05-07-2013, 06:37 PM
|
#2
|
عضو مميز جدا وفـعال
ابوعابد
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 42670
|
تاريخ التسجيل : 03 2013
|
أخر زيارة : 01-02-2018 (02:23 PM)
|
المشاركات :
1,657 [
+
] |
التقييم : 80
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
منقول
.....منزلة الصبر...
ومن منازل : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) منزلة الصبر .
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعا .
وهو واجب بإجماع الأمة ( وهو نصف الإيمان )
فإن الإيمان نصفان : نصف صبر ، ونصف شكر
وهو { مذكور في القرآن على ستة عشر نوعا } :
الأول :/ الأمر به . نحو قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة )
وقوله : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) .
وقوله : ( اصبروا وصابروا )
وقوله : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ) .
الثاني :/ النهي عن ضده كقوله : ( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم )
وقوله : ( فلا تولوهم الأدبار )
، فإن تولية الأدبار : ترك للصبر والمصابرة .
وقوله : ( ولا تبطلوا أعمالكم ) فإن إبطالها ترك الصبر على إتمامها .
وقوله : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا ) فإن الوهن من عدم الصبر .
الثالث :/ الثناء على أهله ، كقوله تعالى : ( الصابرين والصادقين ) الآية ،
وقوله : ( والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) . وهو كثير في القرآن .
الرابع :/ إيجابه سبحانه محبته لهم . كقوله : ( والله يحب الصابرين ) .
الخامس :/ إيجاب معيته لهم (. وهي معية خاصة .) تتضمن حفظهم ونصرهم ، وتأييدهم . ليست معية عامة . وهي معية العلم والإحاطة . كقوله : ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) وقوله : ( والله مع الصابرين ) .
السادس :/ إخباره بأن الصبر خير لأصحابه . كقوله : ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) وقوله : ( وأن تصبروا خير لكم ) .
السابع :/ إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم . كقوله : ( ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) .
الثامن :/ إيجابه سبحانه الجزاء لهم بغير حساب . كقوله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
التاسع :/ إطلاق البشرى لأهل الصبر . كقوله تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) .
العاشر :/ ضمان النصر والمدد لهم . كقوله تعالى : ( بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ) ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : واعلم أن النصر مع الصبر .
الحادي عشر :/ الإخبار منه تعالى بأن أهل الصبر هم أهل العزائم . كقوله تعالى : ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) .
الثاني عشر :/ الإخبار أنه ما يلقى الأعمال الصالحة وجزاءها والحظوظ العظيمة إلا أهل الصبر ، كقوله تعالى : ( ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون ) ،
وقوله : ( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) .
الثالث عشر :/ الإخبار أنه إنما ينتفع بالآيات والعبر أهل الصبر .
كقوله تعالى لموسى : ( أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور )
، وقوله في أهل سبإ : ( فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) .
وقوله : في سورة الشورى : ( ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) .
الرابع عشر :/ الإخبار بأن الفوز المطلوب المحبوب ، والنجاة من المكروه المرهوب ، ودخول الجنة ، إنما نالوه بالصبر ، كقوله تعالى : ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) .
الخامس عشر :/ أنه يورث صاحبه درجة الإمامة .
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول : بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين . ثم تلا قوله تعالى : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) .
السادس عشر :/ اقترانه بمقامات الإسلام والإيمان ، كما قرنه الله سبحانه باليقين وبالإيمان ، والتقوى والتوكل . وبالشكر والعمل الصالح والرحمة .
;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;; ;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;
ولهذا كان الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا إيمان لمن لا صبر له ، كما أنه لا جسد لمن لا رأس له .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : خير عيش أدركناه بالصبر .
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه ضياء . وقال : من يتصبر يصبره الله .
وفي الحديث الصحيح : عجبا لأمر المؤمن ! إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له . وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيرا له . .
وقال للمرأة السوداء التي كانت تصرع فسألته أن يدعو لها : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك . فقالت : إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف . فدعا لها .
وأمر الأنصار - رضي الله تعالى عنهم - بأن يصبروا على الأثرة التي يلقونها بعده ، حتى يلقوه على الحوض .
وأمر عند ملاقاة العدو بالصبر . وأمر بالصبر عند المصيبة . وأخبر أنه إنما يكون [ ص: 155 ] عند الصدمة الأولى .
وأمر صلى الله عليه وسلم المصاب بأنفع الأمور له ، وهو الصبر والاحتساب . فإن ذلك يخفف مصيبته ، ويوفر أجره .
(( والجزع والتسخط والتشكي يزيد في المصيبة ، ويذهب الأجر ))
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الصبر خير كله ، فقال : ((( ما أعطي أحد عطاء خيرا له وأوسع من الصبر . . )))
|
|
|