عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2003, 06:03 AM   #2
د.سلطان العويضه
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية د.سلطان العويضه
د.سلطان العويضه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4018
 تاريخ التسجيل :  05 2003
 أخر زيارة : 29-10-2013 (06:09 AM)
 المشاركات : 861 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بعد السلام ...كما ذكرت في اكثر من جواب المسألة نسبية....فعلى سبيل المثال:

السعادة نتاج عوامل عدة كالرضا عن العالم الخارجي الخاص به* وعن إدراكاته

للعالم الخارجي أي يصبح الفرد سعيدا عندما يتحقق هناك إنسجاما بين مظهره

ومخبره.

السعادة تكمن

في "الحب"* "النجاح"* "الذرية"* "المال"* "الصحة"* "الأصدقاء"* "المؤهل

العلمي"* "المنصب الإداري"* العيش الآمن"....الخ إلا أن السعادة تعتمد على ا

لأفراد أنفسهم وكيف يرتبون أوليوياتهم في الحياة.

- السعادة تختلف حسب الفروق الفردية لأنها في الأساس تنبع من الداخل ...من ا

لذات وهناك عامل جوهري يكمن وراء هذه الإختلافات وهو عامل إدراك المشكلة

فكما يقول الفيلسوف اليوناني أبكتيوس (500قبل الميلاد) "الناس تشقى لا

بسبب الأشياء ولكن بسبب إدراكاتهم للأشياء"....فلا يمكن يحزن الإنسان لموت

أحد عزيز قبل وصول نبأ الوفاة ..فالحزن يتزامن إذن مع الإدراك وليس مع

الحادثة ذاتها.

- معظم مناحي السلوك البشري ترمي إلى تحقيق السعادة وكثير ما يجد أولئك ا

لذين خصهم الله سيحانه بالحكمة في الإهتمامات اليومية للناس مضيعة للوقت

وكما يقول المتنبي:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

فإذن الحكيم يجد سعادته في الترحم على الشفياء الذين يجدون سعادنهم في

هذا الشقاء!

- يبدو لي والله اعلم أن الفصل بين السعادة والحاجات ما هو إلا فصل تعسفي

فلا يمكن تحقيق سعادة من غير إشباع حاجة ولا يمكن معاناة شقاء من غير

حرمان من حاجة أو حاجات ولعل في إطروحة عالم النفس ماسلو في هرمية ا

لحاجات خير دليل حين تحدث عن الحاجات األأساسية مرورا بالحاجة للحب والأمن

وإنتهاء بالحاجة لتحقيق الذات في عملية مستمرة كلما أشبعت حاجة حلت محلها

أخرى.

وهكذا نجد أن "السعادة" مفهوم "نسبي" ومن المحال أن يتم تحقيقها بشكل

مطلق وقديما أدرك الشافعي -يرحمه الله- هذه المعضلة وعرف الجواب الحاسم

لها حين قال:

ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد

جعلني الله وإياكم من سعداء الدارين .


 

رد مع اقتباس