3 - عوامل استمرار الرهاب و مفهوم الحلقة المفرغة:
يمكننا توضيح هذه النقطة التي هي اهم ما في الموضوع بمثال بسيط :
نفترض رجلا اسمه عمر. عمر عنده اليوم اجتماع بمديره في الشركة التي يعمل بها. وهو في قاعة الانتظار .بدا يشعر بقلق شديد لانه يخشى الا يجيد الكلام وان يتلعثم فيبدو سخيفا واحمقا امام مديره . انه يصغي بانتباه الى ضربات قلبه المتسارعة. يشعر باحمرار في وجهه وبرودة في اطرافه .بعد ذلك تذكر عمر ان مديره قد يلاحظ عليه ذلك فيزداد خوفه. وبضم هذا الخوف الى الخوف الاول ( من ان يبدو احمقا) تزداد الرهبة حتى يشعر برجفة في اطرافه. الان الامر الذي سيشغل اهتمامه هو خوفه من ان يلاحظ مديره عليه تلك الرجفة فيتفاقم خوفه اكثر فاكثر .حتى يشعر بتعرق شديد في يديه .فيزداد خوف عمر اكثر فاكثر ويزداد معدل ضربات قلبه وسرعة تنفسه لان ماسيشغل باله في الدقائق القادمة هو ردة فعل مديره حين يمد يده المبللة بالعرق لمصافحته وهكذا دخل عمر في حلقة مفرغة ومتاهة لاخروج منها اضف الى ذلك انه يكون قبل دخوله للمقابلة قد هيا نفسه لتفسير كل تصرف او حركة او كلمة صادرة عن مديره تفسيرا سلبيا خاطئا ليس هذا فقط فهذه التجربة ستجعل عمر يفعل المستحيل لتجنب اي موقف مشابه . والتجنب المستمر يجعل الانسان يفتقر للمهارات الاجتماعية واذا شعر الانسان بهذا النقص ازداد تجنبه خوفا من الوقوع في موقف محرج واذا ازداد تجنبه ازداد شعوره بالنقص وهكذا....الحلقة مفرغة
لذلك قال بعض علماء السلوك:
انتبه الى افكارك لانها تتحول الى كلمات
انتبه الى كلماتك لانها تتحول الى افعال
انتبه الى افعالك لانها تتحول الى عادات
انتبه الى عاداتك لانها تتحول الى طباع
انتبه الى طباعك لانها ستحدد مصيرك
...........وهكذا نكون قد فرغنا من شرح اسباب الرهاب الاجتماعي ادعو الله ان تكونوا قد استفدتم
المرة القادمة باذن الله نقوم بشرح علاج الرهاب و انواع الادوية المستخدمة في ذلك......