يقال بأن الجلوس مع الأطفال يجلب السعادة، ويقال بأن الإنسان حين يكبر يعود إلى تفكير الأطفال واهتماماتهم، لكن هل يصبح أيضا الجلوس مع كبار السن أمرا يجلب السعادة!
إذا كان العجوز والطفل يتشابهان في الضعف والحاجة إلينا كشباب، يتشابهان في الاهتمامات ، فكلاهما يهمه أن يأكل ويقضي حاجته ، كلاهما يهتم بأن يصبح ذا ملكية خاصة لايشاركه فيها أحد، فيبدأ بتخبئة أغراضه للمستقبل وجرها معه أينما رحل، كلاهما يصر على أن نحضر له ما يريد في الوقت المناسب أو غير المناسب!
كلاهما يظن أننا نحن الشباب نستطيع صنع الخوارق ، نستطيع القيام بكل شيء دون أن نتعب ، ونستطيع تحقيق كل شيء بدون صعوبات فنحن أقوياء لدرجة أننا ممكن أن نقضي اليوم كله معهم ثم تُقضى أمورنا في غضون دقائق.
كلاهما يظننا لا نتعب ، لا نهتم ، أو أن اهتماماتنا سخيفة ومتعبة وليست ذات أهمية مثل اهتماماتهم.
كلاهما يريدك أن تسخر نفسك له ، يريك ضعفه بأسللوب يكسر القلب ويأخذ بلبك للجلوس معه.
كلاهما يحرمك من الاستمتاع بالرحلات ، أو الزيارات ، أو مكالمات الهاتف ، او الأمور الأخرى الخاصة ، فكلاهما ينحشر ويبدي رأيه أو انزعاجه في كل أمورك
كلاهما إن جلس مع قرينه تشاجر وإياه شجارا عنيف ثم يعودا صديقين حميمين.
فالطفل يلعب مع صديقه ثم يتشاجران ثم يعودا صديقين.
والكبير في السن يظل يتشاجر وينتقد زوجه أو زوجته ثم يعودا محبين لبعضهما.
لكن لماذا نسعد بمجالسة الصغير مهما فعل .. ولا نسعد تلك السعادة مع الكبيار بل نتململ ونحن معهم.
نغفر خطأ الطفل ولانغفر خطأ العجوز.
نتقبل الطفل ولا نتقبل العجوز؟!
هل لأننا نعتبر أنه لازال كبيرا وواعيا !
وأنه يتظاهر بالضعف وممكن أن يؤذينا متى شاء.
أم أنه من المفترض إلا (( يعجّز)) مثلا ويلا يشيخ!
أو لأن حين نقارنه بمن مثله نجد الآخر أوعى منه! وأذب لسلوكه وأنقى لألفاظه وأقوى على قضاء أمره.
أو لأنه من المفترض أن يعتني هو بنفسه لأنه قادر على ذلك لكن يتظاهر بالضعف فنحن لم نصدق بعد أنه ضعيف ؟
أم لأننا ننتظر أن يحين أجله فمثل هؤلاء قد أخذو نصيبهم من الدنيا وهم الآن شيء زائد يضايقنا في أرضنا؟!
سبحان الله!!
ولذلك قال الله تعالى : (( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما.. وقل لهما قولا جميلا))
لم يأمرنا الله بذلك وهما شابين ، لأننا لا نجرؤ على القوي، ولازلنا بحاجتهما ، فياللعجب من نكران الجميل ، ما إن اشتد العود نسينا من قوّم هذا العود وعمل على إضلاحه.
أقول هذا وأنا أول الناس بحاجة إلى تعلم (( فن التعامل مع كبار السن))
ولذلك وجدت كتب أجابت وكفت عن سؤالي
فن التعامل مع كبار السن الوالدين
د. فهد خليل زايد
أساليب التعامل مع كبار السن
الدكتور علي بن إبراهيم الزهراني