عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-2013, 02:00 PM   #1
أميــره
عضو نشط
أميــره


الصورة الرمزية أميــره
أميــره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 42242
 تاريخ التسجيل :  01 2013
 أخر زيارة : 09-05-2014 (09:38 AM)
 المشاركات : 114 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Coral
السحر وخطره على الفرد والمجتمع




بسم الله [FONT="Arial"]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد :

فإن الله جل وعلا دل عباده المؤمنين على ما فيه صلاحهم ونجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وحذرهم جل جلاله وتقدست أسماؤه مما فيه خطر عليهم وضرر في الدنيا وفي الآخرة، ومما حذر الله منه وحرمه وبين شدة عقوبته وخطره: السحر، فالسحر من كبائر الذنوب، ومن كبائر الإثم، بل هو من الكفر كما سيأتي.

وقبل أن نبدأ بالحديث عنه نعرف الإخوة بالمراد به لغة واصطلاحاً

فالسحر في لغة العرب : هو ما خفي ولطف سببه ودق، ويطلق السحر أيضاً على ما صرف الحال من حال إلى حال أخرى، خصوصاً من حال حسنة إلى حال سيئة، هذا هو تعريف السحر، ومنه سمي السّحَر سحراً وهو آخر الليل؛ لأنه يكون في خفاء، فآخر الليل وقت ظلمة، فالسحر يكون فيه خفاء ودقة ولطف لا يظهر له أسباب بينة ظاهرة كما يحصل من الأمور المعتادة في الناس، وإنما هذا أمر خفي، ومنه سمي السحور أيضاً؛ لأنه يقع في السحر وهو آخر الليل.

فالسحر في لغة العرب يدل على معنيين كبيرين:

الأول : الخفاء واللطف والدقة .

والمعنى الثاني : الصرف والتغيير، ولهذا في لغة العرب يقال سحر فلان أي حوله من حال الصحة إلى حال المرض، فهذا معنى السحر في لغة العرب، ومنه نتعرف على جزء من المعنى الشرعي لهذا المصطلح أو لهذا الاسم وهو السحر.

فالسحر في اصطلاح أهل العلم هو رُقى وأدوية وعزائم وأبخرة ونحوها مما يفعله السحرة يتقربون بها إلى الشياطين، فتمرض، وتقتل، وتفرق بين المرء وزوجه، وتحدث الفساد بين الناس وبين الأسر وبين الجيران وبين الأب وأبنائه أو زوجته ونحو ذلك، وكل هذا بإذن الله جل وعلا الكوني القدري، يعني كل هذا بقضاء الله وقدره، والله لا يرضى هذا شرعاً ولا يحبه ولا يأمر به، بل نهى عنه وحرمه، وأخبر أن من فعله فقد كفر، ولكنه سبحانه قدر هذه الأمور ابتلاءً لعباده واختباراً، لينظر من يطيعه ممن يعصيه.

فالسحر في الاصطلاح الشرعي: عبارة عن هذه الأمور مجموعة بعضها إلى بعض.
رقى جمع رقية وهي كلمات يتكلم بها السحرة وغالبها استغاثة بالشياطين أو أسماء مجهولة أو كلمات لا تُفهم أو تمتمات مبهمة، وسبب إبهامهم لها هو أنهم لا يريدون من يأتيهم أن يطلع على حقيقة ما هم عليه من دعاء غير الله واستغاثة بالشياطين، وكذلك أدخنة وأبخرة وأدوية يستعملونها لتساعدهم على تحقيق مرادهم، وذلك أن السحر هو ضرب من العلوم الضارة، علم ضار، علم خبيث.

فالعلوم أنواع منها ما هو نافع وعظيم النفع كتوحيد الله وإخلاص العبادة له والفقه في دينه ومعرفة سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، فهذا أشرف العلوم على الإطلاق، ومنها علوم يحتاجها المسلمون كالطب والصناعة والهندسة فهذه علوم تعتبر من فرض الكفاية، يجب على المسلمين أن يتعلموها، وهناك علوم مباحة ليس فيها ضرر وليس فيها كبير نفع، فهذه تعلمها مباح، وهناك علوم ضارة خطيرة فتاكة كهذه العلوم علوم السحر والشرك وعبادة الشياطين والاستغاثة بهم.

والسحرة لهم كتب يدرسونها، ولهم علوم يتعلمونها، ويدرسون هذا العلم عند طواغيتهم، وأشد طواغيت السحرة هم اليهود، وهكذا يليهم من كفَر بالله جل وعلا من طواغيت النصارى والمجوس وسائر الكفرة، ثم يلي هذا من ادعى الإسلام، وسلك سبيل السحرة والكافرين. فهذا هو حقيقة السحر أنه: أدوية وأبخرة وعقد ورقى وكلمات يتمتم بها الساحر ليستعين بالشياطين فتستجيب له في طلباته، فيطلب من الشياطين مثلاً أن تفرّق بين هذا وبين زوجه، ويطلب من الشياطين مثلاً أن تمرض هذا، ويطلب من الشياطين أموراً أخرى كالدلالة على أماكن أو سؤالهم عن بعض الأشياء التي لم يرها بعينه، وهكذا فيقومون بخدمته.

قال الله تعالى عن هؤلاء وهم من أهل النار : { ويوم نحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم } . والأولياء هنا أولياء الشياطين

انظر أخي المؤمن إلى هذه الآية وتدبرها جيداً، هذه المجادلة والمحاورة يوم القيامة أولياء الشياطين من الإنس يعني شياطين الإنس والجن الكافرين هؤلاء يتحاورون ويتدافعون وكل منهم يطلب السلامة ولا سلامة لهم؛ لأنهم كفروا بالله وأشركوا ووقعوا في السحر.

فقوله : { ربنا استمتع بعضنا ببعض } قال العلماء : استمتاع الإنسي بالجني بتنفيذ طلباته، الإنسي من السحرة والكهنة يطلب من الجن أن يساعدوه في بعض الأمور، والعكس استمتاع الجني بالإنسي أن الجني يطلب من الإنسي أن يسجد له، أو أن يضع المصحف -شرفه الله- يضعه في أماكن القاذورات، أو أن يصنع بعض الشركيات كالذبح لغير الله ليقول له الشيطان يقول للساحر : اذبح دجاجة أو ديكاً أو تيساً أو اذبح شاة أو اذبح حمامة يتقرب بها إلى الشيطان، وربما يقول له : اذبح عند طلوع الشمس، وهذا يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس حتى ترتفع قيد رمح وعلل قال : (( فإنها تطلع بين قرني شيطان )) رواه النسائي برقم (572)، وابن ماجه برقم (1253) وحينئذ يسجد لها كل كافر وكافرة، فهم يعني يخصون هذا الوقت كثيراً بالتقرب للشياطين وعبادتهم، فهؤلاء يستمتعون من الإنس بهذا، والإنس يستمتعون منهم بهذه الطلبات، ما عاقبتهم ؟ قال الله جل وعلا : { النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم } يعني هؤلاء مخلدون في نار جهنم لأنهم كفار، نسأل الله العافية والسلامة لنا ولكم ولجميع المسلمين .[/FONT]

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس