عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-2013, 04:12 PM   #1064
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


السعادة


نختلف في تعريف السعادة ولكنا نتفق في السعي للفوز بها.
ومن السعادة ما أوصل إلى الجرم والذنب والعصيان وما إلى ذلك.
والسعادة أمر نسبي قد يعيش الإنسان وهو لا يعرفه.
وما يسعد زيد ليس بالضرورة أن يسعد عبيد.
والسعادة متنوعة بتنوع الحاجات ومتحققة بتحقيقها.
ولكن هل تتحقق السعادة الكاملة المستديمة لمن يحصل على كل ما يريد ؟
الجواب بالطبع لا .
ومن هنا نستطيع البحث عن السبب.
دعونا نتناول الموضوع بمنظور أعمق.
السبب في عدم تحقيق السعادة الكاملة المستديمة هو حصول الإنسان على كل ما يريد.
لأن ذلك يخالف الفطرة.
فالإنسان خلق في كبد. كما قال تعالى في سورة البلد (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) وهذه فطرته التي خلقه الله عليها العناء والشقاء والتعب.
كما أنه قد جُبل على حب التغيير حتى ولو كان للأدنى مما يملك.
فالإنسان عندما يخلد إلى الراحة والاستجمام كثيراً لا يجد طعم للراحة كونه شعر بالممل منها وأصبح يبحث عن التغيير والعكس.
وهؤلاء بني إسرائيل يطلبون من موسى إن يدعي الله لهم ويريدون بذلك التغيير من الأفضل وهي المائدة التي كانت تنزل لهم من السماء إلى الأدنى وهي كما ذكر لنا الله في الآية التالية. (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) فسبحان الله أن جعل سعادة كل شخص في ما قدر له.
أجري بحث عميق من قبل علماء النفس فوجدوا إن الإسلاميين المتشددين على حد قولهم أقل الناس بالأمراض النفسية والشعور بالحرمان حتى وهم في حرمان فبعضهم لم يتزوج وبعضهم فقير وبعضهم خزين ولكن لم يظهر ذلك عليه بتاتاً بل وجدوه اسعد من أصحاب الأموال والبنين.
لماذا هم أقل شعور بالحرمان وأقل أمراض ؟
لأنهم حصلوا على ما لم يحصل عليه غيرهم وهي القناعة والرضاء وهذه لن يحصل عليها المرء إلا بعد عزوفه عن الدنيا.
إما من يلهث خلف الدنيا فليس له سوى المكتوب.
وفي النهاية لن يجد السعادة كونها شعور يجده الإنسان داخله فقط.




 

رد مع اقتباس