23-02-2013, 12:16 AM
|
#58
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 38356
|
تاريخ التسجيل : 04 2012
|
أخر زيارة : 18-01-2014 (02:48 AM)
|
المشاركات :
287 [
+
] |
التقييم : 10
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
هي التفطن لسبب هذه الوساوس، فسببها أمران اثنان:
الأول: وسوسة الشيطان الذي يريد إيقاعك في الأحزان والهموم المتصلة ليفسد عليك حياتك كلها، كما قال تعالى: {ليحزن الذين آمنوا}.
والثاني: هو النفس البشرية التي وصفها الله تعالى بأنها (جزوعة) أي أنها تخاف الشر والمصائب عند وقوعها وعند توقعها، وتمنع الخير إذا تمكنت منه، كما قال تعالى: {إِنَّ الإنسان خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً*وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً}.
فعليك بالاستعاذة من شر الشيطان ومن شر النفس الأمارة بالسوء، فكلما شعرت بمثل هذا الشعور، فبادري إلى الاستعاذة بالله من شر الشيطان والنفس معاً، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وقال صلى الله عليه وسلم: (ونعوذ بالله من شرور أنفسنا).
والخطوة الثالثة: هي العمل بطاعة الله تعالى والتقرب إليه، فإن للمطيع قوة في نفسه توهن كيد الشيطان، فطاعة الله تعالى تقوي روح المؤمن وتجعله لا يهتز لا للمصائب ولا لخوف وقوعها، ولذلك بعد أن ذكر الله تعالى هلع الإنسان وجزعه قال تعالى: {إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون} فعليك بدوام التقرب إلى الله تعالى، وطلب القوة منه بحسن طاعته، فإن ذلك يورث القلب قوة وثباتاً ورسوخاً في الحق.
والخطوة الرابعة: النظر في حقائق الأمور، ومعرفة ما هي عليه، نظرة واقعية بعيدة عن العاطفة، فما هو الموت؟ وما هي المصائب؟ إنها قدر من الله واقع لا محالة، فما يفيد إذن الجزع، وما يعني الخوف إذن؟! كما قال صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك).
والخطوة الخامسة، مخالطة الأخوات الصالحات، واللاتي يذكرن بالله ويعن على طاعته، فبذلك تقوى نفسك، وتشحن همتك وإرادتك، فإن المرء على دين خليله، كما قال صلوات الله وسلامه عليه.
|
|
|