اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللهم اشفينا
أعتذر عالتأخير أخي الكريم ، أنشغلت مع الإختبارات آسفه، قصدي يعني ممكن الإنسان يكون ناوي يصلي وربي مايريد له ومايوفقه للصلاة، ممكن يحدث هذا الشيء؟؟
وجزاك الله خير ..
|
كده فهمت ....
أنا خمنت هذا الرأي .. ولكن أحبيت أتأكد منك ...
كلامك هذا أختنا الفاضلة لو صح :
لوجب عليك أن تسحبيه على كل شيء في حياتنا أيضا ً!!.. أليس كذلك ؟؟..
يعني مثلا ً:
لو تهور أحد الطائشين في قيادة سيارته وصدمني أنا وأهلي فأصاب مَن أصاب وقتل مَن قتل :
فلا يجب علينا مساءلته في شيء لأنه سيقول :
أن الله كتب ذلك أن يقع لي ولكم !!!!..
أيضا ًالسارق والزاني والقاتل والخائن والمختلس والمتلصص إلخ :
كلهم سيقولون :
الله كتب ذلك علينا أن نفعله : وعلى ضحايانا أن يقع لهم !!!!..
أقول :
وكل هذا من خطأ التفكير أختنا الكريمة ...
وأما الصواب :
فهو أنه يمكن تقسيم إرادة الله تعالى إلى نوعين ...
1... إرادة شرعية ..
2... إرادة كونية ..
فأما الإرادة الشرعية :
فهي إرادة الله تعالى إكرام المؤمنين ونصرهم وتنعيمهم وعدم المشقة عليهم إلخ ..
وأما الإرادة الكونية :
فهي وقوع ما قدره الله تعالى سلفا ً: لإظهار ابتلاء وامتحان مخلوقاته :
فصبر المؤمن مثلا ً: لن يظهر إلا مع الابتلاء بمرض ونحوه .. وذلك رغم قول الله تعالى :
" يريد الله بكم اليسر : ولا يريد بكم العسر " !!!..
إذا ً.. فآية : " يريد الله بكم اليسر : ولا يريد بكم العسر " :
هي من إرادة الله تعالى الشرعية .. أي في أحكامه وأوامره لنا : أن مبناها على التيسير ..
وأما سماح الله تعالى بوقوع المرض وسائر المصائب والشرور إلخ :
فهي من إرادة الله تعالى الكونية كما قلنا ...
ونحن سنحاسب على أفعالنا الاختيارية : وليست التي لا دخل لنا فيها ..
يعني مثلا ً:
لن يحاسبني الله تعالى على مجرد موت أبي !!.. ولكن : سيحاسبني إن كنت تسببت في موت أبي !
والفرق كبير !!!!..
فالأول : قدر لا دخل لي به .. وأما الثاني : فقد صار لي دخل به وتسببت فيه !!!!..
وأما شبيه سؤالك هذا واستفسارك من كتب السنة :
فهو الحديث الصحيح التالي في البخاري ومسلم .. وفيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
" دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فاطمة رضي الله عنها من الليل .. فأيقظنا للصلاة ..
قال : ثم رجع إلى بيته .. فصلى هويا من الليل (أي بعضا ًمن الليل) .. قال : فلم يسمع لنا حسا !!..
قال : فرجع إلينا فأيقظنا وقال : قوما فصليا ..! (لأن من أعظم الصلوات صلا قيام الليل) .. قال :
فجلست (أي سيدنا علي رضي الله عنه) وأنا أعرك عيني وأقول (وانتبهي لكلامه القادم لأنه نفس كلامك) :
إنا والله ما نصلي : إلا ما كتب لنا (أي إلا ما كتب الله في قدره وعلمه أننا سنصليه

إنما أنفسنا بيد الله :
فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا (أي إن شاء أن نستيقظ أيقظنا) !!.. قال :
فولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ويضرب بيده على فخذه :
ما نصلي إلا ما كتب لنا !!!.. ما نصلي إلا ما كتب لنا !!!.. وكان الإنسان أكثر شيء جدلا " !!!!..
والحديث فيه فوائد كثيرة لا يحصيها المقام الآن ...
ولكني أكتفي بما يخص منها مسألتك .. حيث تركهما النبي وهو يتعجب من قول علي رضي الله عنه :
أنه يجادل بقدر الله تعالى على فعل ٍاختياري قد تركه (وهو قيام الليل بعد أن أيقظهما النبي أول مرة) !!!..
وفي رد فعل النبي ذاك وقوله :
توضيح لما شرحته لك أختنا الفاضلة من التفريق بين الإرادة الكونية والشرعية لله تعالى ...
وفقك الله تعالى وهداك ِلكل خير ..
اللهم آميــن ...