26-03-2013, 06:41 AM
|
#9
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 42676
|
تاريخ التسجيل : 03 2013
|
أخر زيارة : 06-08-2022 (09:48 PM)
|
المشاركات :
525 [
+
] |
التقييم : 10
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Darkblue
|
|
مرحبـاً بكِ أيتهـا الفاضلة ،
حساسيتك المفرطة أيتها الفاضلة من المشاعر الإنسانية مثلها مثل الفرح والحزن والخوف والخجل..إلاّ أنَّ الإفراط بالشيء يحيد به عن جادَّة الحق، ومبالغتُكِ بهذا الشعور الزّائد من الحساسيّة، يصيبك بأعراض التوتُّر، والقلق، والإحساس بعدم الاطمئنان، والمبالغة في تحميل الأشياء والأشخاص والأحداث والمواقف والتصرفات والأقوال.. أكثر ممّا تحتمله على الحقيقة.
وهذا حتْماً يصيبُكِ بمتاعب نفسية، كالشُّعور بالبكاء، والضِّيق، والرَّغبة في البقاء بالمنزل وعدم مغادرته، والابتعاد عن الناس، وعن حضور مجالسهم، ومناسباتهم..
زيادةً على الوقوع في مشاكل في التَّعامل مع النَّفس والتَّأقلُم مع الآخرين، وما ينتج عن التَّأويل السَّيئ للأقوال وللأفعال، ممّا قد يقودُكِ لاتِّخاذ قراراتٍ استعجاليَّةٍ وانْفِعاليَّة من غير تفكير.
لهذا أنصحك بالمبادرة بالتَّخلُّص من هذه المشكلة قبل أن تتفاقم وتعكّر صفو حياتك، وتفسد علاقاتك بالنّاس وبأقربائك، ومن الإرشادات التي تساعدك في حل مشكلتك هذه ما يلي:
- أن تتجنّبي الاهتِمامِ الشَّديد بالأمور البسيطة وتضخيمها، وواجِهي مشاكل حياتك اليوميَّة، وإنجاز أعمالك المتنوعة بهدوء وراحةٍ، وتكيَّفي مع واقِعِك، بكلِّ ما يحمله من مواقف، بما يتطلَّبه من بذْل الجهد والصَّبر على تحمُّلِها، والحكمة في التَّعامُل معها.
- أن توازني بين قوَّة عاطفتك وحكمة عقلك، فلا تدَعي عاطفتك تنتصر، فتزيد حساسيتك، وتتحوَّل حياتك اليومية مؤلمةً ومزعجة، وأعصابك مشدودةً ومتوتِّرةً، وطاقتك مستنزفة، ونشاطك معطَّلاً، وتحصيلك الدراسي والعملي ضعيفًا.
- أن تبصري الأمور ليس انطلاقا من وجهة نظرك وإحساسك لأنه قد يصيب أو يخطئ، إنما اعْرِضيها على ميزان الشّرع العادل، وميزان الأخلاق، وميزان المجتمع، والبيئة، والمحيط الذي تعيشين فيه، حتى تقدري أن تحكُمي على الأشياء ببصيرة، وتتحرَّري من نظرتك لمعاني الأقوال، والتصَرُّفات، على غير حقيقتها.
وعوِّدي نفسك على إحسانِ الظَّن بالناس، وبرَّري أقوالهم وأفعالهم وإنْ أساؤوا إليكِ أو أخطؤوا بحقِّك، فليس كلُّ الناس كما تعتقدين أو كما تتصوّرين يقصدون إهانتك أو إزعاجك، إنَّما اعْمَلي بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: << إيّاكم والظن، فإنَّ الظَّنَّ أَكْذَب الحديث، ولا تَجسَّسوا، ولا تنافسوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا>>.
- أن تكتسِبي مهارة استِقبال النَّقد وتعليقات الناس بنفسٍ راضية، والرَّد عليها بنفس قويّة، وبحكمة عالية، وبأدلّة علميّة مقنعة.
- أن تحوِّلي تركيزك واهتمامك لتحقيق أهدافك، وأحلامك، وهواياتك، والنَّجاح بدراستك، وحياتك العلميَّة، والعمليَّة، والأسريَّة، وتقوية علاقاتك بالنّاس، فلا يبقى في حيِّز تفكيرك مساحة فراغ، لتحدِّثين نَفْسكِ بأحاديث سلبيَّة.
- أن تتخلَّصي من شعورك المبالغ فيه بالقلق، عند إحساسك بإزعاجِ الآخرين أو مضايقتِهِم، كما حصل بينك وبين معلِّمتك، إلاّ لو أخطأت بحقِّ أحدِهِم، فهنا الواجب عليك الاعتذار والاعتراف بخطئك وطلب المسامحة، من غير أن تعاقبي نفسك وتصيري جلاّداً يعذِّبها بتأنيب الضّمير والشّعور المستمر بالذَنب.
- أن تدَرّبي نفسك على الثّقة بإِمْكاناتِك، وقُدُراتِك، وكفاءاتِك، وكلِّ ما حَباكِ الله به من خصائص وصفات خَلقيَّة وخُلُقِيَّة، وما أنعم الله به عليك من نعم، ويكفيكِ فخرًا أنَّكِ إنسانةٌ مسلمةٌ مؤمنةٌ بربِّها، فلا تشغلي كلَّ اهتمامك بما يرضي النّاس، إنّما بما يقرِّبُك من الله وطاعته، ونيل مَحبَّتِه ورِضاه، حينها ستشعرين بقيمة نفسك عند الله لا عند الناس، وستتحرَّرين من إحساسِك بالضَّعف، وخيبة الأمل، والأفكار الخاطئة التي كنت تحملينها...
أعتذر عن الإطـالة ووفقكِ الله لكل خـير وأعطـاكِ أبلغ الأمـانـي ...
|
|
|