الزواج الناجح في القرآن والسنة
الأنسجام في حياة الزوج والزوجة قضية غاية في الخطورة والأهمية * لأنه اذا خلت حياتهما من الأنسجام حل محله اقليم فاصل يخلو فيه كل منهما لنفسه حيث يجد ما حرم منه مع شريكه.
ولأهمية هذه القضية في الحياة الزوجية كان ديننا العظيم قمة في الذوق والشاعرية فوضع حدودا مرهفة للرجل والمرأة * راعا فيها المزاج المختلف والطبيعة الخاصة والعادات الشخصية.
قال الله عزو جل " ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا * لتسكنوا اليها * وجعل بينكم مودة ورحمة * ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" سورة الروم الآية 21
ما معنى من انفسكم ؟
المفسرون قالوا : اي ان حواء خلقت من آدم . والآية تحتمل ان الله يمن علينا ان جعل ازواجنا من البشر ولم يجعلهم من الجن او الحيوانات .
وازعم ان الآية بها معنى آخر .............. ذلك لأن الله عزوجل اختار كلمة نفس * وكلمة نفس بها عمق سحيق لايقف عند الفصل بين البشر والجن والحيوانات *
بل يتجاوز ذلك بكثير*** والله عزوجل بين عمق النفس عندما قال" ولقد خلقنا الأنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد"سورة ق الآية 16
لذا اقول ان الله عزوجل اراد ان يلفت نظرنا الى ان الزواج الناجح هو الذي تتقارب فيه الطبائع الشخصية والميول والأذواق المختلفة في ابسط شؤون الحياة .
والدليل على ذلك ان الله عزوجل قد بين انه سيعيد هذه القاعدة الى نصابها الصحيح يوم القيامة حيث لا اختيار الا له سبحانه وتعالى فقال" واذا النفوس زوجت"سورة التكوير الآية 7 قال العلامة ابن كثير :اي جمع كل شكل الى نظيره.
وبين ذلك نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ترويه ام المؤمنين
(الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف * وما تناكر منها اختلف) اتفق عليه الشيخان قال ابن حجر في فتح الباري: قال الخطابي : يحتمل الى ان يكون اشارة الى معنى التشاكل * في الخير والشر والصلاح والفساد *وان الخير من الناس يحن الى شكله والشرير نظير ذلك يميل الى نظيره . فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر * فاذا اتفقت تعارفت * واذا اختلفت تناكرت .
هذا هو المفروض الأسلامي**********
ولحديثنا بقايا
صلى الله عليه وسلم
|