عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2003, 09:54 PM   #1
أ.القحطاني
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية أ.القحطاني
أ.القحطاني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2160
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  38
لوني المفضل : Cadetblue
العيد وجع في بغداد ، وحيفا ... فأخبروني كيف أرتدي ثوباً قشيباً ..؟!



( أ )

إهداء إلى من سكنت الروح ، وتوهجت في القلب كشعلة الياسمين ..
إلى حرف شجيِّ أشجاني .. فـتنهدت نزفي ..
فهي من تتوجع أعمق مني ليوم عيد أطفال بغداد ، ويافا ..!!

( ع )

يا عاذلي في بغداد ، وحيفا أغلق متصفحي ..
وتتم كيف شئت ..... ؟!
وبشفتيكَ أسمعني كيف تزمجرُ ..؟!!

( ش )

بغداد ... غدا العيد ...
رائد الحرف في " وكم عيد مرّ يا ليلى " ..؟!!
واقبال التميمي في " دموع النخيل "،
سبقوني ، ونثرُ درراً ..
ما عسى حرفي إلا صدى لحرفهم ..
يا عيني أبكي ، وشاركيهم البكاء ..
يا مآذن الأعظمية ، والقدس أصدح ..
الله أكبر .. الله أكبر ..
فوق الكل .. فوق من تآمر واستسلم ..!!
لك الحق يا محراب الأعظمية إن توشحك السواد ..
فأسمعينا يا نخيل دجلة دموع الثائرين لعل الجرح يندمل ..
( ق )

أي عيد يا رفيقتي_ في الحرف _ أتـى ..!!
وأطفال العراق ، ويافا ، وجنينْ ... بلا عيد ..
ردائهم مسربلاً بالدم ، والدمع ..
والخوف ، والوجع حلواهم ..
ثوب العتيق سأرتديه معهم مشاركة ..
لا نعلي جديد ، ولا فمي مبتسمُ ..

( ك )

يا ويح قلبي يا أمي الماجدة ..!!
في بغداد ، وبيسان ، والموصل ، وطفلة الفلوجة ..
كيف ليل الصيام كان ..؟!
وكيف صباح العيد سيكون ..؟!!

(ي )

أماه أيتها الشريفة ذاتاً ، ونسباً..
أرى من هنا من صحرائنا ..
من رياضنـا.. من قلب شجني ..
وجع السنين يت**ّرُ في مقلتيكِ ..
يتأوه زفراتِ ويحاكيني ..
ألـمٌ يصدُ النفس عن ملذاتها ..
وفي مهجعي الهمُّ يُضنيني ..
قسما بخالقي في يوم عيدي ..
لا أتذوق إلا تمرة ..
أفكُّ بها صيامي ..
ليكون عيدي حسرة عليكم ..
واشتياقا فيكم يكفيني ، وربي يكفيني ..!!
كم من العمر عشت ..؟!
كم من الطعن تحمّلت ..؟!
كم من الهم تجرّعت ..؟!
كم من الخوف تذوقت ..؟!
لكنكِ يا بغداد ، وحيفا في القلب أعذب جرح ..!!
أستـلذُّ فيكِ التفكير ، والنزيف ..!!

( أ )

بغداد أنتِ آسرتي ..
معشوقتي ، وقدسيتي ..
أنتِ في النخاع تجذّرتِ ..
لست عاجزاً ..
فالصبايا من حولي راقصات ..
وإغراء الأنوثة يصده ترابكِ ، ومآذنكِ ..
العرس ، والعروسة أنتِ ..!!
الياسمين ، والمطر أنتِ ..
نهر دجلة صلب أبي ..
وحقولكِ ترقوة أمـي ..
أتلومونني إن هذيت بها ..؟!
إن استنزفتها دموعا ، ودما ..
من أطراف حدودها إلى عمقها ..
من جذر نخيلها إلى هامة مآذنها ..
من طفل جريح إلى كهل يبتهل ..
أعشقها بخيرها ، وشرها ..
بسوادها ، وبياضهـا ..

( ب )

تلك بغداد ، ويافا هل تفقهون آهـتي ..؟!
تاريخ إنسانية ..
حضارة أمة ..
بسالة عليِ في كوفتنـا ..
وجهاد هارون من بغدادنا ..
وفتوحات صلاح لـ قدسنا ..
وياسين- أحمد - في غزتنا ..
ثائراً بأطفال الحجارة وغصن زيتونِ ..!!
بــــغداد أنــــتِ ..
أنتِ ثم أنتِ ، وربي أنتِ ..!!
منقوشة على الماء ، والصخر ..
في مُقل جـدي ، وجدكـم ..
الذائب عظمه في تراب وطني ..
في عروق الطير المحلق ..
أيا كان الفضاء يا شجني ..!!
في جناح فراشة تحوم في أضلعي ..
دوما خافقة تشدُ بعروبتي ..
وبفجر آتِ ، وعزٍ تليدٍ أضعناه ..
في كف عنودي إذا لامست كفي ..
تصيحُ عروقنا الله أكبر ..
بغداد تضمنا .. تجمعنا ..
ونكهة برحيِّها لا تفارق أفواهنا..
ونوى رطبها يرصع " نفنوف " نبضي ..

( غ )

يا رضيع غزة ...
سمعنا الخبر .. القصف مزقك أشلاء ..
وجثمانكَ الغض في الصباح شيّع ..
آه ..!! لا تعرف الخطر ..!!
وفاتك نبضاً ، وحياة لنــا ..!!
نحن هنا في أجسادنا موتى ... نخاف الخطر ..!!
ما عليك يا شهيد أمتي ..
قبلك الدرة محمد على نهر الكوثر هناك ملحقاً ..
_ إن شاء الله _
وهيفاء كانت ، وباسمة ، وسعد ..
أسراب صقور ما هبوا الموت ،
ولا سور الخنازير ..
جحافل أسود ما زادت مطرقة الحديد ..
إلا صلابة ، وصموداً ..
الخير في أمتي باقٍ ..
قسرا على الغزاة ، ومن تخاذل ، وغـدر ..!!

( د )

آه ..!! من طفلة حيفاوية ..!!
غداً ترتدي لون كآبتي ..
سواد ، وفي عيني له بياض الياسمين ..
خيوطه " مكرمشـة " !! تشدُ العيون ..
لها تعاريج شوقي الموغلِ فيَّ ..
من بداية حيفا ، ونهاية جنينْ ..

( أ )

طفلة حيفا تنبضُ ثراها ..
تتوق للعق ترابها ..
ومن برتقال يافا تتعطرُ ..
كيف ألومها وعرب كنعان سكنوها ، وعمّروها ..
إن كانت القدس شمساً ، ويافا قمراً ..
فكل صبايا الدنيا اليافعات ، ونجومها حيفا ..
آه .. من شموخ صنوبرها .. ليمونها ..
وكروم عنبها ، وزيتونها ..
كبرياء شربته من أطفالها ، وبسالة كهولها ..
أتتذكرين يا طفلة حيفا حين هربتِ ..
وأنا خلفكِ من حارة لـحي ..
أغني أناشيد البيادر ..
من حارة المناطير إلى بوابة الشرقية ..
ومن حي الحسبة إلى سوق الشوام ..
هناك التقينا ، وهناك حكينا ..
ستعود حيفا يا طفلتي ..
كيف أنسى عكا ..؟!!
اسألوا نابليون عن صمودها ..؟؟!!
وتساقط جحافله على أسوارها ..
أسالوا دماء أبنائها كيف عفّرت ترابها ..؟!!
اسألوا عن حيفا ..؟؟!!
من سهولها ، وقراها ... ثورة القسَّـام اندلعت ..
والآن هي شعلة في كل ذات طفل تنفس هواها ..

( د )

هاتوا ترابا من بغداد ، وحيفا ..
واحثوه على رأسي ، وجسدي ..
هذا هو عطري ..!!
هذا هو عيـدي ..!!
أوّاهُ .. وآه ..!! يا أبي ..
إذا جاء أجلي ... وصيتي ..
جسدي اتركه عاريا لا يحتاج إلى كفنٍ ..
قطعه .. قسمة .. اقبره في عالمي العربي ..
ذراعي اليمنى في النيل ... أرميها ..
وذراعي الأيسر في نهر بردى دعه ... يطفو ..
الرأس يا أبي خلف محراب القدس ... أدفنه ..
نصف القلب في مكة ،
ونصفه الآخر في الفلوجة ... أغرسه ..
ما تبقى من جسدي أرباً .. أرباً ..
في كل ضيعة ، ومدينة إلى ترابها ... أحملهُ ..
إلا أصابع يدي لعنودٍ ... كم تحمّلتني ..؟!
كم الهمتني فيما استنزفتُ ، وما به ... بُحتُ ..
لعلها ترقُ بعد موتي ، وبنقابها تلفها ..
وتحت وسادة نومها تهنأ أصابعي ، وتسعدُ ..

(ويـا )

يا رفيقتي _ في الحرف _ غداً العيد ..!!
وأنا مجهد الأعصاب قلق ..
غداً العيـد ...!!
وأنا كل أطرافي رضوضِ ..
وجرح في الرأس لم يندمل..
غـداً العيـد ... !!
والديان ضاعف الدين ..
لا رحمة في قلبه ، ولا عطف ..
غـداً العيـد ... !!
وأنا مضطرب في مشاعري ..
وذاكرتي مشوشة ، والقلب منفطرُ ..
غـداً العيـد ... !!
وشوقي لعنودي يحترقُ ..
أيا ترى ترقُّ وتسمعني صوتها ..
فأنا في احتياج لعزائها ..
ووصل يعيد لأصابعي النزفُ ..
غـداً العيـد ... !!
وهذا أشدُّ ، وأنكلُ ألـمً ..
أطفال بغداد ، ومزارع شبعا في قيد الغزاة ..
كيف سيفرحون ..؟! كيف سيمرحون ..؟!
كيف سيأمنون القصف ، والغـدر ..؟!
يا عيد ... عراقنا وقدسنا تحت الأسر تتوجعُ ..
فــ " يا ليت دونك بيداء دونها بيدٌ "
أنا يا بغداد مكبلاً بجراح أمتي ..
رغم الخير في أرضها ، والقرآن مخرجها ..
أنا في داخلي عروبتي ممزقة ..
ركنت لخنوعها ، وتحكّمَ فيها " موتأمرك " ..

(حيفـا)

أتغارين يا عنودي من بغداد ..
لملمي حقائبك ، والآن ارحلي ..!!
واجمعي هداياي ، وأحرفي ..
وبعود الثقاب أشعليها ، وعليها تدفئي ..
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس