19-11-2003, 01:20 AM
|
#7
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4290
|
تاريخ التسجيل : 07 2003
|
أخر زيارة : 19-04-2005 (11:34 AM)
|
المشاركات :
102 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
في مثل هذه الحالة تتحول هذه الأمة إلى ألعوبة .. إلى إنسان آلي ، لا تتجاوب مع حقائقها الداخلية التي توالدت معها عبر صنعها لتاريخها ، إنها تتجاوب مع حقائق أمة أخرى ولتاريخها . عندها تقع المصيبة لهذه الأمة بأكملها . إن كثير من الأمم انمحت من التاريخ لأن رجال إعلامها لم يقوموا بواجبهم اتجاه تاريخها .
حتى بعض رجال الدين لم يقوموا بواجبهم الشرعي على أكمل وجه
فكلما كان تاريخ أمة ما واضحاً بحلوه ومره ، بكافة تناقضاته وكل ما نقلته إلى أجيالها اللاحقة كانت مجابهتها للمصاعب أقوى وأشد . عندما لا تعرف أمة عن تاريخها وحقائقها المتولدة معها شيئاً فإنها تعيش في فراغ ولا بد من ملئ الفراغ . الفراغ الإيديولوجي- السياسي – الحضاري - عندها تأتي أمة أخرى لتملأ هذا الفراغ ومع الزمن تتحول هذه الأمة بكاملها إلى تابع ..
إلى إنسان آلي يؤمر فيطيع . هذه الأمة توجه إلى خدمة أمة أخرى ولو كانت بعملها فناء نفسها هي بالذات - ليس هناك أمة غبية وأخرى ذكية .. أمة مبدعة وأخرى كسولة جامدة . هكذا صنفهم لنا بعض الفلاسفة . وخرجوا بنظريات شوفينية ..ورجعية مما دفع بعض الساسة من تلك الأمم لتبني نظرياتهم الوحشية فجروا بذلك على البشرية مصائب وويلات معروفة لكل من له اطلاع على التاريخ السعودي البعيد والقريب ..
كل أمة مبدعة .. والأمة العربية مكونة من بشر لا يختلف بيولوجياً عن إنسان أمة غربية أخرى له عينين وأذنين ورأس واحد ويدين ورجلين وقلب ودم. وبصورة أوضح ليس الإنسان الأوربي أو الأمريكي أو الياباني أذكى من الإنسان الإفريقي أو الآسيوي كما يراد أن يفهموننا بغية خداعنا...لا ليس هذا الأمر هكذا.. لم يثبت العلم ذلك الفرق . إن كل أمة تخلق حقائقها من خلال آلية تاريخها.. بواسطة أبنائها :
السياسي - العسكري - الفيلسوف - الكاتب - الشاعر - رجال الدين- العامل - المزارع -الصانع - الفنان ... إنها لوحة معقدة التراكيب مجزأة ومبعثرة لكنها جسد واحد... واحدة ومنفصلة تعمل على قاعدة نظرية وحدة وصراع الأضداد... وما تطورها إلا على أساس ذلك الصراع الأبدي في وحدة وصراع الأضداد... معركة ديالكيتكية . إن تاريخ أمة ما هو نتيجة هذه الآلية. الديالكتيكية. وإن تطور أمة ما يتوقف على كيفية فهم هذه العملية والتعامل معها بشكل صائب وفق المرحلة التاريخية المعاشة.
لقد فقدنا لغة الحوار معهم ففجرونا في مقتل.
والله يستر من القادم .
|
|
|