عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-2012, 12:04 AM   #14
الداعي إلى الله
عضو فعال


الصورة الرمزية الداعي إلى الله
الداعي إلى الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 41755
 تاريخ التسجيل :  12 2012
 أخر زيارة : 11-01-2013 (11:05 AM)
 المشاركات : 48 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue


----------
5...
شبهة تحريف عبد الله بن أبي السرح للقرآن ؟!..
------------------

كما رأينا إخواني فيما سبق ..
أن الذين يؤتون من جانب الدين بالشبهات : إنما يؤتون حقيقة ًمن جهلهم لا من الإسلام !
فالواحد منهم - وكما قلت لكم من قبل - :
تراه لم يمسك كتابا ًفي فقه ولا التفسير ولا الحديث من قبل !!..
ولا يعلم الحديث الضعيف من الصحيح !!..
ولا يستطيع حتى كتابة جملة واحدة ولا فقرة واحدة صحيحة إعرابيا ً!!!..

ومعنا في هذه النقطة الآن : أحد هذه الأنواع من الشبهات ..
حيث يشيع أصحابها ومَن يلوكونها عنهم :
أن عبد الله بن أبي السرح : ارتد بعد إيمانه : وذلك لما سبق الوحي بقوله :
" فتبارك الله أحسن الخالقين " : فأخبره النبي بأنها نزلت كما قال بالفعل !!.. فشك في الوحي !
وأنه كان يُبدل نهايات الآيات من غفورا ًرحيما ً: إلى عليما ًحكيما ًإلخ : ولم ينتبه إليه أحد !!!..
ولذلك :
أهدر الرسول دمه لما عاد عبد الله بن أبي السرح إلى مكة : وكان سيقتله في فتح مكة :
لولا شفاعة عثمان بن عفان له عند رسول الله : وكان أخوه من الرضاعة ..

هذه هي الشبهة باختصار ..
ويسوق القائلين بها بعض أقوال المفسرين وكتب السيرة ..

وللرد على أمثالها أقول - محاولا ًإرشاد كل مسلم ومسلمة للتعامل الأمثل مع ذلك - ..

>>
معلوم أن أعداء الله تعالى من اليهود لم يكن لهم هم عند ظهور الإسلام وشوكته : إلا محاولة تحريفه :
ودس الإسرائيليات أو الأكاذيب فيه عن النبي وصحابته لإفساده من الداخل :
وكما فعلوا في النصرانية من قبل عن طريق بولس اليهودي :
وهو أول مَن حرها للتثليث وترك الختان وعدم تحريم الخمر ولا لحم الخنزير إلخ ...

>>
فقام اليهود بنفس المهمة مع الدين الإسلامي عن طريق ابن سبأ اليهودي ..
فتقبلها عنهم الشيعة الروافض : ونجى الله تعالى منها أهل السنة والجماعة والحديث والأثر :
بما ألهمهم الله تعالى به من إنشاء علم الحديث وضوابطه وتراجم الرجال :
لتمحيص سند كل ما يُنقل أو يُقال منسوبا ًإلى النبي أو صحابته أو أخبارهم إلخ ..
فعاد كيد اليهود والزنادقة والمنافقين بذلك بالخسران عليهم !!!..

>>
وقد وفقني الله تعالى لكتابة موضوع مبسط وسهل عن علم الحديث وشروط الصحيح والضعيف إلخ
أرى أنه يلزم كل مسلم الإطلاع على مثله للوقوف على أرضية صلبة في ذلك :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/...g-post_17.html

وكان مما نقلته في مقدمته قول الإمام (ابن الجوزي) رحمه الله :
" لمّا لم يمكن لأحدٍ أن يُدخِلَ في القرآن ما ليس مِنه : أخذ أقوامٌ يزيدون في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ويضعون عليه : ما لم يقل !.. فأنشأ الله علماءً : يذبون عن النقل !.. ويُوضحون الصحيح !.. ويفضحون القبيح !..
وما أخلى الله منهم عصرا ًمِن العصور !.. غير أن هذا الضرب (أي هذا النوع مِن العلماء) : قد قل في هذا الزمان :
(يقصد في القرن السادس الهجري ! فما بالنا بوقتنا الحاضر؟!نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فصار أعز مِن عنقاء مغرب (كناية عن شدة النــُدرة) " !

ويذكر الحافظ (الذهبي) رحمه الله في (طبقات الحفاظ) :
" أن هارون الرشيد أخذ زنديقا ًليقتله (ونحن نتبرأ إلى الله تعالى مِن الأكاذيب التي نسجها الحاقدون على هارون
الرشيد رحمه الله) .. فقال الزنديق : أين أنت مِن ألف حديثٍ وضعتها (أي بثثتها كذبا ًبينكم عن رسول الله) ؟
فقال الرشيد : وأين أنت يا عدو الله : مِن أبى إسحاق الفزاري : وعبد الله بن المبارك : ينخلانها : فيُخرجانها
حرفًا ًحرفًا ً" !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!....

>>
ومن هنا :
يتبين لنا علو قدم أهل الحديث وعلمائه في الإسلام وأهميتهم ..
هم كالصيادلة بالنسبة للأطباء .. فلو لم يوافقوا على الدواء وصحته في نفسه : فلن يصفه الطبيب ولن يستخدمه !
وكذلك علوم الفقه والتفسير والسير والتاريخ .. فإن علماء الحديث هم القول الفصل فيما يصح وما لا يصح مما
يعتمدون عليه من أخبار وأحاديث ومرويات ونحوه ..

>>
وعلى ذلك : وجب التفريق بين مرويات كتب السير والتاريخ والتفسير : والتي تهتم بجمع الأخبار بغير تمحيص :
وبين كتب الحديث التي غايتها أصلا ًتخريج الأحاديث والمرويات والحكم عليها بالصحة أو الضعف إلخ ..

وسآخذ في ذلك مثالا ًواحدا ًفقط : وسيفي بالغرض إن شاء الله ..
ألا وهو شيخ المفسرين الطبري رحمه الله تعالى صاحب التفسير الشهير .. وصاحب كتاب تاريخ الطبري ..
نجده يقول صراحة ًفي تاريخه (1 /8) :
" فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين : مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل
أنه لم يعرف له وجها من الصحة ولا معنى في الحقيقة : فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قِـبلنا :
وإنما أوتي من قبل بعض ناقليه إلينا ..!! وإنما أدينا ذلك : على نحو ما أدي إلينا " !!!..

ومعنى الكلام لمَن لا يفهم - وما أكثرهم في هذا الزمان - :
أن الشيخ رحمه الله : يخلع المسؤلية عن نفسه للأخطاء التي يحتويها تاريخه : لأنه لم يتحر فيها جميعا ً
سلامة النقل والسند وإنما : التجميع فقط للتأريخ بكل ما قيل في الحدث الواحد أو الموقعة الواحدة إلخ ..!!
مثله في ذلك مثل كل كتب التأريخ والسير : معتمدا ًعلى أن يأتي بعده من العلماء المختصين : مَن يتفرغ لغربلة
هذه الأخبار سندا ًثم متنا ً: لبيان صحيحها من سقيمها !!!..

ولعلنا الآن نفهم سر اعتماد النصارى والملاحدة واللادينيين والشيعة الروافض على مثل هذه الكتب :
في استخراج الشبهات والأكاذيب لمحاججة أهل السنة والجماعة بها :
وأما كتب الحديث : فهي أقل في الاعتماد لديهم إذ يسهل كشف ما بها من شروط كل كتاب فيها مباشرة ً..

>>
وبالعودة لشبهات ما روي عن تحريف عبد الله بن أبي السرح للقرآن :
فنجدها تنقسم إلى مسألتين ..

الأولى :
وهو قوله " فتبارك الله أحسن الخالقين " قبل أن ينزل الوحي بها ..

الثانية :
وهي ما حكوه من تبديله في كتابة نهايات الآيات أثناء تدوينه للقرآن ..

وأما الرد بحول الله تعالى وقدرته ...
< وكل ما أنقله لكم هو من اجتهادات إخوة أفاضل سبقني معظمهم في تفنيد هذه المزاعم والشبهات >
-------------------------------

فأما بالنسبة للمنقول بسند بشأن تحريفه في كتابة القرآن :
فلم يأت شيئ ٌمنه أبدا ًفي كتب الحديث !!!..
وإنما كله من كتب السير والتفاسير !!..
وكل أسانيدها باطلة أو ضعيفة وموضوعة (أي مكذوبة) !!!..

وأما الحديث الوحيد المروي في كتب الحديث : فهو في مستدرك الحاكم :
والذي فيه ليست مسألة تحريف عبد الله بن أبي السرح للقرآن ولكن : قوله " فتبارك الله أحسن الخالقين " !
وسندها مع ذلك ضعيف كما سنرى !!!..
إذ الصواب : أنها من موافقات عمر رضي الله عنه للوحي قبل نزوله وكما جاء في الحديث الصحيح ..
وذلك من مزايا فاروق الأمة رضوان الله عليه وكرامة الله تعالى له ببيان مدى موافقته للحق بفطرته ..

وقد ذكر ذلِك السيوطي رحمه الله في الإتقان 1/ 128 فقال :
" النوع العاشر :
فيما أنزل من القرآن على لسان بعض الصحابة :
هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول والأصل فيه موافقات عمر وقد أفردها بالتصنيف جماعة.
وأخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه " قال ابن عمر : وما نزل بالناس أمر قط فقالوا: وقال :
إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر.
وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن.
وأخرج البخاري وغيره عن أنس قال : قال عمر :
" وافقت ربي في ثلاث قلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت :
{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} وقلت : يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر :
فلو أمرتهن أن يحتجبن ؟ فنزلت آية الحجاب .. واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة :
فقلت لهن : {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} .. فنزلت كذلك.
وأخرج مسلم عن ابن عمر عن عمر قال :
" وافقت ربي في ثلاث في الحجاب وفي أساري بدر وفي مقام إبراهيم " ..
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال : قال عمر :
" وافقت ربي - أو وافقني ربي في أربع .. نزلت هذه الآية : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} الآية :
فلما نزلت قلت أنا : " فتبارك الله أحسن الخالقين " فنزلت : {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} ."

أقول :
ومَن يقرأ ويتدبر الآية بالفعل حينما تتلى عليه : لا يستعجب من صدور هذا القول - الطبيعي - من عمر !!..
والآية بأكملها تقول :
" ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين .. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين .. ثم خلقنا النطفة علقة ..
فخلقنا العلقة مضغة .. فخلقنا المضغة عظاما .. فكسونا العظام لحما .. ثم أنشأناه خلقا آخر " ..
فهل من العجيب أن يقول عمر رضي الله عنه بعدها : " فتبارك الله أحسن الخالقين " ؟!!..

>>
إذا ً.. بالنسبة للمسألة الأولى من الشبهة وهي قول عبد الله بن أبي السرح " فتبارك الله أحسن الخالقين "
فقد ذكر المفسرون لها ثلاثة أقوال .. أنها وردت على لسان عمر (وهي أصح ما قيل بسند صحيح) ..
وأنها وردت على لسان معاذ بن جبل : وروايتها ضعيفة أيضا ًففيها جابر الجعفي (الإتقان للسيوطي 3/ 346) ..
وأنها وردت على لسان عبد الله بن أبي السرح : ورواياتها لا تصح أيضا ًلاعتمادها على الكلبي عن ابن عباس !!..
وذلك كما أوردها مثلا ًالقرطبي في تفسيره وغيره ....

فقد اعترف الكلبي بنفسِه في ذلِك (وكان سبئيا ًنسبة ًلعبد الله بن سبأ رأس الفتنة) !!... وكما روى سفيان الثوري فقال :
" قال الكلبي : ما حدثت عني عن ابي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا تروه " !!!..
الجرح و التعديل لابن أبي حاتِم 1/73 ..

وكما جاء في الكامل لابن عدي 6/115 - 116 :
" .. ثنا الأصمعي قال : سمعت قرة بن خالد يقول : كانوا يرون ان الكلبي تزرف حديث .. قلت للأصمعي : ما التزريف ؟
قال : الزيادة .. سمعت بن حماد يقول : قال السعدي : محمد بن السائب الكلبي : كذاب ساقط !!.. وقال النسائي :
محمد بن السائب أبو النضر الكلبي : متروك الحديث ..! أخبرنا الساجي : سمعت بن المثنى يقول :
ما سمعت يحيى ابن عبد الرحمن يحدثان عن الكلبي بشئ !!.. حدثنا الساجي قال : حدثني محمد بن موسى :
ثنا يزيد بن زريع : ثنا الكلبي : وكان سبئيا " !!..

وقد جاء ذكره بمثل ذلك في ترجمة الإمام البخاري له في تاريخه الكبير برقم 283 بقوله :
" 283 - محمد بن السائب أبو النضر الكلبى : تركه يحيى بن سعيد وابن مهدى .. وقال لنا على : حدثنا يحيى بن سعيد :
عن سفيان قال : قال لى الكلبى : قال لى أبو صالح : كل شئ حدثتك فهو كذب !!.. "

وأما الذكر الوحيد لهذه القصة في كتب الحديث : والذي جاء في مستدرك الحاكم على الصحيحين (وكان فيه تشيع) :
فهي مرسلة ضعيفة معضلة !!!..
فقد ذكر عصام بن عبد المحسن الحميدان محقق كتاب " أسباب النزول للواحدي النيسابوري " في تعليقه على رواية
شرحبيل بن سعد قال :
" أخرجه الحاكم في (المستدرك: 3/45) : من طريق أحمد بن عبد الجبار به : وهو مرسل ضعيف الإسناد :
بسبب أحمد بن عبد الجبار العطاردي (تقربب التهديب 1/91 رقم: 75) !!..
ويشهد له :
ما أخرجه ابن جرير (7/181) وابن أبي حاتم (فتح القدير: 2/141) عن السدّي مطوّلاً : وهو معضل ضعيف الإسناد !
وما أخرجه ابن جرير (7/181) وأبو الشيخ (فتح القدير: 2/141) عن عكرمة مرسلاً : بإسناد ضعيف !!..


>>
حسنا ً..
وماذا عن المسألة الثانية من الشبهة : وهي قصة تحريفه للقرآن ؟!!!.. وعدم انتباه النبي له ولا أحد !!..
أقول :
ورغم سقوط المتن (أي المعنى ومحتوى الكلام شرعا ًومنطقا ً) :
إلا أنه أيضا ًساقط السند : ولم يأت في أي ٍمن كتب الحديث رغم أهمية الخبر لو صح وانتشاره !!!..

>>
وكل ما روي في ذلك فهو مراسيل (والسند المُرسل هو عنعنة أحد الرواة لآخر : لم يقابله أو لم يعاصره : وهو ضعيف) ..
وحتى الرواية التي رواها الحاكم في مستدركه كما قلنا :
فليس فيها أنه كان يُبَدِّلُ كلماتِ الوحي !!.. ولكنها فيها أنه قال : سأنزل مثل ما أنزل الله : وهي لم تصح أيضا ً
كما رأينا !!.. بل :
يدل على تهافت كل ذلك على أرض الواقع :

1- إسلام أخيه بعد ردة عبد الله بن أبي السرح !!.. وتركه له ولمكة وهجرته إلى النبي !!.. ولو كان ابن أبي السرح صادقا ً:
لكان أولى الناس بتصديقه أو دفاعه عنه وتعضيده على الأقل : أخوه !!!..
2- إعلان عبد الله بن أبي السرح توبته يوم فتح مكة وسوقه لعثمان بن عفان ليشفع له عند رسول الله ..
3- أنه لو كان فيه شر لم يزل : لكان هدى الله صحابة النبي لقتله في ذلك اليوم : ولكن شاء الله بقائه حيا ًللخير الذي فيه ..
4- وهذا ما تحقق بالفعل على أرض الواقع وعلمه الله تعالى من صحة توبة عبد الله بن أبي السرح !!!.. وإلا - ولو كان صح ما قال -
فما الذي يدفعه للتفاني في سبيل هذا الدين وإعلاء كلمته والدفاع عن قرآن ربه ونشره : ما دام يرى أنه لا وحي وأن الأمر خدعة !!!..
فقد أسلم بعد ردته وحسن إسلامه بشهادة الصحابة والتابعين : وأجرى اللهُ تعالى النصْر على يديهِ .. فدخلت بِلاد أفريقيا والسودان
والمغْرِبِ وحتى مشارِفِ الأنْدلُسِ في الإسْلام على يديه !!.. غير ما أضج به مضاجع الروم !!.. وكان ممَن اعتزل الفتنة بين علي ومعاوية :
رضي الله عنهم أجمعين !!!!..
------------------------------------

والخلاصة من علم الحديث وحتى لا أطيل عليكم :

هي أن الروايات التي تذكر هذه القصة في كتب التفسير مثل "الطبري" أو "البغوي" أو "الواحدي" في أسباب النـزول :
جميعها مرسل .. تنتهي إما إلى السُدِّي .. أو عكرمة .. أو أبي خلف الأعمى .. أو شرحبيل بن سعد ...

فيمكن الرجوع للروايات عن عكرمة والسُدِّي في تفسير الطبري سورة الأنعام في (ومَن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إلي ...)
وفي تفسير سورة النحل آية 110 ..
وكذلك في "معالم التنـزيل" للبغوي .. وأسباب النـزول للواحدي ..
وفي تفسير ابن أبي حاتم : في رواية أبي خلف الأعمى ..
وكذلك في مستدرك الحاكم كما قلنا في رواية شرحبيل بن سعد ..

وليس من ذلك كله رواية واحدة صحيحة مسندة من أحد من هؤلاء متصلة إلى صحابي ....!
والمرسَل من أقسام الضعيف كما قلنا لأنه عرضة للدس والتأليف ..

فضلًا أن ممَن أرسل من هؤلاء .. هو في نفسه ضعيف أصلا ًأو متروك ..!

فـ " أبو خلف الأعمى" هو "حازم بن عطاء" : لا خلاف في تركه بين العلماء !!..
فهو " كذاب " عند ابن معين ...! انظر تهذيب التهذيب - ترجمة (أبو خلف الأعمى البصري) ..
وهو " متروك .. ورماه ابن معين بالكذب " .. انظر ابن حجر في (التقريب) ..!
وهو كذلك : " شيخ منكر الحديث ليس بالقوى " عند أبي حاتم وكما روى عنه ابنه في (الجرح والتعديل) :
الجزء الثالث ترجمة حازم بن عطاء ..!
وقال الذهبي فيه : " ضعفوه " .. انظر ميزان الاعتدال ... (حرف الحاء).........

وأما بالنسبة للسُديِّ .. فهو (عبد الرحمن بن إسماعيل السُّديّ ) : وفيه من الخلاف ما فيه ..!
بين مُضَعِّفٍ له كابن معين وأبي زرعة .. انظر (الكامل) لابن عدي في ترجمة : إبراهيم بن مهاجر ..
وكان يتناول الشيخين كما قال العقيلي ... انظر (تهذيب التهذيب في ترجمته) ..
وبين قولهم : " لا بأس به " .. " مقارب الحديث " أو " ثقة " كما عند أحمد بن حنبل والنسائي ..
انظر (التهذيب أيضًا) ..
لكن حتى من الذين وثقووه أو رووا عنه : مَن لا يرضى تفسيره للقرآن بالمرويات لضعفها !!..
كالإمام أحمد بن حنبل نفسه ..!

قال الساجي :
وحكى عن أحمد أنه ليحسن الحديث : إلا أن هذا التفسير الذي يجئ به : قد جعل له إسنادًا واستكلفه !
انظر (تهذيب التهذيب الجزء الأول - ترجمة : إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة السُدِّي)

وكان الإمام الشعبي يكره تفسير السُدِّي للقرآن ..
مر عليه يوما ًوحوله شباب يفسر لهم القرآن : فقام عليه الشعبي فقال :
ويحا للآخر !!.. لو كنت نشوانًا يضرب على إستك بالطبل : خيرا لك مما أنت فيه !!..
وقيل للشعبي : " ان إسماعيل السدي قد أعطي حظًا من علم القرآن " !!.. قال :
" إن إسماعيل : قد أعطي حظًا من جهل القرآن " !!..
انظر (الكامل لابن عدي الجزء الأول - ترجمة السُدِّي : إسماعيل السُدِّي) ..

وحتى لو تركنا السُدِّي نفسه : ومسألة الاختلاف في توثيقه وتضعيفه .. نقول :
الرواية التي رواها السُدِّي : إنما رواها عنه أسباط بن نصر ... وهو ضعيف أيضا ً..!!!!
قال النسائي : " ليس بالقوى " !!..
وقال أبو نعيم : " ضعيف .. أحاديثه عامتها سقط : مقلوب الاسانيد " !!!..
انظر (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم) ...
وقد روى عبد الرحمن عن أبيه : تضعيف أبي نعيم له .. انظر (تهذيب الكمال ترجمة : اسباط بن نصر)

بل وكان مما أخذه الشيخ محمد حسين الذهبي رحمه الله على تفسير "بحر العلوم" :
لنصر بن محمد السمرقندي الفقيه الحنفي : هو روايته عن أسباط عن السدي !!!..
قال :
" وهو يروى أحياناً عن الضعفاء .. فيُخَرِّج من رواية الكلبى !!.. ومن رواية أسباط عن السدى !!..
ومن رواية غيرهما ممَن تُكلِّم فيه..." !
انظر (التفسير والمفسرون للذهبي – الجزء الرابع : الكشف والبيان عن تفسير القرءان) ..

ولذلك : فحتى ما استصلحه الإمام أحمد أن يرويه عن السدي : فلم يكن فيه شيء ٌعن أسباط ..!
وذلك لأن أسباط هذا : ضعيف عند أحمد كما عند غيره من المحققين وعلماء الحديث ..
حيث لم يدر له ما يصححه : وهذا تضعيف من الإمام أحمد له كما هو معلوم ..
وما جاء في مسند الإمام أحمد عن أسباط بن نصر عن سِمَاك : فليس من رواية أحمد وإنما من زوائد عبد الله ابنه ..
ومعلوم أن في المسند من زوائد عبد الله وأبي بكر القطيعي : ما يجب تميـيزه عن روايات أبي عبد الله : الإمام أحمد ..

ولم يرو الإمام أحمد رواية السُدِّي لا المرسلة ولا الموصولة ..!!
لا التي فيها أن عبد الله بن أبي السرح غـيَّر في الآيات : ولا غير ذلك !!!..

وصدق الله العظيم :
" اسألوا أهل الذكر : إن كنتم لا تعلمون " ...

واما الذين يستنكفون ويستكبرون عن سؤال أهل الذكر :
فهم كالإمعة : يذهب بها لابسها في كل اتجاه : وهي تتبعه على غير إرادة ٍمنها ولا بصيرة !!!..
والحمد لله على نعمة الإسلام !!!..

< ملحوظتين : 1- تم الاستفادة في الرد من كتابات الإخوة من منتدى الجامع وحراس العقيدة ..
2- في بعض المشاركات ستجدون أخطاء كتابية كثيرة لي : فهي بسبب أزرار ممسوحة في لوحة مفاتيح العمل :
ولا تتيح لي فترة التعديل الخمس دقائق في المنتدى هنا تصحيحها أو تعديلها .. فوجب التنبيه >



 

رد مع اقتباس