد ٌممَن يمثلون الشرطة : نذم الشرطة كلها ونظامها العامل على أمن المواطن وحمايته وتيسير أحواله ؟
وهل لو أخطأ طبيب حاذق في إحدى المرات : نحكم عليه بالموت النفسي : بل : ونحكم على الطب كله بالفشل ؟!
هل من عاقل يوافق على هذا الكلام ؟!!!..

>>
فالحكم على الأديان والمذاهب : يعود للنظر في الدين والمذهب نفسه قبل أشخاصه ...
وإلا ...
هل معنى أننا وجدنا نصرانيا ًمسالما ًوديعا ًأمينا ً: هل معنى ذلك أني أعتنق النصرانية وخرافاتها من صباح الغد ؟!!!..
أم أن العقليقول أني أستعرض الدين النصراني نفسه لأنظر فيه وأرجع إلى عقيدته بالقراءة والدراسة والتمحيص ؟!!..
هل معنى أن يُعجب أحدهم بغاندي وبعض أقواله : أن أصير مثله : مقدسا ًللبقر : أحمل من برازها وأضع على رأسي ؟!

>>
الصحابة أخطأوا .. وأخطائهم كانت في مواقف تعرضوا لها لأول مرة في دينهم ولم يكن يعلموا فيها أمرا ًولا نهيا ً!
فهذا خالد رضي الله عنه يقتل كافرا ًنطق بالشهادة خوفا ًمن القتل في إحدى المعارك : فينهره رسول الله كما لم يفعل مع أحد :
" أشققت عن قلبه " ؟!!!..
وهؤلاء أفتوا مجروحا ًبرأسه وقد احتلم : أنه يلزمه الغسل - ولم ينتظروا حتى يستفتوا رسول الله - : فاغتسل فمات !!..
فغضب رسول الله وقال : " قتلوه قتلهم الله !!.. ألا سألوا إذا لم يعلموا ؟؟.. فإنما شفاء العي السؤال " : والعي : الجهل ..
وأخبرهم بانه كان يكفيه التيمم لجرح رأسه الغائر ..
والأمثلة معروفة لمَن يقرأ .. إذا ً:
الخطأ وارد !!!.. والضعف البشري مغروس فيها !!!.. وهذا آخر كان يؤتى به لرسول الله من شرب الخمر ليعزره :
وعندما شتمه أحدهم : نهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بل : وأخبره أنه يحب الله ورسوله !!!..

>>
فالعالم أو الشيخ أو الداعية : هو إنسان مثلي ومثلك أولا ًوآخرا ً.. ونعم : الخطأ من جانبه أكبر أثرا ًعلى المسلمين ولكن :
لا يجب تعظيم مثل هذه الأمور وإخراجها عن حجمها المناسب لها .. وخصوصا ً: مع النظر لنوع أخطائهم وأخطائنا ..

>>
وختاما ًلهذه النقطة ...
ولأهمية موضوع الرقية الشرعية لبعض المرضى شفاهم الله وعافاهم :
ولاختلاط التفريق من العوام بين الراقي الحقيقي وبين المرتزقة والدجالين والسحرة والمشعوذين :
فسوف أخصص لها النقطة القادمة بإذن الله تعالى ...
وذلك لانتهاز البعض مثل هذه المسائل لجعلها ذريعة للطعن في الشيوخ عامة والرقاة خاصة بجهل وافتراء منه وتعميم بغيض ..
والله تعالى من وراء القصد ..


 

رد مع اقتباس