عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-2013, 10:22 AM   #81
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


الأمور المعينة بعد الله على الثبات والمقاومة:
أولا : سأضرب لك مثالا أوضح فيه حالتك مع العلاج :
أخي المتعالج من الوسواس إنك كمثلالذي قُيد بالقيود والأثقال ثم ألقي في بئر عميق فتعلقت أطرافه في أحجار البئر

فإذا أراد الخروج من البئر ، لا بد أن يتخلص من هذه الأحجار أولا، ثم يتخلص من القيود والأثقال ثانيا !
والتخلص من الأثقال و الأحجار يستلزم جهدا كبيرا ، ثم يكون الخروج بعد ذلك أسهل بكثير ولكنه يحتاج إلى الصبر والثبات.
ولكن ماذا سيكون لو تخلص من هذه الأحجار فقط ولم يتخلص من القيود أو تخلص من بعضها فقط ؟!

فهل يمكنه الخروج من البئر ؟ بالتأكيد الأمر صعب جدا !!
حسنا .. نفرض فرضية أخرى وهي أن هذا الإنسان تخلص من الأحجار والأثقال معا وبدأ بالصعود ثم بدأ الخور والتراخي ينهش إرادته حتى سقط مرة أخرى !!
سيصعب عليه الخروجحينئذ لأنه استنفد قوته في التخلص من الأحجار فيالمحاولة الأولى وستضعف همته وتتحطم إرادته ثم يستسلم للموت ، بل قد يكون سقوطه عنيفا فيؤدي إلى موته في الحال .
وهذا هو حالكفالبئر هو الوسواسوقد سقطت فيه وتعلقت أطرافك المثقلة بالقيود الثقيلة في أحجاره ، فاحمد للهأن أعانك على التخلص من هذه الأحجار في التهيئة النفسية ثم نزعت هذه القيود بالخطوة الثانية من خطوات العلاج ولم يبق لك إلا الصعود لتخرج من البئر .

فابدأ بالصعود مع التركيز والثبات واحذرمن التراخي حتى لا تسقط مرة أخرى واعلم أن الفرج قريب بإذن الله .
ثانيا : أن الوسواس سببه الشيطان ، والشيطان ضعيف، يقول الله تعالى : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا) النساء 76.
فكما ترى ، فالله وصف كيد الشيطانبالضعف في حين جاء وصف كيد المرأة بالعظيم حيث قال سبحانه: (فَلَمَّارَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّكَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) يوسف 28

فكيد المرأة أقوى من كيد الشيطان ، بل ولا مقارنة بينهما، ولو جربتم مقاومة كيد الشيطان لرأيتم بأنفسكم ضعفه وهوانه .
ولو سألتني عن كيفية مقاومة كيد الشيطان ..! فسأجيبك بأن مقاومته ، تكون بعدم الالتفات إليه وعدم الاهتمام به مهما كبر في نفسك بل اصبرواستمر في مقاومته وستجده سرعان ما يفر من أمامك هذا فيما لو صمد في وجهك وإلافالمعروف عن الوسواس الهرب قبل المواجهة، فمثلا : لو توضأت وتجهزت للصلاةثم بدأ الوسواس يعمل عمله ويوهمك بأن وضوءك قد انتقض بأي سبب ريحا كان أو غيره!
ثم بدأت ضربات قلبك تزداد وأعصابك تتوتر والعرق ينزف!
فهنا يجب عليكأن تصمد وتكبر للصلاة ولا تلتفت له.
وستجد أن الوسواس قد زال عنك واطمأن قلبكبمجرد العزيمة فقط ، وهذا أكبر دليل على ضعفه ولكنه يحتاج إلى الصمود فقط.

ثالثا : لا تتعامل مع الأفكار الوسواسية بناءا على ما تحس به أثناءتسلطها عليك، فالموازين هنا مختلفة.
لا بد لك أولا من الخروج من تسلطالوسواس عليك حتى ترى الأمور على حقيقتها.
فالوسواس مثل بحيرة السرابيظنها السائر شيئا عظيما وهي في حقيقتها لا شيء ! فلو توقف بمجرد رؤيتها لأصبحت البحيرة عائقا له عن إكمال المسير ولكنه لو استمر في المسير لوجد أنها تتلاشى شيئا فشيئا حتى إذا وصل إليها لم يجد شيئا .
وكذلك الأفكار الوسواسية لو صمد الإنسان أمامها واستمر في المقاومة لم تضرهوستختفي كما يختفي السراب.
ولكن لو تقبلها وتنازل أمامها فليعلم أنها ستتحولإلى جبل جليدي سرعان ما يكتسح الموسوس نسأل الله العافية.
فمثلا : لو أحسالموسوس بأن قطرات بول خرجت منه ثم بدأت الأفكار والأوهام تكثر عليه حتى بدأ يفقدصوابه.
المفترض منه ، أن يصمد أمامها ولا يبالي بها أبدا ، وعند ذلك ستزولعنه وتبدأ نفسه بالاطمئنان ويرتاح من تبعات التنازل ، ولكن إن هو بدأبالتنازل ثم قام بالنظر ليتأكد هل خرج منه شيء أو لا،عند ذلك سيقع مالا تحمدعقباه،لأنه سيرى العرق فيعتبره بولا !! ثم يفترض نجاسة الثياب كلها،ثم نجاسة يده وما مسته من أثاث أو ثياب، ثم تتنجس الغرفة بأكملها ثم يسقطالمسكين باكيا مهموما مغموما،وسبب هذا كله طاعته للشيطان ومبالاته بالأفكارالوسواسية !وعدم طردها والصمود أمامها ،مع أنه لو تجاهلها لم يحصل شيء من ذلك.

رابعا: احذر أشد الحذر من الوساوس السخيفة التي لا تلقي لها بالا.
فإنها هي أساس البلاء ، وهي المفتاح الذي يستطيع الوسواس أن يدخل إليك عن طريقها.
خامسا : إياك والخوف من الوساوس وإعطائها أكبر من حجمها بل هي أسخف وأحقرمن أن يلتفت إليها.
حاول أن تتمتع بثقة وهدوء كبيرين ، بعيدا عن التوتر وشدالأعصاب.
وهناك قاعدة عند علماء النفس معناها : أن الخوف قبل أي محاولة جديدةدليل على الفشل.
سادسا : حاول أن تتعلم فن الاسترخاء ، وذلك عن طريق شراءالكتب والأشرطة المعينة على ذلك .
سابعا : استخدمالرقية الشرعية على نفسك وحاول أن تفعلها أنت لأنك أنت من اكتويت بنار الوسواس فذلكأدعى للإخلاص، علما أنني أرفقت رقية شرعية مفيدة جدا بإذن الله في آخر الكتاب .
ثامنا : حاول أن تقرأ سورة البقرة كلليلة وإن قرأتها في قيام الليل كان أفضلإن استطعت إلى ذلك سبيلا لمدة شهر واحد على الأقل .

تاسعا : عليك بالصدقة بنية الشفاء من الوسواسويجب أن يكون المبلغ المتصدق به على وزن المرض الذي تشتكي منه فحاول أن يكون المبلغ كبيرا نوعا ما واحرص على الإخلاص وتجنب الرياء يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( داووا مرضاكم بالصدقة ) رواه البيهقي .
ولقد جرب الصدقة كثيرون واستفادوا منها فائدة كبيرة بفضل الله .
عاشرا : أكثر من فعل العبادات كقراءة القرآن والإكثار من النوافل وقيام الليل والصدقة وكثرة الذكر لا سيما الاستغفار والتسبيح والتهليل .
فهي من أعظم أسباب تخفيف الوسواس حيث أنها تهدئ النفس وتزيل تأنيب الضمير الذي يرفع درجة التوتر لدى الموسوس مما يجعله فريسة سهلة للوسواس .
الحادي عشر : أكثر من الدعاء بأن يشفيك الله من الوسواس واعلم أن هذا أعظم الأسلحة التي تملكها وثق بإجابة الله لك ولا تيأس فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا ) رواه أبو داوود .
وثق بالإجابة ولا تستعجل لأن الله تعالى يجيب الداعي مالم يعجل حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يستجاب لأحدكم مالم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري ومسلم .
أخيرا : لا مانع من تسجيلالمواقف الشجاعة والتي صمدت فيها أمام الوسواس ، لتكون معينة بعد الله في رفعمعنوياتك
مثل:أن يحصل لك موقف وسواسي وتكثر عليك الأفكار وتصل إلى حدكبير ، ثم ترفضها وتتركها فترتاح نفسك وتطمئن ، فلا مانع من تسجيلها كأن تكتب:
في يوم الخميس 1426/4/4هـ
كبرت لصلاة العصر فأتاني الوسواس وشككني بالتكبيروأوهمني أنني لم أكبر حتى ضاقت علي الأرض وتصبب العرق مني وأحسست بأن الصلاة قد انقطعتولكنني بفضل اللهتجاهلته وأكملت الصلاة فأذهبه الله عني وأكملت الصلاة

كأن لم يأتني أذى .
وحاول أن تكون هذه في الشهر الأول فقط.


 

رد مع اقتباس