عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-2013, 02:03 PM   #3
أميــره
عضو نشط
أميــره


الصورة الرمزية أميــره
أميــره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 42242
 تاريخ التسجيل :  01 2013
 أخر زيارة : 09-05-2014 (09:38 AM)
 المشاركات : 114 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Coral


هناك من يشكك في أمور السحر ويقول : هذه مسائل خيالية ليس له حقيقة ولا وجود، خيال يتخيله المريض، فهل هذا الكلام صحيح ؟
[COLOR="Orange"]
هذا قاله أهل البدع من المعتزلة العقلانيين وغيرهم من أهل الأهواء، وإنكار حقيقة السحر اشتهر عن هؤلاء المبتدعة، وخالفوا بذلك صريح القرآن والسنة النبوية وما أجمع عليه أهل العلم، فربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه : { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان } يعني اليهود اتبعوا ما تتلوا يعني تضيفوا وتنسوا الشياطين على ملك سليمان الشياطين يقولون : إنما هم عليه من سحر وكفر هذا أخذوه من ملك سليمان، يكذبون، هذا معنى تتلو، يعني تضيفوا وتنسوا، فالشياطين ينسبون كفرهم وسحرهم وشركهم ينسبونه إلى من ؟ إلى سليمان كذباً وزوراً، فاليهود أعرضوا عن الوحي، وأعرضوا عن ما أنزل الله عليهم، وأعرضوا عما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في مقابل ذلك اتبعوا كذب الشياطين وإفك الشياطين، فاليهود اتبعوا هؤلاء وأعرضوا عن الرسل، وبهذا تعرف أن السحرة معرضين عن الرسل، متبعين لأهوائهم وللشياطين.

ثم قال جل وعلا : { وما كفر سليمان } يعني هذا السحر كفر، وسليمان ما كفر ولا يمكن أن يكون في تركته وفي ملكه وفي بيته لا يمكن أن يرضى بالكفر، ولا أن يكتب الكفر ولا أن يورث الكفر، قال : { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا } هذا دليل على أن السحر كفر كما سيأتي في بيان حكم السحر، لكن الله جل وعلا قال : { يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه } إذاً يقع التفريق بين المرء وزوجه إذاً هذا حقيقة أم خيال ؟ الناس يشاهدون الرجل مع زوجته في أمر مستقيم، ثم إذا وقع هذا السحر أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين منه إذا بهما ينفصلان، وتحدث بينهما المشاكل العظيمة، وهذا شيء ظاهر، كيف نقول هذا خيال لا حقيقة له؟! هذا حقيقة ، ولهذا قال الله تعالى آمراً نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأمته من بعده : { قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد } فـ { النفاثات في العقد } : هن السواحر اللاتي يعقدن العقدة ثم ينفثن فيها، فلو كان تصرف هؤلاء السواحر لا يضر وليس له حقيقة لما عبأ به أحد، ولما اهتم له أحد، لكن الله أمر بالاستعاذة به سبحانه من هذا، فدل على أن له أثراً، وأن له حقيقة وأنه شر يقع، فيستعيذ المؤمن بالله تعالى من هذا الشر، والآيات في هذا الباب كثيرة.

ومن الأحاديث ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حكم الساحر وفي بيان حقيقة السحر، مثل قوله تعالى : (( من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك )) رواه النسائي برقم (4079) ولو كان هذا شيئاً خيالاً لا حقيقة له لم يقع في الشرك، والمقصود أننا نعلم أن السحر له حقيقة وواقع، لكن أيضاً ينبغي أن يُعلم أن من السحر ما هو تخييل، قال الله عن حيلة سحرة فرعون قال : { يخيل إليه } يعني إلى موسى { يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى } يعني بسبب ما صنعوه من دهن العصي والحبال بالزئبق في الضحى جعلت تضطرب كأنها حيات بسبب التخييل الذي صنعه هؤلاء، فقد يقع التخييل والتقمير على العيون، يسمى القُمرة ويسمى الشعوذة يعني خداع العيون، وهذا أيضاً من السحر، وكله من الاستعانة بالشياطين والتدرب على أفعال المجرمين نسأل الله العافية والسلامة، والمقصود أننا نعرف أن السحر لها حقيقة ويقع وأمر الله بالاستعاذة منه، وأمر الله بالحذر من هذه الطريقة التي عليها كفرة اليهود، والمؤمن ولله الحمد يؤمن بما أخبر الله ويصدق ويعلم أن هذا حق ويقع بقدر الله ويحذر منه أشد الحذر، ولا يكون مثل أهل البدع المنكرين للحقائق التي أخبر الله
[/
COLOR]عنها .


 

رد مع اقتباس