|
أخي طلال ... كلمة رأس الله لايهينك !!
في قديم الزمان
حيث لم يكن على الأرض بشر بعد ....
كانت الفضائل والرذائل.. تطوف العالم معا"..
وتشعر بالملل الشديد....
ذات يوم:
وكحلّ لمشكلة الملل المستعصية...
أقترح الأبداع لعبة ـ وأسماها الطميمة..
تعرفها يا أستاذ طلال ؟
المهم ..!!
أحب الجميع الفكرة...
وصرخ الجنون: أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ...
أنا من سيغمض عينيه.. ويبدأ العدّ...
وأنتم عليكم مباشرة الأختفاء....
ثم أنه اتكأ بمرفقيه..على شجرة.. وبدأ...
واحد... اثنين.... ثلاثة....
وبدأت الفضائل والرذائل بالأختباء..
وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر أو تحت ضوء القمر !!..
وأخفت الخيانة نفسها في كومة **الة...
وذهب الولع واختبأ بين الغيوم..
ومضى الشوق الى باطن الأرض...
ونامت الطهارة والعفة بين أحضان الطاهرين الصالحين ..
أنت معي يا أستاذ طلال ؟
جاء بعد ذلك الكذب قال بصوت عال:
سأخفي نفسي تحت الحجارة.. ثم توجه لقعر البحيرة الميتة..
واستمر الجنون: تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون..
خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها... ماعدا الحب...
الذي ندندن حوله سيدي ..
كعادته ( أي الحب).. لم يكن صاحب قرار...
وبالتالي لم يقرر أين يختفي..
وهذا غير مفاجيء لأحد...
فأنا وأنت يا أستاذي الكريم نعلم كم هو صعب إخفاء الحب..
نرجع لمحور حديثنا ..
تابع الجنون: خمسة وتسعون...ست .... سبعة وتسعون....
وعندما وصل الجنون في تعداده الى: مائة وبعضهم يقول : المية !!
قفز الحب وسط أجمة من الورد.. واختفى بداخلها..
فتح الجنون عينيه.. وبدأ البحث صائحا": أنا آت اليكم.... أنا آت اليكم....
كان الكسل أول من أنكشف...لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه..
ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر...
وبعدها.. خرج الكذب من قاع البحيرة الميتة مقطوع النفس ... !!
وأشار على الشوق ان يرجع من باطن الأرض...
وجدهم طبعا الجنون جميعا".. واحدا بعد الآخر....
ماعدا الحب... الذي ندندن عنه يا أستاذي طلال ..
كاد يصاب بالأحباط والبأس.. في بحثه عن الحب...
إلى ان أقترب منه الحسد .. ودعني أحدثك عن الحسد .. بس بعدين ..!!
وهمس في أذنه: "الحب مختف في شجيرة الورد... "
التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح..
وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش حسبي الله عليه ..
ليخرج منها الحب البريء ..
ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب...
ظهر الحب ( بعد عمري) .. وهو يحجب عينيه بيديه..
والدم يقطر من بين أصابعه... ( شفت لك حب عنده أصابع؟ ) نعم سأحدثك عنه بعدين ..!!
صاح الجنون نادما": يا الهي ماذا فعلت؟..
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟...
أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي...
لكن لازال هناك ماتستطيع فعله لأجلي... كن دليلي ...
وهذا ماحصل من يومها.... يمضي الحب الأعمى...
يقوده الجنون ..
***********
أستاذي الكريم ـ طلال الناصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما بعد ..
لقد قرأت موضوعك السابق عن الحب وألفيت فكرته جميلة ورائعة ..
وأظنك لم ترجع للوراء قليلا لتعطي القاريء الكريم محاور أساسية لفهم الحب من ناحية عاطفية بحته .. مشكلتنا اليوم أستاذي الكريم أننا نواجه صورا غريبة لفهم الحب ..
فالحب القوي جداً لا يمكن أن يمر بسلام سيدي الكريم ولعلك تعرف ذلك بل وذكرته في ثنايا موضوعك الجيد . وهنا يكشف الروائي العالمي شكسبير عن عبقريته في سبر أغوار الروح البشريةويقول : ..
فالواقع أن الحب العظيم خطر، ويُدفع ثمنه غالياً. أي الموت. ..
سيدي الكريم:
بما أننا في مجال متابعة قضايا مجهولي الوالدين من الأولاد والبنات وأعرف أغلب مشاكلهم العاطفية ظهر لنا في السطح حديثا مصطلحات منتنشرة بين الشباب والفتيات بما يسمى الإنتحار من أجل الحب ..
وجدت قصاصة مع اليتيم عبدالعزيز من صديقته ...
تقول فيها أذا ما أرسلت لي مسج بالجوال ترى أبنتحر ..!!! :
عبالعزيز البارحة كنت يتصفح في المكتبة كتابا فوجد هذا البيت من الشعر ومزق الصفحة وأخذ القصاصة وأرسل هذا البيت على جوالها :
وألثم فاها كي تموت صبابتي **** فيشتد ما ألقى من الهيمان ..
قلت لعبدالعزيز : مامعنى هذا البيت ؟
قال لي : يعني أقول لها لاتنتحرين عشان خاطري ..!!!
شفت شلون يا أستاذ طلال هناك جنونا في الحب لايستطيع أن يعالجه أكبر أخصائي نفسي في هذا المجتمع ؟
ولكن هل نضع يدا على يد ونرى خراب البصرة ونبكي على إطلالها ؟
لا بالطبع ..
ولكن أحببت أن أقول لك عبر هذه الرسالة البسيطة أن الحب أكبر من أن نفرد له حلقتين أو ثلاث في منتدى أو في مجلة متخصصة ..
ولكن علينا أن ننزل أرض الواقع ونواجه المحبين بما آتانا الله من طاقة وعلم وأسلوب ونتحمل مايأتينا منهم من همز أو من لمز أو أستهزاء أو حتى ضرب ..
وأجمل ماسمعت من إحدى التائبات( من فتياتنا اليتيمات) هذه العبارة وهي ترسل قصة توبتها لمديرنا المباشر في العمل:
أن فهمي للحب كان من أكبر الخطايا .. ودخلت في عالم الجنون وسبحت في جنونه ولكن يوم أن شعرت أنني سأغرق لامحالة رجعت بفضل الله .. حتى قالت في نهاية رسالتها التي لازلت أحتفظ بصورة منها ...
الحب هو : نظرة.. فابتسامة.. فموعد.. فلقاء.. فضياع أو طفل من الحرام!!
ويكفي أننا جئنا لهذه الدنيا من طريق الحرام ..!!!
أنتهت رسالة الأخت التائبة ..
*********
وبعد هذه الكلمات يا أستاذ طلال أحب أن أزجي أليك عبر هذا الصرح العظيم حبي لك في الله وتمنياتي لك بالتوفيق والثبات على دينه ..
وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين ..
أخوك / أحمد العيسى
( أبــو مــروان )
إدارة رعاية الأحداث ..
وزارة العمل ..
السعودية
19ـ 10 ـ 1424
|