عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2013, 02:56 PM   #1
سهيله
عضـو مُـبـدع
09`1`01`01


الصورة الرمزية سهيله
سهيله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 41391
 تاريخ التسجيل :  11 2012
 أخر زيارة : 16-03-2018 (07:32 PM)
 المشاركات : 758 [ + ]
 التقييم :  55
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkslateblue
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الدنيا دار امتحان وابتلاء، خلقها الله لكي يتبين فيها المؤمن من الكافر،
والجاحد من الشاك ،والقانط من الصابر، قال تعالى:
(ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ)

والابتلاء قد يكون بما يحبه الناس، كالصحة والغنى والأمن، وقد يكون بما يكرهه الناس كالمرض والفقر والجوع والخوف، قال تعالى:
(وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً)

ولا خلاف بين العقلاء أن الصحة من نعم الله تعالى على عباده، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس:الصحة والفراغ))

فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى
إلا أن هذه النعمة قد تزول ويعقبها مرض وسقم يختبر الله تعالى عبده بها فإن صبر العبد واحتسب أجره عند ربه كان ذلك خيراً له
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)).

والمرض كفارة للذنوب والمعاصي إذا صبر العبد عليه ولم يتذمر أويتشكى أو يتسخط، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب خطاياه، كما تذهب النار خبث الحديد)).

ومن الناس من يسب الأمراض ويلعنها ظناً منه أنها تتصرف بمحض إرادتها، وهذا خطأ، فإن الله تعالى هو الذي يقدر هذه الأمور، وما الحمى والأمراض إلا جند مأمورة من جند الله

قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة عادها من حمى بها:
((لا تسبي الحمى، فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد))

فالسرطان والسكر وأمراض القلب وغيرها من الأمراض كلها من أقدار الله تعالى
فما ينبغي سبها ولعنها

ولقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذي لا تصيبه الأمراض والأوجاع ولا يبتليه الله بها
ناقص الإيمان
ناقص الإيمان
ناقص الإيمان

ولقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم:
((إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم))
روى الإمام أحمد بإسناد حسنه الهيثمي وأعله آخرون عن أبي هريرة قال: دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((هل أخذتك أم ملدم؟)) قال: وما أم ملدم؟ قال: ((حر بين الجلد واللحم)). قال: ما وجدت هذا قط. قال: ((فهل أخذك هذا الصداع؟)) قال: وما الصداع؟ قال: ((عرق يضرب على الإنسان في رأسه)). قال: ما وجدت هذا قط!! فلما ولى قال:
((من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا)).

فالمؤمن عباد الله لا يتمنى المرض ولا يحبه، ولكن إذا نزل به كان من الصابرين الراضين,

وإن من نعم الله تعالى على عباده أنه إذا ابتلى أحدهم وأقعده عن ما كان يحبه من الصلاة والصيام وأعمال الخير، فإنه يرزقه من الأجر ما كان يفعله في صحته وعافيته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مرض العبد أو سافر، كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً)).

قال عليه الصلاة والسلام: ((أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه،فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه،فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما به من خطيئة)).

فيا أيها المبتلى احمد الله على ما أصابك واصبر، فإن التشكي والجزع لا يذهبان البلاء، ولكن الصبر والرضى يزيدان في الجزاء.

اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأموالنا، اللهم اغفر لنا وارحمنا.

منقول للفائده نفعني الله وإياكم

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس