عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2013, 02:43 AM   #3
صلاح سليم
نائب المشرف العام سابقا
عضو مجلس إداره دائم


الصورة الرمزية صلاح سليم
صلاح سليم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28619
 تاريخ التسجيل :  08 2009
 أخر زيارة : 04-12-2022 (09:58 PM)
 المشاركات : 6,209 [ + ]
 التقييم :  239
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Navy


تحية طيبة اخى رعد على المقال المستفيض ..
ودعنى استغرب فى البداية على وضع الفكر الناصرى ضمن قائمة اعداء الاسلام .. وهذا لا افهمه .. فربما قصر بمعلوماتى التى تعرف انه قائم على مبدأ القومية العربية والذى تطور فيما بعد ليصبح مشروع التعاون العربى المشترك .. والذى اظن انه لن يحدث طالما نفكر بنفس العقلية ولدينا نفس المنطق فى التقييم والتقدير والتناول .. ويمكنك التفضل بالتوضيح ان اردت ان كان فهمى خاطىء .. لكن ارجوا ان يكون من خلال امور منطقية ثابتة بعيدة عن نوايا او ظن او نقلا عن تشدد فكرى والذى سيكون محور تعليقى ..

بالعودة للمقال (وارجوا ان تتحمل الاطالة وكثرة الاسترسال )اجد فيه انك تناولت ما يشهده الامر الواقع فعلا وبجدارة وحسن صياغة وبلاغة رائعة من حيث الهيمنة الامريكية والانحياز الصهيونى فى نفس الوقت الذى تدعم فيه الاسلاميين بدول الربيع العربى من جانب .. والخزى العربى على مستوى القيادات والحكومات من اخر .. والاستهداف من تعاون دول الشرق (روسيا والصين وايران ) مع بعض الحلفاء داخل الوطن العربى من جانب ثالث ..

اعتقد انه لدينا كعرب نقطتان اساسيتان هما مصدر كل ما نعانيه من تدنى وتراجع على مستويات عدة .. واهمها النفوذ والسيطرة على ديارنا رغم وجود كافة العناصر المؤدية لرفعها ..
الاولى نقطة هى التعصب ..
لا يجب ان ننكر اننا نمتلك قدرا هائلا من التعصب الاعمى والمدمر لاى تحقيق ايجابى لاى نواه نحو الطريق الصحيح ..
واعتقد انه متعمد ان يدس فى عقول الشعوب العربية من كلا من اعداء العرب والمسلمين .. او حكامه وقيادته نفسها ..
فطبيعة الشعوب العربية شعوب عاطفية متحمسة .. سواء لاسباب التدين او الطابع والسلوك الموروث كالشهامة والنخوة والمروءة وغيرها من طباع العرب التى نفتخر بها ويفتقدها الاخرين .. لكن المشكلة فى فرط الحماسة عندما يتعلق الامر بنقطة عصبية .. كالوطن او الدين او خلافه .. فينقلب الامر الى عنصرية مميتة فى سرعة غير طبيعية .. وهذه نقطة سلبية رئيسية يستخدمها كل من له مصلحة فى السيطرة على امور الشعوب ..
وسأعطيك مثالين ..
فى مصر مثلا .. اظن ان الجميع يعلم بوجود تشاحن ونفور واستنفار دائم يستدعى من وقت لاّخر ما بين المسلمين والمسيحيين (النصارى) وهو ما يسمى اعلاميا بالفتنة الطائفية .. فما رأيك بان اخبرك بان هذا الكلام لا نراه على ارض الواقع ما بين الاصدقاء والجيران .. وفى نفس الوقت لا انكر تداعياته .. فافتعال ازمة من هذا النوع قد يكون سببه مشكلة عادية او حادثة عارضة يحدث مثلها مئات بين المسلمين وبعضهم او المسيحيين وبعضهم كل يوم وتمر عادية .. لكنها تبلغ مداها عندما تلاقى الطرفين .. وهنا ارجع السبب الرئيسى الى طرفين .. افتقار ثقافة التعامل مع الاّخر اقتداء بنهج المصطفى صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين رضوان الله عليهم بشكله الصحيح .. والثانى دعاة الفتن والتحريض والتعصب من كلا الجانبين الحريصين كل الحرص على التركيز على موطن العداء وبث الكراهية والعنف .. (بما ليس فى الدين من شىء )

والمثل الثانى هو انت شخصيا ..
كانت احدى حالاتك امرأة لديها دواعى نفسية .. وكنت اتابع حرصك ومتابعتك واهتمامك بحالتها دون ان تهتم بان تعلم عن حياتها الشخصية .. وهذا طبيعى طبعا .. وبعد فترة وفى احد المواضيع دخلت المرأة وتطرقت لموضوع يخص الشيعة والاختلاف معهم ومن سياق الحديث عرفنا انها شيعية .. فهل تغير انطباعك او اهتمامك للحالة ؟؟ انا من متابعتى .. لا اظن .. وجدتك تحافظ على نفس الاداء بنفس الاتزان .. وهنا اود ان اشير الى ان من تحكم فيك هو روح وضمير الطبيب ..
هذه هى مشكلتنا فى التعميم التى تؤخرنا الى ذيل الامم رغم اننا نمتلك بين ايدينا كنز اسمه القراّن كافى لان يقودنا الى قيادة العالم باسره دون مبالغة .. لكننا لا نحسن استخدامه ..

النقطة الثانية هى الخلط ..
وهى نتاج طبيعى للنقطة الاولى .. فطالما تمكن منا التعصب سهل ان يقودنا الى انعدام الرؤية وسوء التقدير ..
فعلاقات الدول واختياراتها تبنى على اساس المصلحة والانتفاع ولا مجال للعلاقات او الديانات فى عالم السياسة .. هذه مسلمات يرفضها العرب ويصر على عدم الاعتراف بها رغم الشواهد التى تملأ الارض عيانا ..
ولا يخفى عن مبصر الدعم الكلى الامريكى لاسرائيل .. وكذلك الدعم الشرقى لايران ونظام الاسد وحزب الله .. وطبيعى رؤية معسكرين متضادين او متنافسين وبينهما عداء .. وهذا صحيح لكنه غير كامل .. لان المبدأ ليس دينى او طائفى وانما هيمنة ومكاسب .. فقد صرح احد القيادات الايرانية (واظنه الخمينى) ان امريكا لم تكن لتدخل العراق او افغانستان الا بمساعدة ايران واستئذانها .. فاين العداء وقتها ؟؟ لكن مصلحة ايران فى كسر الشوكة الغليظة بحلقها فى العراق توافقت مع اهواءها وتطلعات دولة الفرس .. وهو نفس الامر بالنسبة لاسرائيل .. فاظن انه يخطىء من يعتقد ان اسرائيل دولة دينية .. لانها دولة استعمارية صهيونية اهدافها مادية تأخذ من الاتجاه الدينى طريق لتعاطف الغرب معها ليس الا ..

اما عن استحسان تحالف الاسلاميين مع الغرب عنه مع الشرق .. فالمثل بيقول (الحداية مش بترمى كتاكيت) .. والدعم الامريكى للربيع العربى كاشف ومفضوح وله وقع رهيب وعكسى على بناء دول متحررة من قيود الاستعمار المقنع باستخدام نفس مسلسل الانظمة الحاكمة .. فاتمنى عدم الربط بين ما يحدث وبين الاسلام ..
لان رفعة العرب والمسلمين مرتبطة بشكل كامل واساسى بالتخلص من كلا الغرب والشرق معا والاعتماد بشكل اساسى وقاطع على المبادىء الاسلامية الصحيحة بشرط الارتكاز على مواطن التلاقى ما بين المناهج الاسلامية المختلفة واغفال مواطن الاختلاف .. ونبذ كل ما يدعوا للتناحر وكشف كل من يدعوا الى ذلك ومحاسبته بقوة وحسم مهما كان وضعه ومركزه ..

نحتاج حكام تقاه يطبقون حقوق الله وعدله ..

واعتذر عن الاطالة .. فالموضوع مغرى ..


 

رد مع اقتباس