13-01-2013, 10:28 AM
|
#86
|
مراقب عام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29965
|
تاريخ التسجيل : 03 2010
|
أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
|
المشاركات :
34,379 [
+
] |
التقييم : 253
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Royalblue
|
|
العقبة الثانية
الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير جراء تجاهل الوسواس
ومن العوائق والمصاعب التي تواجه الموسوس بعد العلاجإحساسه الكبير بالذنب وتأنيب الضمير بأنه لم يؤد العبادة على أكمل وجه ، وأنه لومات على هذه الحال مات على غير الحق،ولذا تجده يبدأ بالقلق وكثرة التفكيربالموت ، وقد يبدأ بالتفكير بترك العلاج والعياذ بالله،لكي يرتاح من تأنيبالضمير.
والسبب في هذا الشعور ، أن الشيطان همه الأول والأخير هو إضلالبني آدم ودخولهم النار ، ألم يقسم الشيطان بعزة الله أن يغوي الناس أجمعين ،قال تعالى : ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين) ص82 .
والشيطان أول ما يبدأبالإنسان ، يزين له المعصية والفسوق ويضعف من حبه للعبادة ومن أدائها ، فإن عجزعنه أتاه من الطريق الآخر وهو الإفراط الشديد في أداء العبادة وتشديدها على الإنسانوهو ما يسمى ( الوسواس)
وبهذه الطريقة يجني الشيطان نفس النتيجة حيثيبدأ الإنسان بتأخير الصلوات عن وقتها وأحيانا يمر عليه اليوم أو اليومين وهو لميستطع الصلاة ويبدأ الإنسان يترك النوافل لانشغاله بأداء الفرائض فلا يفرغ منها حتىيكون التعب بلغ منه كل مبلغ، ثم يبدأ يتسلل إلى قلبه الشعور بكره العبادةوالعياذ بالله،فتجد الموسوس أحيانا يكون مسرورا سعيدا ، وبعد أن يؤذن للصلاةتنقبض نفسه ويضيق صدره،ليس من أجل الأذان كلا وحاشا ولكن لمعرفته بماسيكون بعد الأذان من هم وتعب ونصب.
فباللهعليكم ما الفرق بين الفاسق والموسوس ؟
أليست النتيجة واحدة ؟
كلاهما يؤخرالصلاة عن وقتها .
وكلاهما يفرط بالنوافل .. ويتململ عند أداء العبادة.
بل إن الفاسق والعياذ بالله قد يكون خيرا من هذا الموسوس ، لأنه قد يتوب ويعودإلى الله أما هذا الموسوس فقد يصل به الوسواس إلى أن يترك الصلاة نهائيا.
ولذالك .. فعندما يبدأ الموسوس بالعلاج ، وتبدأ عليه أمارات الشفاء منأداء للصلاة في وقتها ومن أدائه للنوافل ، وحبه للعبادة حيث أن الموسوس في بدايةالعلاج يتمنى أن يؤذن للصلاة لكي يرغم الشيطان ويمرغ أنفه ويؤدي العبادة كما أمرهالله بها،فعند ذلك تثور ثائرة الشيطان ويعلم أن هذا الإنسان قد فلت منه،حيث يعلم أنه لن يترك العبادة ولن يستطيع أن يوصله إلى الفسق فقد عجز عنه فيالسابق،وليس له طريق عليه إلا بالوسواس.
فيبدأ الشيطان لعنه اللهباستغلال خوف الموسوس من النار وحبه للكمال في أداء عباداته بإثارة الشبهات عليهوإثارة الأحزان ، بأنه لم يؤد العبادة كما أمره الله بها، وأنه لو مات سيموت علىالكفر والعصيان،فيبدأ الموسوس المسكين بالقلق والخوف ، فهو ما وقع فيالوسواس إلا خوفا من النار !! ولم يفكر بترك الوسواس إلا خوفا من النار.
فما هو الحل إذا من هذه المعاناة ؟ وكيف نتخلص من هذا الشعور ؟
أخي الموسوس أختي الموسوسة إن هذا الشعور الذي أحسستم به بعد أن بدأتم تسيرون في الطريق الصحيح طريق محمد صلىالله عليه وسلم وطريق صحبه الكرام، ما هو إلا كيد من الشيطان ليصرفكم عنه، ووسوسة منه لكي ينال منكم،فاحذروا أشد الحذر،وانتبهوا أن تقعوا في خطواتالشيطان فإنها توردك المهالك.
واعلم أيها المتعالج من الوسواس أنك لم تصب بالوسواس إلا بسببهذا الشعور.
وبعد أن أصبت به بدأت تبحث عن الحل.
فكيف بك بعد أن نجاك الله منه تفكر بالعودة إليه مرة أخرى.
فالمؤمن لا يلدغ من جحرمرتين والمؤمن كيس فطن!
واقرأ قول الله تعالى :{إِنَّالشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُلِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فاطر6
جاء في التفسير الميسر ( إنالشيطان لبني آدم عدو, فاتخذوه عدوًّا ولا تطيعوه, إنما يدعو أتباعه إلى الضلال؛ليكونوا من أصحاب النار الموقدة).
وقال صاحب تفسير الجلالين : (إن الشيطانلكم عدو فاتخذوه عدوا) بطاعة الله ولا تطيعوه (إنما يدعو حزبه) أتباعه في الكفر(ليكونوا من أصحاب السعير) النار الشديدة ) .
فاحذر أشد الحذر من طاعته أوالرضوخ لوسوسته ، ولعلمكم إخوتي فإنني والله شعرت بهذا الشعور وأشد مما تشعرون بهولكنني قاومته وبشده وصادف أن قابلت أحد العلماء الذين يعلمون حالي،فسألته عن هذا الشعور الذي نغص علي فرحة الشفاء من الوسواس.
فقال الشيخ:وما هو ؟
قلت : بعد أن تركت الوسواس بدأت أشعر وكأني مقصر فيعباداتي ، وأحس أنني لو مت كنت من أهل النار فقال الشيخ:هذا من الوسواس ، فتجاهله واتركه جانبا !! واعلم أنك الآنبدأت تبعد عن النار.
وفعلا يا إخوتي الأفاضل والله إن هذا الشعور زال عني ولله الحمد ، وبدأت أتقلبفي سعادة غامرة أسأل الله تعالى أن يديمها علي ويهبكم مثلها إنه هو القادر على كلشيء.
|
|
|