هذه معاناتي ، فشاركوني الهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري من أين أبدأ حديثي ، سعيدة لأني وصلت إلى هذا المرفأ ، وهذا الفج الفسيح !!
لأبث بوحي بين أيديكم ، فتقرأه قلوب ذاقت الألم مثلما ذقته ، وشربت الخوف مثلما شربته ?، هذه القلوب التي ستُدرك حجمًا حجم معاناتي أكثر من غيرها ، لسبب واحد ، أنّ الألم واحد ، والوجع واحد !!
أعرف أن مثل هذه الأوجاع يصعب على من لم يُعايشها فهمها ، أو حتى الإحساس بمن يُعاني منها !
إلا من جرّب !
ومن ذاقَ عَرَف !
سأكتب قصتي ؛ يقينًا أنكم ستقرؤنها حرفًا حرفًا ، بنفس الشعور الذي قرأتُ به جُلَّ مواضيع هذا المنتدى !
بنفس الحرص !
منذ سنين وأنا أتفزّع في نومي بين حين وآخر ، أشعر كأنّ أحدًا يوقظني كلما غفوت !
لم أكن أتعب ، إلا في النوم !?
لكنني كنت مسيطرة على الوضع ، لأنه أذى لا يعتريني إلا على فترات مُتباعدة !
وقبل عام وأشهر تزوجت ، وبدأت تأتيني نوبات هلع مفاجأة ، في أوج سعادتي تأتيني ،
خفقان / رعشة / تنمل / اضطراب النظر / اختناق النّفس / وهن الجسد / الإحساس اليقيني بأنه الموت !
وأُشدّد على قولي ( يقيني ) !!!
أتتني هذه النوبة القاسية أكثر من مرّة ، على فترات متباعدة نسبيًا ، شهرين / ثم بعد 4 أشهر ، ثم بعد شهر !
هاجمتني في منزلي أثناء حديثي مع زوجي ، وفي الليل وهو نائم ، في السيارة !
وفي كل مرّة أحاول الهرب من شدّة الفزع الذي يملأ قلبي الصّغير !!
اتجه برعب إلى الطوارئ ، تخطيط قلب / إيكو قلب / قياس ضغط / سكر !
لا شيء!!
كل شيء على ما يُرام !!
فقط نبض متزايد !
والسبب مجهول !
بدأت تزداد عليّ النوبات !!
وبدأت أبحث عن السبب ..
حتى وصلتُ إلى ما يُسمى طبيًا ب panic attack
( نوبات الهلع ) ، وبدأتُ أقرأ عنها بدقّة ، ووجدتُ كل أعراضها تنبطق عليّ تمامًا ، فبدأت أستوعب الأمر ، وأُجاهده ، وأحاول أن أُطبّق تقنيات المعالجة السلوكية لتخفيف حدّة الخوف !
وكنت كثيرًا ما أنجح !
وكثيرًا ما أفشل !!!
مع الأيام ، بدأ خوف غريب يتسللني ، كل يوم أحسّه اليوم الأخير في حياتي !!
كل يوم شيء ما يبث ف رَوعي أنني سأموت !
سأعطيكم بعض الأمثلة لأُقرّب لكم الصّورة .
منّ الله علي وحملت ، وكنت طيلة فترة حملي موقنة أنني لن أرى طفلي ، ورأيته !!
- كانت أمي على سفر أيام الإجازة ، وكنت كل ليلة أبكي بحرقة / بمرارة / بخوف ؛ خوف مُرعب أني لن أراها ، ورأيتها !!
-عندما تتحدّثن أخواتي عن مناسبة ما مثلًا ، أظل أستمع بغربة ، وأشعر أنني لن أعيش إلى تلك اللحظة ، وأني سأموت !
- أكون بين أهلي على السفرة ، فيغشاني هذا الشعور فجأة ، فأظل أنظر بخوف ، بحزن ، أتأمّل قسمات والداي ، لأنها في يقيني النّظرة الأخيرة !
وهكذا طيلة يومي ..
ف الفترة الأخيرة ، تعبت كثيرًا ، وضاقت عليّ الحياة ، تعبتُ حدّ العجز ، حدّ اليأس ، حدّ الذبووول !!
24 ساعة ، أقولها بوعيي ، دون مبالغة والله ،
24 ساعة وأنا على صدري من جهة اليسار شيء جاثم يخنقني ، شي يضغطني ، يعصرني بشدّة ، ليس شعورًا فحسب !
إنه ألم حقيقي ، يخنق أنفاسي !!!
والنّوم ؛ صار عدوي !
لا أنام في الليل أبدًا ،?
كلما غفوت استيقظت بفزع ،
سأصف لكم بشكل أدق !!
ينام زوجي ، ينام طفلي فأُحصّنه ، ثم أضعه في سريره بجواري ، استلقي بعد يوم مُنهِك مليء بالمتاعب والمسؤوليات ، يُلاعب النوم عيوني ، أحتاج أن أناااااام ، بسم الله ، اللهم سلمتُ نفسي إليك !
للتو غفوت ، استيقظ بفزع ، كأنما شيء يوفظني ، يقترب مني ، أنا لا أرى شيئًا ، لا ظل ، لا شخص ، لا أحد !
لكني أحس به إحساسًا حقيقيًا !!
بسم الله
انقلب للجهة الأخرى ، فيأتيني بعد غفوتي نفس الشعور ، فأقوم مفزوعة ، مرعوبة !
أشعر أنّ أحدًا سيخرج لي من الباب ، أحدًا يقترب مني !
إنه شعور قاتل ، قاتل والله )؛:
وفي كل مرّة أظنّه الموت ، الموت ولا غيره !!
في الصّلاة ؛ خوف فظيع ، خفقان شديد ، ضيق كبير !!
عند قراءة القرآن ، في الحرم ، نفس الخوف ، ونفس الضيق ونفس المشاعر !!
صارت صلاتي تحتاج إلى صلاة ، وعبادتي تحتاج إلى عبادة ، صرت أهرب من خوفي عن كل قُربة !!
أمراضي كثيرة ، متوالية بشكل يُبعدني عن زوجي ،?
التهابات اسنان ، نزيف يستمر لمدة 14 يوم ، ثم زكام وسخونة شديدة ، ثم التهاب في العيون ، ثم الام في المعدة ، وهكذا !!
كلما ما انتهيت من دوامة دخلت في دوامة !!
أكون جالسة بين أهلي ، فجأة يضطرب نظري ، وأحس بأن أحدًا سيخرج لي ، وأشعر أنه الموت ، وأني في عالم غريب ، فأرتبك ، أحاول أن أهرب ، لئلا ينتبهوا لي ولئلا أستسلم ، أغسل وجهي ، أعوذ بالله من الشيطان اللرجيم ، ثم أعود !!
لا أدري مالذي بي ؟!
مالذي أصابني ؟!
ماهذا الشي الجاثم على قلبي
إذا قلت أنها نوبات هلع ، فهي نوبات ، تأتي وتذهب ، لكن عندي مستمرة 24 ساعة أنام وأصحو وأنا في ضيق وألم !
والله أقولها صادقة متذ أن أفتح عيني تبدأ معاناتي ، إلى أن أُغمضها !!
لا أستطيع القيام بإي مجهود مهما كان بسيطا ، فضلا عن أعمال المنزل ، كلما هممت لصنع شي تعبت ، أُرهقت !!
فأنا طيلة اليوم مرهقه ، متعبة ، فاقدة للشهية بشكل كبير !!
لا أستطيع أن أفعل شي
فورًا أتعب وتعتريني الكتمة ،والام فوق الكتفين !!
والخوف ، الخوف أرعبني )؛:
هذه حالتي
أخلص فيها :
ضيقة مستمرة وألم ضاغط على القلب ،
خوف مستمر غير طبيعي شلّ حركتي ،
إحساس يقيني بقرب الموت وخروجه ف أي لحظة ،
دوام الحزن والقلق ،?
الشعور بغرابة الدنيا ،
الهروب من العبادات ،
?
فهل أجد عندكم تفسيرًا لها ؟!
شاركوني الهم مأجورين !
ولو بدعوة ..
/
لم أراجع ما كتبت لتصلكم صادقة كما خرجت من قلبي المضطر المنهك !
|